الخبر وما وراء الخبر

العدو السعودي والتضليل الممنهج

44

بقلم | عبدالله علي صبري

تعد مجزرة طلان بكشر مثالا مضافا على التضليل الممنهج الذي اعتاد عليه تحالف العدوان وهو يخطط لارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين كفعل انتقامي حين يفشل عسكريا في أي جبهة من الجبهات.

مع سابق الإصرار والترصد اختار العدو السعودي هدفا مدنيا مكتظا بالسكان ما جعل ضحايا المجزرة البشعة يتجاوز العشرات، بالإضافة إلى إبادة ثلاث أسر بأكملها تقريبا.

وكعادته وهو يحاول غسل يديه الملطخة بدماء الأبرياء يعمد العدو في سيناريو متكرر إلى إنكار الجريمة وإلصاقها بالضحية، لكنه هذه المرة تجاهل أن وسائل إعلامه سبق قبل ساعات وأعلنت عن عملية عسكرية نوعية استهدفت مقاتلين “حوثيين” بزعمها، ثم لما انكشفت المذبحة المروعة عاد إعلام العدو ليذرف دموع التماسيح على الضحايا المدنيين الذين قضوا في غارات جوية على أيادي وقلوب متوحشة أدمنت الوغول في دماء الأبرياء وفي الكذب والتنصل من جرائم وثقتها عدسات الإعلام ونقلت صورتها المأساوية كما حدثت في الواقع.!.

لكن ما يؤسف له أن الضغط الدولي والتنديد بهذه الجريمة لم يكن في مستوى الموقف من سابقاتها، ما أعفى العدو حتى الآن من الانتقال إلى الخطوة التالية في التضليل الممنهج كما هو ديدنه. و لن نفاجأ إذا اضطر المتحدث باسم التحالف إلى الاعتراف بهذه الجريمة ثم الإعلان عن التحقيق في ملابساتها وتهيئة الرأي العام إلى التعاطي معها في إطار “الخطأ” غير المقصود.

وبالطبع فإن سيناريو التضليل لا يكتمل إلا من خلال الزج بالأدوات والمرتزقة الذين يتبارون في الدفاع عن جرائم التحالف السعودي وانتهاكاته بحق المدنيين وتقديم الجلاد كمنقذ سخرته السماء للحفاظ على “شرعية” نزلاء فنادق الرياض.

غير أن نصيب المرتزقة من هذا القتل المتوحش قد جاءهم بعيد ساعات من جريمة طلان – كشر، حيث استهدفت طائرات التحالف مجاميع من المرتزقة في الجوف وأودت بحياة العشرات منهم ، ثم زعم التحالف أن العملية كانت بالخطأ / نيران صديقة !!.

وهكذا فإن تحالف العدوان السعودي الأمريكي في اليمن لا يوفر أحدا من القتل، ما يضاعف من الحجة والمسؤولية على المنخدعين والمغرر بهم من المنخرطين في تأييد الرياض وتدخلها العسكري في اليمن، أما كبار المرتزقة من سياسيين وعسكريين وإعلاميين فهم بلا شك شركاء في هذه الجرائم المتوالية بحق اليمن أرضا وإنسانا، والتاريخ لا يرحم، وفوق كل ذلك فإن عدالة السماء لهم جميعا بالمرصاد.