الخبر وما وراء الخبر

مجزرة سنبان بين وحشية العدوان وانتكاسة حقوق الانسان

371

ذمار نيوز | اعداد / عبدالقدوس طه 16 رجب 1440هـ الموافق 23 مارس، 2019م

منذ انطلق العدوان السعودي على اليمن في 26 مارس 2015 وهو يصنع الماسي والفجائع ويتعمد استهداف المدنيين وقتل الأبرياء وتدمير البنية التحتية وكل مقومات الحياة في جميع المحافظات اليمنية ولم تسلم أي محافظة من وحشية العدوان وجرائمه البشعة اسفرت عن سقوط عشرات الاف من الشهداء والجرحى وتدمير الاف من المنازل وتشريد ملايين من المدنيين.

ذمار واحده من أكثر المحافظات اليمنية تضررا واستهدافا من قبل العدوان و تعرضت لمئات الغارات الهمجية استهدفت الاطفال والنساء والمسنين ولم تستثني المنشآت الخدمية ومحطات الوقود والكهرباء ومخازن الغذاء بالإضافة الى تدمير المراكز التعليمية والطرقات الرئيسية والمعالم الأثرية والمناطق السكنية ومخيمات الأعراس.

كما ارتكب العدوان عدة مجازر بشعة ضد المدنيين في المحافظة أسفرت عن سقوط العشرات من الشهداء وجرح العشرات أبرزها ثلاث مجازر وسط مدينة ذمار ومجزرة في مديرية أنس ومجزرة استهدفت مخيم عرس في منطقة سنبان مديرية عنس.

تستفيق محافظة ذمار على وجع المأسي وفاجعة الجريمة البشعة ارتكبتها طائرات العدوان في قرية سنبان .. المأساة والشاهد على الوحشية والارهاب السعودي الامريكي في قتل الابرياء واستهداف المدنيين والعالم يشاهد بصمت وضمير معطوب كما هو حال الامم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها الانسانية
وللعام الرابع تتوشح المدينة برداء الحزن ومرارة الالم وبين هول الجريمة وانتكاسة العدالة الدولية حتى اليوم يواصل العدوان جرائم القتل والابادة والتدمير ووصمة العار تلاحق القتلة والمجرمين..

سنبان جريمة مروعة
صباح يوم الخميس الموافق 8/10/2015م زار ناشطون حقوقيون قرية سنبان وشاهدوا الدمار والخراب الذي خلفه القصف في منزل محمد صالح غوبة (منزل العرس) وشاهد الجثث المحترقة والمتفحمة، ووثقوا استمرار الحاضرين في البحث تحت الأنقاض عن جثث الضحايا وانتشال أشلاء وجثث متفحمة ومحترقة وممزقة .

يروي محمد علي العاقل السنباني البالغ من العمر 40 عاماً – أحد شهود العيان بعضاً من تفاصيل هذه الفاجعة الكبرى قائلاً أنه كان مع أولاده في منزله الذي يبعد عن منزل العرس بنصف كيلومتر تقريباً، وفي حوالي العاشرة ليلاً سمع صوت سقوط الصاروخ وانفجاره الذي اهتز له منزله أيضاً وأصيب وأولاده بخوف وذعر شديد وخرج من منزله مباشرة وشاهد ألسنة النيران ترتفع من خيمة الضيوف ومنزل العرس والغبار والأدخنة تغطي سماء القرية، وسمع صوت تحليق الطائرة ومناداة بعض الأهالي بعدم الاقتراب من المنزل خشية قصف الطائرات مرة أخرى على المنزل، وأثناء استمرار تحليق الطائرات هرع الشاهد مع آخرين لإنقاذ وإسعاف من كتبت له الحياة، وما إن وصل إلى منزل حفل الزفاف حتى شاهد منظراً أرعبه أكثر من زمجرة الطائرات الحربية.

و قال : “شاهدت ما لم يسبق لي مشاهدته في حياتي، النار تلتهم كل ما في المنزل والخيام، وشاهدت أطفالاً ونساءً تحترق أجسامهم, البعض منها تفحم وركام المنزل سقط فوق ضيوف حفل الزفاف، شاهدت العرسان الثلاثة والدماء تلطخ ملابس عرسهم، أحدهم شاهدته وجثته قد احترقت، حاولنا انتشال الضيوف من تحت الأنقاض، لم نخرج أحداً منهم حياً من تحت الأنقاض، وجدت أجساماً ممزقة، البعض لم يعد لها أيدي والبعض تقطعت أرجلهم وجثث شاهدتها بلا رأس، جثث أخرى لم نعرف صاحبها فالنيران التهمت كل من كنا نعرفه منهم، تعرف أهاليهم عليهم بصعوبة، أخرجنا الجثث والأشلاء إلى مكان قريب من المنزل والبعض قام بإسعاف من أصيب بشظايا واستمرينا في انتشال الجثث وإسعاف الجرحى طيلة ليلة ذلك اليوم، وطيلة صباح يوم الخميس كما تشاهدونه بأعينكم”.
أكد الشاهد أيضاً أن من فارق الحياة وتم انتشاله من ضيوف حفل الزفاف هم أكثر من خمسين ضيفاً من أهالي العروسين، حتى والدي العرسان لقيا حتفهما في هذا القصف، وأن النساء اللاتي حضرن مع العرائس وعددهن (17) امرأة قتلت (7) منهن تحت الأنقاض والباقي أصبن بشظايا وهن من قرية خربة السيد، كما توفيت إحدى العرائس ابنة علي عبدربه المصري زوجة أيمن والتي دُفنت بثوب زفافها، وذُبح بالشظايا أربعة شباب كانوا يساعدون الطباخ في تجهيز وليمة العرس، ونظراً لكثرة عدد الجرحى والمصابين والذين لم يستطع مستشفى ذمار استقبالهم فقد أسعف البعض منهم إلى محافظة إب وآخرين إلى محافظة صنعاء، شاهدنا الدموع تنهمر من مقلتيّ الشاهد رغماً عنه بعد أن اغرورقت عيناه.

الشاب/ حسام خالد السنباني البالغ من العمر 19 عاماً، أحد الناجين من القصف حكى هو ايضا جزءاً آخر من تفاصيل هذه المأساة الإنسانية فقال : “لقد كان أهالي القرية والحاضرين والضيوف من أهالي العرسان وممن حضر مع العرائس الثلاث يعيشون أسعد لحظات حياتهم بزفاف أبنائهم أصدقائي أيمن ومؤيد وعبدالرحمن وأثناء زفاف أصدقائي ودخول كل منهم إلى عروسته، أطلقت الطائرات السعودية صواريخها على منزل العرس المكتظ بالضيوف من النساء والأطفال والرجال، أحد الصواريخ سقط فوق المنزل الذي كنت في بوابة حوشه والآخر سقط على الخيمتين، واندلعت النيران ولم استطع الرؤية بسبب الغبار والأدخنة التي ملأت الأجواء، وما هي إلا لحظات حتى التهمت فيها النيران كل ما لم تستطع الصواريخ التهامه في المنزل والخيام، وشاهدت الأهالي يهرعون من منازلهم للإنقاذ والإسعاف، وشاهدت أجساداً ممزقة وجثثاً متفحمة للأطفال والنساء والرجال، هالتني تلك المشاهد فوقفت في مكاني لا أحرك أي ساكن، ولهول ما رأيت تم إسعافي مع الجرحى ولم استوعب ما حصل حتى اللحظة، لقد نغصت السعودية وتحالفها أفراحنا وأدخلت الحزن إلى كل بيت في القرية، حتى قرية العرائس أصابها الحزن وشاطرتنا الألم، فقد استشهدت إحدى العرائس وأصيبت العروستان، أحداهما فقدت عروسها قبل أن تشاهده ويشاهدها، إنها عروسة عبدالرحمن – رحمه الله – أما أيمن فقد أصبح بلا زوجة في أول ساعة من حياته الزوجية، لقد أصبحت العروسة أرملة في أول ساعة من حفل زفافها.

ويحكي العريس ايمن السنباني الناجي اللحظات المفجعة قبل قصف الطيران منزلهم، ويقول: أدخلت عروستي الى غرفتها بالدور الاول من المنزل بينما اشقائي العرسان وزوجاتهم بالدور الثاني، وكان المنزل مكتظ بالنساء التي لديها صلة بنا وبالثلاث العروسات، ومن ضمنها غرفتي التي كانت مليان نساء منهن والده العروسة وشقيقاتها وبنات اعمامها وسيخرجين بعد دقائق، تركت لهن الغرفة وخرجت حوش المنزل اتصل لصديق اكلمه ان الزواجه حلوة قوي وفرحة العمر.
وفجأة ارتفعت من الارض الى الجو ورأيت احجار منزلنا تتطاير بالجو وبعدها فقدت الوعي لاصحى بعد يوم ويخبروني أن كل من كان في المنزل مات كانوا عشرات من النساء والأطفال.

فقد قصف الطيران منزلنا وهنا في هذه الغرفة المدمرة جلست زوجتي التي ماتت ولم اعرفها، مات والدي ووالدتي وكافة اخواني والكثير من اقاربي ولازلت مصدم لليوم وسأظل مصدوم حتى اخر يوم من عمري.