الخبر وما وراء الخبر

 من تلمس منه رائحة الولاء لليهود والنصارى يجب أن تحمل له روح العداء

64

ذمار نيوز | من هدي القرآن 13 رجب 1440هـ الموافق 20 مارس، 2019م

نخشى أن تصيبنا دائرة, {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.

فهنا تتجلى الحقائق {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ}(المائدة53) من أجل الحفاظ على مصالحكم من أجلكم {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ} تتجلى المواقف أن الأشياء ما كانت لهذه, وفعلاً الزمن والأحداث من يراقب الأحداث كل حدث يكشف أحداثاً سابقة, ولو أحداث قبل عشر سنين أو نحوها.. ترى كيف يتجلى أشياء تبين لك نفسية هذا أو هذا من خلال الأحداث المتتابعة, لأنه كلما أضمر الإنسان كلما سيأتي بعد فترة أحداث تبينه, أحداث تشهد على واقعه.

فأن نصل إلى هذه الدرجة أحياناً تحصل أحداث في أي بلد إسلامي نحن قد نجمع بين حالتين: أرتاح لأنه ضرب هؤلاء؛ هم أعداء, حقيقة هم أعداء, وهم عملاء وهم من يشوهون صورة الإسلام لكن المسألة من حيث المبدأ خطيرة على الجميع, أليست خطيرة على الجميع؟

عندما اتجهت أمريكا تحت عنوان: متجهة لضرب طالبان, ألم يخش الناس على إيران, وخشيوا على حزب الله؟ صحيح؟ لأن هذا العنوان المفتوح عنوان مفتوح، يبيح لأمريكا تعمل ما تريد بشرعية دولية، وبمعونة دولية عالمية بحيث إذا أطلقوا صاروخاً يسجل على كل دول العالم, ما تخسر أمريكا, ما يلحقها إلا مثل ما يلحق غارم, كما تقول القبيلة: ريالهم واحد, ما يلحقها إلا مثلما يلحق غيرها من التكلفة!.

هكذا يريدون يحققون أهدافهم ولا يخسرون دولاراً واحداً إلا مثلما يخسر الآخرون, مثلما قال لنا واحد فلسطيني في الخرطوم قال: قال لهم في السجن يهودي في إسرائيل قال: عندكم أننا نخسر على أي سجين منكم؟ لو أننا نخسر على أي سجين منكم لما مسكنا أحد, لكننا نربح من وراكم, نربح أيضاً, لأن كل سجين يُعطى من منظمة الأمم المتحدة, من قسم فيها, أو هيئة مختصة مبالغ نصرف عليه منها ونوفر أيضاً.

هم أيضاً يستفيدون, وهذه هي فكرتهم الخطيرة, فكرتهم الخطيرة, هم أوعى بكثير, وأفهم بكثير في هذا الجانب مننا, لاحظوا نحن على مستوانا الشخصي إذا هناك واحد زعل من واحد وقد جمع له في الشمطة مائة وخمسين ألف أو أكثر يقول: [والله لَقَرِّح ما معي في رأسه لو أَوَفِّيْ بالجنبية] أليسوا يقولون هكذا؟ ودق أبوها, وعند الحاكم [با نتخابر من خمسين، أنا خمسين وأنت خمسين، با نتخابر من خمسين ألف, من عشرين ألف من..]!.

هذه العقلية غير موجودة, يريدون أن يضربوا بأقل تكلفة مادية, أو بشرية, حتى لاحظ عندما ذهبوا إلى أفغانستان هل كان واحد يتوقع بأنهم سينزلون آلاف الجنود مائة وخمسين, مائتين, أربع مائة؟ أعداد قليلة, معتمدين على آلياتهم الكثيرة, ويدهفوا بالمعارضة الشمالية, المعارضة الشمالية, أفغاني في أفغاني, وفي الأخير سيضربون يمني في يمني، وسعودي في سعودي، ومصري في مصري, وهكذا.

مخططاتهم رهيبة, وأصبحت الأشياء كلها تتهيأ لهم بشكل عجيب؛ لأنه فسدت النفوس, فسد زعماء وشعوب حقيقة, أصبحنا كلنا فاسدين, لا نحمل أي وعي, لا نحمل أي اهتمام بالقضية هذه, لا نفكر في أي حل فيها, وأصبحنا كلنا نتلقى في نفوسنا, في تهيئة نفسياتنا من الفساد الثقافي والإعلامي والأخلاقي ما يهيئ لليهود أن يحققوا أهدافاً أخرى أكثر مما وصلوا إليه, أكثر مما وصلوا إليه حقيقة.

تجد أبرز شيء في هذه المسألة والإنسان يتابع التلفزيون, ويتابع الرادي, يتابع الأحداث أن تفهم بأن أي موقف تتبناه أمريكا أو إسرائيل أو اليهود أن تجعل نفسك من داخل ضده وإن رأيتهم يضربون شخصاً يعجبك تحت عنوان مفتوح, الخطورة هنا: مقاومة الإرهاب, قالوا: ما هو الإرهاب يطلب منهم الزعماء فَسِّروا لنا الإرهاب! أصبحت أمريكا تملك حتى تفسير المصطلحات! أليست كلمة إرهاب كلمة عربية؟ يريدون أن يفسرها بوش الإنجليزي الذي لغته إنجليزية! الإرهاب في اللغة كذا, كذا..

عارفين ماذا يعني إرهاب, هم فاهمون ماذا يعني إرهاب: أنه أي مصالح أمريكية أي غرض أمريكي يتعارض معه أي نشاط يمس بأهداف أمريكا ومصالح أمريكا يعتبر إرهاباً. ومعلوم بأنه في عقائدنا ما يتجه نحو أمريكا, نحو اليهود والنصارى هو يسمى في مصطلحنا في غالبه, يسمى الجهاد, تحت عنوان جهاد، فالجهاد في الإسلام هو نفس الإرهاب الذي أمريكا تريد أن تقود العالم كله لمقاومته, الجهاد بالسيف, الجهاد بالكلمة, الجهاد بالموقف, هذا كله, تجند كل إمكانياتها تحت مسمى أن هذا هو إرهاب.

لم يرضوا يفسروا الإرهاب، يطلبون منهم أن يفسروا الإرهاب ما رضيوا يفسروه, يريدون أن تجلس كلمة عائمة… وهم قد ضربوا هناك من أجل الناس كلهم يخافونهم.

ليس صحيحاً إطلاقاً ولا يمكن إذا كان الناس مسلمين أن يسكتوا على هذا الشيء, أن يصل الناس إلى درجة أن يروا اليهود والنصارى يفسدون كل شيء, ويحاربون كل شيء من ديننا, وقيمنا, ومصالحنا, وخيراتنا, ثم لا يجوز أن نتكلم فيهم, الباري قد قال لنا نتكلم في الشيطان, قال: إلعنوه, إتخذوه عدواً, على الأقل تنفس عن نفسك.

وليس إلى درجة أنهم يعملون كل شيء ثم لا تتكلم, لا تطلع كلمة, من أين جاء هذا؟ يأتي عن طريق الزعماء نفوسهم, ثم ينزل إلى الشخصيات نفسها! قد تسمع أحياناً حتى من أقاربك, أو من أهل منطقتك من يقول: [والله صحيح أما هذا شفتوا إن هذا عمل عظيم, كان قد با يجي كذا لو ما عمل فلان كذا]!.

الذي أريد أن أقول بأننا جزء من المسلمين, والمسؤولية على المسلمين جميعاً, ومعلوم بأن أمريكا وهي على بعد تحسب ألف حساب أن مثل هذا الجمع يكونون في واقعهم بالشكل الذي يخدمهم؛ لأن من مثل هذا الجمع يمكن أن تجند ملايين لأجل تفسدهم, هي لا تقول هذا المجلس عادي, أو هذه المجموعة البسيطة ماذا يمكن أن يمثلوا,.. لا, تحرص على مثل هذا الجمع أن تفسدهم بأي ثمن.

فنحن نحرص على أن نحافظ على وعينا, نحافظ على سلامة نفوسنا أمام الله, مسائل خطيرة جداً, مسائل خطيرة جداً, من تلمس منه رائحة الولاء لليهود والنصارى يجب أن تحمل له روح العداء, يجب أن تحمل له روح العداء, في كل مشاعرك, وداخل أعماق نفسك, العداء الإيجابي, العداء الساخن, كل من تلمس أنه يوالي اليهود والنصارى, كل من تلمس بأن منطقه وإن كان منطق تحت عناوين أخرى: مصلحة كذا وكذا, يجب أن تحمل له روح العداء, وأن ترد عليه أن هذا غير صحيح, فليضربونا أشرف لنا، أن يضربونا ولا أن نأتي نحن نُضرب من داخلنا.

هكذا قال الفلسطينيون, الفلسطينيون أنفسهم كنا نستغرب ونراها فعلاً قضية محرجة للفلسطينيين, حركة حماس, حركة الجهاد الإسلامي, كانت تجند إسرائيل عرفات وحكومته للقبض عليهم, قالوا: نحن وقفنا محتارين إن نقاتل هؤلاء نتقاتل في ما بيننا الفلسطينيين, ويكون الضحية كلها والنتيجة في صالح إسرائيل, أن نسكت رأينا الباطل, رأينا القهر, نقاد إلى السجون, ولا نعد نستطيع نعمل شيء ضد عدونا, ضد إسرائيل!.

إسرائيل تريد أن تصل بكل بلد عربي إلى مثل ما وصل إليه فلسطين, إلى ما وصل إليه فلسطين, إنه هذا يوظف لصالح توجيهاتها, يمسك هذا, يضرب هذا, إن قاموا الناس وتضاربوا نفس الشيء في صالح إسرائيل مثل ما قال عمرو بن العاص: [إني سأضع خطة إن قبلوها اختلفوا وإن ردوها اختلفوا] هي هذه إسرائيل توصلنا إلى هذا الشيء, تريد ما يحصل في فلسطين أن يحصل في كل بلد, وتريد ما تفرضه على ياسر عرفات أن تفرضه على كل زعيم عربي.

إذا ما انتبهنا إلى الأشياء هذه, إذا ما حملنا روح اهتمام حقيقي, إذا ما حاولنا أن نحارب الفساد, مثل الدشات هذه كما قلنا: الدش نفسه عندما تفسد ابنك ستـطلع ابنك جندي إسرائيلي, يخـدم إسرائيل, لـم تعد قضية سهلة – لو عاد الدنيا سلامات.. ما هناك من هذه الأشياء.. فَسَدَ هو الفسادَ الذي في محيطك الشخصي وآثاره في محيطك الشخصي طبيعي، يعني الفارق يعتبر طبيعي بالنسبة لما هو حاصل الآن – الآن فسادك يحولك إلى جندي تخدم إسرائيل, ومصالح إسرائيل, زوجتك, بنتك تتحول نفس الشيء بإفسادها إلى امرأة تخدم بفسادها النفسي إسرائيل؛ لأن هذه المرأة عندما تفسد في يوم من الأيام وأنت ابنها تنطلق تريد أن تعمل عمل معيّن, أو تقول كلمة قاسيه, ستأتي تقول: بطّل ما لك حاجه…. تُهدِّئ أعصابك, وتحاول تشكل من نفسها عائقاً أمامك. سواء زوجتك أو أمك أو أي واحدة من أقاربك, كذلك أولادك.

فإذا كانت القضية صحيحة لهذه الدرجة، فمعنى هذا بأن الفساد سيكون إثمه عند الله مضاعف، يتضاعف كما قلنا لكم سابقاً: على حسب الاعتبارات سواء اعتبارات اجتماعية، أو اعتبارات حالياً باعتبار الزمن، أو باعتبار أي شيء آخر في علم الله, وفي نفس الوقت نكون نحن نصوم, ألسنا الآن خرجنا من شهر رمضان؟ ويكون رمضان يصبح لا قيمة له, صلاتنا تصبح ما لها قيمة, زكاتنا ما لها قيمة, حجُّنا ما له قيمة, عباداتنا ما لها قيمة, نضربها بقضية واحدة, بقضية واحدة تصبح كل هذه الأشياء لا قيمة لها, ويكون الإنسان في واقعه ولا سمح الله, ونعوذ بالله, يهودي من حيث لا يشعر, أو نصراني من حيث لا يشعر, فعلاً, فعلاً هذه حقيقة, حقيقة قرآنية, والواقع نفسه يهيئ الناس لهذا, الواقع وعمل اليهود وأولياء اليهود يحولونا إلى أن نكون يهوداً ونصارى من حيث لا نشعر, بالتولي لهم أو لمن هو متولي لهم, إلى آخره…

الله يوفقنا جميعاً لما فيه رضاه، وينور بصائرنا، ويوفقنا ويفرج عن الإسلام والمسلمين.

الموالاة والمعاداة. نهاية الدرس.