الخبر وما وراء الخبر

أربعة أعوام في مواجهة قوى الشر… أبناء ذمار : تماسك الجبهة الداخلية يكسر شوكة العدو

147

ذمار نيوز | استطلاع/ ماجد السياغي |صحيفة الثورة  16 رجب 1440هـ الموافق 23 مارس، 2019م

بعزيمة أمضى وإرادة لا تلين يحُيي اليمنيون الذكرى السنوية لمرور أربعة أعوام من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي يستذكرون فيها جرائم فراعنة العصر ويستحضرون من خلالها نشوة الانتصار الذي يرونه آتياً لا محالة، محافظة ذمار واحدة من محافظات اليمن التي طالتها همجية العدوان وتداعيات الحصار الظالم ؛ غير أن ثبات وتضحية ابنائها وصمودهم صنع اروع فصول البطولات من كتاب بطولات أبناء الوطن الذي يحمل في طياته قصص المجد والفخر مغزولة بأكاليل الكبرياء.

شهداء وجرحى

كانت ذمار في بنك أهداف العدوان الامريكي السعودي الإماراتي التي لم يسلم منها الإنسان والشجر والحجر ، فمنذ اول غارة والتي كانت يوم الثلاثاء بتاريخ14 ابريل من العام 2015 بلغ عدد الشهداء (166) شهيداً وأكثر من (300) جريح جلهم من الأطفال والنساء ، وتعتبر جريمة عرس سنبان من اكثر الجرائم بشاعة والتي راح ضحيتها ( 43) شهيداً وأكثر من (90) جريحاً اصابة العديد منهم بالغة.

 

حقدٌ أرعن

يرى أبناء محافظة ذمار أن هذا العدوان يستهدف اليمن أرضاً وشعباً ومقدرات ويضيفون ما علاقة تدمير المباني العامة الحكومية التعليمية والخدمية والإيرادية التي يستفيد منها الجميع بشرعية الفار هادي وماذنب الطرق والجسور وكل ما له ارتباط بحياة المواطنين ومصادر رزقهم.فاكثر من (46) منشأة عامة حكومية ستظل أطلالها شاهدة على حقد دفين ابرزها المجمعين الحكوميين بعاصمة المحافظة ومديرية عتمة ومبنى شركة النفط اليمنية واستراحة جامعة ذمار ومتحف ذمار الإقليمي ومركز الرصد الزلزالي والصالة الرياضية والأستاذ الرياضي والمعهد التقني الصناعي الدرب وكلية المجتمع ومبنى مياه الريف ومخازن التبريد التابعة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية في مدينة معبر والعديد من المؤسسات العامة والمنشئات التعليمة. كما طالت غارات العدوان (10) طرق عامة واكثر من (4) ابراج اتصالات.

ممتلكات المواطنين لم تسلم

ولم تسلم منازل المواطنين والممتلكات الخاصة من الحقد الأرعن فعدد (266) من المنازل دمرت وتضررت و(17) محلاً تجارياً و(8) مواتر و(22) سيارة و(80) رأساً من المواشي و(3) عنابر لمزارع الدجاج كانت تضم (98) الف دجاجة بياضه الى جانب استهداف مصنع للمواد الغذائية ومجمع الحيدري التجاري في مدينة الشرق ناهيك عن عدد من الاراضي الزراعية في بعض مديريات المحافظة.

50 ألف أسرة نازحة

استقبلت محافظة ذمار الى نهاية العام الماضي أكثر من (50) الف أسرة نازحة ناهيك عن العائدين من أبناء المحافظة جميعهم تركوا منازلهم ومزارعهم ومصادر رزقهم فارين من الموت المؤكد في حال بقائهم في المناطق التي أعلنها العدوان أهدافاً عسكرية في كثير من محافظات الجمهورية. وتسببت عملية النزوح في خلق الكثير من أشكال المعاناة لهذه الأسر والتي تبدأ من النقص الحاد في المواد الإغاثية والايوائية ولا تنتهي عند متطلبات التعليم والصحة والسكن والعمل.

المجتمع المستضيف

لا تقتصر المعاناة ومالآت الوضع الإنساني على النازحين وحسب بل تمتد الى المجتمعات المستضيفة كما الحال في محافظة ذمار فعلى الرغم من السخاء الذي لا زال يقدمه أبناء المجتمع المستضيف إلاَّ ان تزايد أعداد النارحين شكل ضغطاً على الخدمات وزاد من حجم الصعوبات على الأجهزة الرسمية ، وتسعى السلطة المحلية بالتعاون مع شركاء العمل الإنساني احداث استجابة متعددة الجوانب للنازحين وتمكين المجتمع المضيف في كافة المجالات وخاصة الخدمية والتي عادة ما تكون محدودة وغير كافية في أزمات النزوح الداخلي.

القطاع الصحي

تداعيات العدوان والحصار طالت جميع المرافق والخدمات نراها اكثر تجلياً في القطاع الصحي الذي شهد تدهوراً واضحاً أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية وأكدته المؤشرات والأرقام الصادرة عن وزارة الصحة العامة والسكان، هيئة مستشفى ذمار العام لا يختلف حالها عن حال بقية الهيئات والمستشفيات والمرافق الصحية. وتقدم الهيئة خدماتها الطبية لمحافظة ذمار وإجزاء مختلفة من محافظات إب والبيضاء والضالع وريمه وهذا عادة ما يتم في الظروف الطبيعية ولكن مع العدوان والحصار تحملت الهيئة أعباء الكثير من المؤسسات الصحية التي خرجت عن الخدمة على مستوى المناطق الجنوبية والشرقية بالإضافة الى مواطني المحافظات النازحة من مرضى وجرحى.

واشارت تقارير هيئة المستشفى إلى أن مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية يشهد انخفاضا حادا والبعض الآخر نفذ تماما وأدى لتوقف جزئي لبعض الخدمات المقدمة، ناهيك عن مغادرة العديد من الكوادر الأجنبية وهو ما خلق مزيدا من الضغوط على الكادر الوطني الذي ظل يعمل على مدى 24 ساعة.

معاناة تتفاقم

تبدأ معاناة مرضى الفشل الكلوي من الألم والكفاح ولا تنتهي عند الخوف من تقلص عدد الجلسات أو عدم الحصول عليها مع هذا المرض الذي لا يستثني احدآ. وفي هذا السياق أطلقت الهيئة العديد من نداءات الاستغاثة الى شركاء التنمية الصحية والجهات المانحة والمنظمات الدولية لإنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي بسبب نفاد المواد الأساسية لجلسات الغسيل وباتوا عرضة للموت في أي لحظة نتيجة عدم وجود مواد الغسيل.

وأشارت إلى أن مرضى الفشل الكلوي بمحافظة ذمار في تزايد مما يشكل عبئا كبيرا على المركز باعتباره المركز الوحيد في المحافظة ويستقبل عشرات الحالات من النازحين والوافدين من المحافظات.

قصة حليمة

قمنا بنقل معاناة المرضى ممن التقيناهم في مركز الغسيل في هيئة مستشفى ذمار العام وتختلف من مريض إلى آخر، حاولنا إيراد بعض منها.

أم حليمة المرافقة لابنتها البالغة من العمر 12 ربيعاً تروي لنا قصة مؤلمة حيث تقول: كانت ابنتي حليمة تعاني من صداع دائم وإعياء مستمر فكان والدها يقوم بشراء الأدوية والمسكنات للتخفيف من أوجاعها ، وفي احد الأيام انهارت صحتها بشكل مخيف بعدها اضطررنا للذهاب بها إلى طبيب مختص وبعد أن أجريت لها الفحوصات ظهرت النتيجة بأن حليمة تعاني من فشل كلوي حاد، ولا بد أن تخضع لغسيل كلوي بشكل مستمر.

وتتابع : لطالما حلمنا أن تكون حليمة طبيبة تنقذ أرواح البشر ولكن تحطمت أحلامنا وبات كل أفراد الأسرة متأثرين نفسياً نتيجة مضاعفات المرض على جسمها البريء ويزيد من خوفنا أيضاً تقلص جلسات الغسيل والازدحام الذي يشهده المركز يوما بعد آخر مع ما نسمعه من أن محاليل الغسيل قاربت على النفاد فأرجو من الله أن لا يتوقف مركز الغسيل الكلوي بذمار عن العمل.

النازحون منكوبون مرتين

المرضى المصابون بالفشل الكلوي من النازحين منكوبين مرتين هذا ما قاله لنا الأخ سعيد الصلوي احد النازحين من محافظة تعز الذي أصبحت حياته تعتمد على أجهزة الغسيل الكلوي لتخليصه من السموم التي تجري في دمه.

حيث قال : نكبت مرتين الأولى يوم تركت منزلي أنا وعائلتي وفقدت مصدر رزقي خوفاً من الموت المحقق قاصدا مدينة ذمار للحفاظ على حياتنا ومنكوب مرة أخرى بسبب حاجتي إلى ثلاث جلسات غسيل أسبوعيًا لتنقية وتصفية دمي ومع كل ذلك لا زلنا نعاني، فتداعيات العدوان والحصار طالت كل شيء حتى المستلزمات الطبية والعلاجية، واضطررت إلى تخفيض ساعات الجلسات، وعدم القيام ببعضها مع نقص المحاليل وتزايد أعداد المرضى الوافدين من محافظات مجاورة.

الأشد إلحاحاً

وتظل مراكز الغسيل الكلوي من المراكز الأكثر تأثراً بتداعيات العدوان والحصار باعتبارها من المراكز الأشد إلحاحاً للأدوية والمحاليل المقترنة بجلسات نظامية دائمة لتخليص المرضى من السموم التي تجري في دمائهم ، والانتظار يحمل في لحظاته موت العديد من الحالات وتعرض الأخرى لمضاعفات كبيرة..

ذمار الزراعية

تراجع الانتاج الزراعي الذي تحتل فيه محافظة ذمار الزراعية مراتب متقدمة من حيث كمية الانتاج ونسبة المساحة المزروعة كأحد تداعيات العدوان والحصار ، ويؤكد المزارعون أن منتجاتهم الزراعية تراجعت بشكل كبير نتيجة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية خاصة الديزل وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية كالبذور والأسمدة والمبيدات وقطع الغيار إلى جانب ما أحدثه العدوان في شبكة الطرقات من أضرار بالغة كبحت من آلية التسويق كل هذه العوامل ضاعفت من معاناة المزارعين وأثقلت كاهلهم وانخفضت أمامها كمية الإنتاج وقابلها صعوبة التسويق والبيع في مختلف الأسواق وتعرض الكثير منها للتلف وخاصة المعدة للتصدير الخارجي ، ناهيك عن آثار تراجع الدخل في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة التي لا تفرح المزارع والبائع والمستهلك..

عزيمة وإرادة لا تلين

غير أن همجية العدوان في القتل والتدمير والحصار الجائر لن يزيد أبناء محافظة ذمار إلاَّ ثباتاً عميقاً كالبحر وصموداً عالياً كالنجوم وتضحية لا تعرف قيود الزمن حيث شهدت العزل والمديريات لقاءات قبلية موسعة ومسيرات جماهيرية حاشدة وقوافل من المال والرجال والكثير من الفعاليات والأنشطة على اختلاف مفاعيلها.

حضور يربط الماضي بالحاضر

منذ الوهلة الأولى أعلن أبناء القبائل في محافظة ذمار عن موقفهم الواضح والصريح المناهض للعدوان الأمريكي السعودي الإمارتي على اليمن ولم يكن التحرك الجاد والفاعل وإعلان التعبئة العامة وحشد الأمكانيات المادية والبشرية الإ موقفاً طبيعياً يربط الماضي بالحاضر.

واليوم هاهم أبناء القبائل اليمنية يجددون استمرار النفير، مؤكدين أن الدم والعرض اليمني واحد لم تغيرهم جرائم العدوان وحصاره ولن تزيدهم تداعياته الا ثباتاً وصموداً في مواجهته. حيث شهدت محافظة ذمار خلال العام الماضي لقاءات قبلية موسعة هذه المرة توسعت حلقاتها بشكل لا تخطئه العين فبقدر ما حملته من إدانة واستنكارٍ شديدين لجرائم العدوان بقدر ما بعثت برسائلٍ متعددة مضامينها ان للقبيلة اليمنية حضورها الفاعل والمؤثر في صياغة الحدث وولادة الموقف.

واحدية الهدف

المعطيات التي أدلت بها هذه اللقاءات كثيرة ومتعددة أكد فيها المجتمعون واحدية الهدف والمصير الواحد والنضال المشترك في وجه العابثين بالوطن والطامعين في ثرواته ، ولبوا من خلالها داعي نكف القبائل اليمنية مجددين استمرار النفير ورفد الجبهات بالمال والعتاد والرجال ، وادانوا بشدة استمرار همجية جرائم العدوان التي يرتكبها على امتداد الأراضي اليمنية. وتداول الحاضرون ما يقوم به مرتزقة العدوان من اعمال وممارسات تتنافى مع قيم وعادات المجتمع اليمني واعرافه الأصيلة ويرون ان هذه الممارسات وغيرها في إطار المشروع الذي تريده دول تحالف العدوان لليمن وشعبه.

رهان خاسر

واعتبر المجتمعون أن ما تقوم به دول تحالف العدوان في الساحل الغربي مدعومةً برغبة أمريكية ليس إلاَّ امتداداً لأهدافها غير المعلنة الرامية الى قتل أبناء الوطن وتدميره ونهب ثرواته تسعى لتنفيذها ايادٍ عربية لبست ثوب المستعمر الجديد.

مجمعين على ان هذه الأهداف رهانها خاسر لن يطول ولن يكتب له النجاح وهو ما تؤكده الإنجازات البحرية والجوية التي باركوها ، اما الإنجازات البرية فقد أكدوا انهم سيظلون مخزونها البشري الداعم والمساند حيث توجت هذه اللقاءات بإرسال دفع من المقاتلين الأبطال قاصدين مختلف الجبهات الى جانب إخوانهم من الجيش واللجان الشعبية داعين كل قبائل اليمن الالتفاف حول القيادة السياسية والاستمرار في التصدي للعدوان وأذنابه وبذل المزيد من التضحيات مهما بلغ حجمها.

التاريخ غني عن البيان

هذه المواقف والأحداث اذا ما تأملناها مجتمعة أو منفردة نرى أن حضور القبيلة اليمنية يربط ماضيها بحاضرها فكما جعلت قرائح الأقدمين من الغازي والمحتل عظاماً بالية وقبوراً مكلسة هاهم أبناء القبائل يتنافسون اليوم على من يحشد بشكلٍ اكبر ويصل في وقتٍ أسرع لنيل شرف المشاركة في معركة التحرير يملئهم اليقين ان النصر الذي لم يرض أجدادهم بغيره بديلاً سيتوجون به الوطن فالتاريخ غنيٌ عن البيان والحاضر خير شاهد.

مسيرات ووقفات

المسيرات الجماهيرية الحاشدة التي خرجت في مختلف عواصم المديريات واحدة من مظاهر الصمود التي أعلن فيها الحاضرون موقفهم الواضح والصريح المناهض للعدوان وجرائمه. كذلك الوقفات الاحتجاجية التي نظمت من كل أطياف المجتمع أدان من خلالها المشاركون استمرار همجية العدوان في القتل والتدمير والحصار الجائر واستنكروا بشدة ما يقابلها من صمت دولي مريب مصممين على إيصال مظلومية الشعب اليمني للعالم عبر وسائل الاعلام المحلية التي كانت ولازالت تمد العالم بما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان غاشم.

حيث شهدت المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية وقفات احتجاجية ومسيرات جماهيرية أدان فيها المشاركون واستنكروا بشدة مشاركة عدد من الأنظمة العربية في مؤتمر وارسو الذي عقد مؤخراً برعاية أمريكية إسرائيلية وأعلنوا من خلالها البراءة من الخونة ورفض كل أشكال التطبيع من الكيان الصهيوني ، معتبرين ظهور ممثل الفار هادي الى جانب رئيس الكيان الاسرائيلي وصمة عار في جبين حكومة الارتزاق والعمالة لن يجلب لها الا الخزي والهوان.

وارسو أسقط الأقنعة

ويرى المشاركون في المسيرات والوقفات أن ما جرى في هذا المؤتمر يأتي في سياق الأهداف الواحدة لدول تحالف العدوان مع المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة ويعكس المستوى الذي وصلت اليه حكومة ما يسمى بالشرعية في الإرادة والقرار واذعانها المخزي في السير مع من يقتل أبناء الشعب اليمني ويستبيح مقدسات الأمتين العربية والإسلامية.

هذا وأكد الحاضرون أن مؤتمر وارسو لن يغير من الأمر شيئاً سوى انه اسقط بقية الأقنعة عن أولئك الذين لطالما رفعوا شعار فلسطين بينما يطعنونها في الخاصرة ، وأضافوا أن مشاركة حكومة المرتزقة لا يمثل أبناء الوطن وسيظل الشعب اليمني متمسكاً بقضيته الاولى والمركزية وأكثر وعياً تجاه المخططات التي تحاك بعقول صهيونية وتسعى لتنفيذها ايادٍ عربية ترى في وجود وبقاء الكيان الاسرائيلي وجوداً وبقاءً لها.

المولد النبوي

شهدت محافظة ذمار في أواخر العام المنصرم مهرجاناً احتفالياً حاشداً بمناسبة الذكرى السنوية للمولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، حضره عدد من كبار قيادات الدولة وقيادات محافظات ذمار البيضاء الضالع والمحافظات الجنوبية والمكاتب التنفيذية والقيادات الأمنية والعسكرية والفعاليات السياسية والمجتمعية والمشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية وأبناء المجتمع المحلي من مختلف القرى والغزل والمديريات.

كلمة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي قائد الثورة بهذه المناسبة الدينية العظيمة أكدت ان هذا الحضور الكبير في مختلف المحافظات بكل ما يحمله من وعي لأمة قوية منتصرة يعبث برسائل متعددة مضامينها اننا أمة تتمسك بنبيها وتعظمه وتجله وتؤكد لقوى الغزو والإحتلال ان عدوانهم وحصارهم يزيدنا تأسياً بنهج رسول في وجه الشدائد والمحن.

وألقيت عدد من الكلمات أكدت ان هذا الحضور الكبير ليس إلاَّ دليلاً قاطعاً للشك مانعاً للريب على أن الشعب اليمني مرتبط ارتباطاً وثيقاً برسول الله المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وما يؤكد ذلك ان هذه الذكرى الشريفة تأتي والوطن وأبناؤه يواجهون العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي للعام الرابع على التوالي إلاَّ انه لن يزيدنا إلاَّ ثباتاً وصموداً وحباً وتعظيماً لرسول الله خير خلق الله القائل ( إني لأجد نفس الرحمن من اليمن ).

قوافل مالية وغذائية

وبما أن الوعي الجماهيري والتلاحم والالتفاف الشعبي صوره متعددة فقد حرص القائمون والعاملون في الحقل الاعلامي على تغطية قوافل الجود والعطاء والكرم التي جاد بها أبناء المجتمع المحلي دعماً ورفداً واسناداً للمرابطين في الجبهات ابطال الجيش واللجان الشعبية في مشهد يعكس للمشاهد وحدة النسيج الاجتماعي والصمود في وجه الحصار الذي تفرضه دول التحالف ؛ وعرفانا بالانتصارات والبطولات التي يسطرها رجال الرجال في مختلف جبهات العزة والكرامة دفاعاً عن الأرض والعرض ودعماً للإنجازات العسكرية وخاصة الطيران المسير الذي بات يعبر سماء العدو وفي عاصمته.

“يد تحمي ويد تبني”

مشروع بناء الدولة الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد حاضر بقوة في محافظة ذمار التي لطالما حظيت باهتمامه ؛ وما يؤكد ذلك زيارته للمحافظة في التاسع من ابريل من العام الماضي حيث ألقى في ذلك اليوم كلمته التي ستعيش مفرداتها في الواجدان كما هي في العواطف والمخيلة. رحل الرئيس الصماد الذي مثل في إدارته لمرحلة صعبة واستثنائية من تاريخ اليمن المعاصر نموذجاً للشعب اليمني في الإدارة والتضحية والفداء.

غير ان مشروع بناء الدولة الذي أطلقه لن يرحل فكان محطة انطلاقة جديدة للنفير ورفد الجبهات وتماسك الجبهة الداخلية ورص الصفوف لبناء مؤسسات الدولة على نفس النهج والشعار الذي أطلقه الشهيد (يد تحمي ويد تبني).

تماسك الجبهة الداخلية

شهد النصف الثاني من العام المنصرم جهوداً واضحة لتجسيد مضامين مشروع بناء الدولة (يد تحمي ويد تبني) رأيناها في مفاعيل الاجتماعات واللقاءات الموسعة التي ضمت قيادة المحافظة وقادة الرأي والتأثير التي أكدت أهمية تعزيز الامن والسكينة العامة التي تنعم بها المحافظة وتأييد ومباركة الإجماع الوطني وتفويت الفرصة على أعداء الوطن بتعميق وحدة النسيج الإجتماعي وتماسك الجبهة الداخلية وبالفعل تجسدت حالة الوعي المتنامي في وحدة الصف والانسجام حول مجمل القضايا بأشكال وقوالب متعددة من بينها حل العديد من قضايا الثأر والقتل بالخطأ بين أبناء القبائل في المحافظة والمحافظات الأخرى بفضل الجهود الرسمية والشعبية والفاعلين من المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية.

تعزيز العمل المؤسسي والخدمي

وتضافرت جهود قيادة المحافظة والمكتب التنفيذي لتقديم الخدمات العامة للمواطنين وتعزيز العمل المؤسسي ورفع مستوى تحصيل الإيرادات لتجاوز التحديات التي فرضها العدوان والحصار واتخذت العديد من المعالجات والإجراءات الرامية الى تخفيف معاناة المواطنين وخاصة قطاع الخدمات المرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياتهم.

وشكل المعنيون بهذا الشأن بالمحافظة وقيادات الوزارات المعنية وخاصة الطرقات والزراعة والمياه فريق عمل متجانس تعزز بالزيارات الميدانية والإشرافية على المشاريع الجاري تنفيذها والمزمع تنفيذها بما يكفل تذليل الصعاب وتجاوز التحديات على ضوء الإمكانيات المتاحة.

النازحون والمجتمع المستضيف

الوضع الإنساني كان حاضراً أيضاً نظراً لتداعياته الارتدادية التي تتجاوز معاناة النازحين الذين شتتهم العدوان وجمعتهم المعاناة لتمتد الى المجتمع المستضيف من بينها الضغط المتنامي على الخدمات نتيجة تزايد أعداد النازحين.

ولتخفيف العبء الناجم عن النزوح قامت قيادة المحافظة بحزمة من اللقاءات والاجتماعات مع عدد من المنظمات الأممية المعنية بهذا الشأن شرحت من خلالها حجم التحديات الكبيرة لتوفير الاحتياجات الاساسية للنازحين والفقراء وتخفيف الضغط على الخدمات الاساسية. واشارات الى أن التدخلات الإنسانية في محافظة ذمار قليلة مقارنة بحجم التحديات واكدت اهمية دفع العديد من المنظمات المعنية بالشأن الإنساني للعمل في المحافظة لدعم الجهود الإيوائية والإغاثية والتنموية وتوسيع مجالاتها لضمان تأثيرها على المستهدفين والمعنيين بها لإحداث استجابة متعددة الجوانب للنازحين وتمكين المجتمع المضيف في كافة المجالات وخاصة الخدمية.

التحشيد ورفد الجبهات

كما عقدت العديد من الاجتماعات واللقاءات التي ناقشت الجوانب المتصلة بسبل تعزيز جهود التحشيد والتعبئة العامة لمواجهة العدوان وآلية إنجاح جهود لجان التحشيد بالمناطق والعزل والمديريات بما يكفل رفد مختلف الجبهات بالمال والرجال امام تصعيد دول تحالف العدوان ومرتزقتهم في إطار معركة التحرير ضد الغزاة والمحتلين العابثين بأمن الوطن الطامعين في ثرواته.

وكانت محافظة ذمار من المحافظات المبادرة لدعم القوة الصاروخية حيث شهدت المحافظة خلال العام الرابع من العدوان حملة شعبية لدعم القوة الصاروخية تحت شعار (يد تحمي ويد تبني) ترجمة لمشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي أطلقه في العام الرابع من الثبات والصمود في وجه العدوان، وذلك نظراً لما سجلته قوة الأسناد الصاروخي من حضور نوعي في الداخل وما وراء الحدود باعتبار القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية الذراع الضاربة التي غيرت موازين الردع الاستراتيجي.

التعليم جواز السفر الى المستقبل

الصمود الأسطوري للمعلمين والمعلمات وكل الفئات التربوية والطلاب والطالبات كان له الفضل الكبير في استمرار التعليم ومتابعة التحصيل العلمي بكل مراحله الاساسية والثانوية والمرحلة الجامعية فرغم صلف العدوان الذي جعل المدارس والمنشئات التعليمية اهدافاً مباشرة لطائراته وصواريخه وسعيه الحثيث لإفشال وتعطيل العملية التعليمية كل ذلك باء بالفشل لأن كل منتسبي العملية التعليمة اثبتوا ان الصمود عنوانهم الوطني وخيارهم الحتمي متسلحين بجواز التعليم للسفر الى المستقبل يحدوهم زينة التعليم في الرخاء وملاذه في الشدة.

وتفردت محافظة ذمار بتكريم ابنائها على مستوى الجمهورية والمحافظة وذلك بحفل تكريم برعاية السلطة المحلية نظمه مكتب التربية والتعليم بالمحافظة نظير جهود الطلاب المتفوقين الذين استحقوا الشكر والتقدير لما حققوه من إنجاز خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار المتلازمين.

تعزيز قيم التكافل والتراحم

ورسم أبناء محافظة ذمار لوحات لا تتسع لها الكلمات نراها في تعزيز قيم التراحم والتكافل الاجتماعي بأشكال ونماذج مختلفة تنامت فيها المبادرات من قبل اصحاب الأيادي البيضاء وفاعلي الخير في المجتمع المحلي تجسدت في دعم مرضى الفشل الكلوي وإقامة مخيمات طبية مجانية للمرضى المعسرين وتوزيع سلال غذائية للفقراء والمحتاجين وفتح مخابز خيرية ومد يد العون والمساعدة للنازحين ؛ والكثير من أوجه المبادرات الإنسانية التي لا يتسع المقام لسردها جميعها هدفت الى التخفيف من معاناة المعسرين والمحتاجين الاقتصادية والمعيشية الناجمة عن استمرار العدوان والحصار المتلازمين.

فعاليات وأنشطة متنوعة

أما الأنشطة والفعاليات المتنوعة كالندوات والمحاضرات ومعارض الصور التي تتكلم فيها الصورة عن بشاعة الجرائم التي قامت بها قوى تحالف العدوان بحق الوطن ارضاً وإنساناً ، وغيرها الكثير من الأنشطة التعليمية والرياضية والثقافية بما في ذلك فعاليات أسبوع الشهيد التي نستمد من مضامينها المضي قدماً في مقارعة قوى الغزو والاحتلال ونتسلح بثقافة الشهادة فهي السلاح الأمضى في وجه العدوان الامريكي السعودي الإماراتي الذي بات عاجزاً امام شعب عشق الشهادة وسار على طريق الشهداء الذين نالوا من الحياة أسمى ما يناله البشر، وما الفعاليات والأنشطة التي أقيمت في الا دليل قاطع عن المكانة التي يحظى بها الشهداء في القلوب والوجدان كيف لا وقد ارتقوا مكانة عظيمة ماتوا وباتوا اخلد الأحياء، فهنيئاً لكل شهيد وسام الشهادة وتحية إجلال لكل اسرة شهيد قدمت أغلى ما لديها من اجل ان نحيا وينتصر الوطن.

أروع البطولات

في كل قرية من قرى محافظة ذمار حكاية بطولة وقصة من قصص المجد خطها الأبطال لتعيش خالدة في ذاكرة الأبناء كما في الذاكرة الوطنية بطولات لا تلبس الحبر ثوبا ولا تتخذ الورق مسكنا. ولعل ما سطره الشهيدان عبد القوي الجبري وعيسى علي العكده من بطولات عشق الوطن أكثرها تجليا عشقاه فامتزجت دماؤهما مع ترابه فكانوا روحاً واحدة في جسد واحد يدعى وطن.

منتصب كعمود النور

رداً على همجية العدوان في القتل والتدمير والحصار الجائر تحرك الشهيد عبدالقوي الشاب العشريني من أبناء قرية عين عرة بمديرية جبل الشرق للدفاع عن الأرض والعرض متسلحاً بعقيدة فريدة يملأه اليقين أن ما يتعرض له الوطن من مؤامرات لابد أن يواجه بالبطولات فسطر أروع ملاحم التضحية والفداء ضد الغزاة والمعتدين والمرتزقة من شذاذ الآفاق. فانطلق إلى جبهات العزة والكرامة وأثناء دفاعه عن الوطن والعرض والشرف قام مرتزقة العدوان المدعومون من قوات الغزو الإمارتية بدفنه حياً وهو منتصبٌ كعمود النور.

بطل ملحمة الحجارة

من منّا لا يعرف ابو قاصف بطل ملحمة الحجارة الشهيد ملازم اول عيسى علي العكده من أبناء وصاب العالي وثّقته كاميرا الإعلام الحربي وهو يدحر مرتزقة العدوان في جبهة ناطع بمحافظة البيضاء يقذف في قلوبهم الرعب وزميله ابو اسلام الرازحي الذي سقط شهيداً فنال بثباته وسام الشجاعة من رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط وكرمه مجلس التلاحم القبلي بشهادة أولي البأس الشديد وكرمته قيادة السلطة المحلية بمحافظة ذمار نظير شجاعته وإقدامه ، ولم تمنعه جراحه من العودة الى جبهات العزة والكرامة للتنكيل بشذاذ الآفاق حتى ارتقى شهيداً ليكون وساماً على صدر الوطن.

قوة الحق

كانت هذه خلاصة أربعة أعوام من صمود أبناء محافظة ذمار في وجه العدوان الكوني على اليمن فرغم ما لحق بالمحافظة وأبنائها من جرائم وتداعيات الحصار الجائر الذي طال شتى مناحي الحياة إلاَّ ان الثبات والصمود والتضحية سيد الموقف فكل هذه الشدائد والمحن تعلمنا ان الحياة تضحية وبدون تضحية لا يكون هناك مجد فقوة الحق عندما تجابه قوى الباطل والطغيان تتحول الى طاقة هائلة تقبل كل الصعاب مهما عظمت لكي تتمكن من الشعور بنشوة الانتصار.