الخبر وما وراء الخبر

على مشارف مدينة مأرب … 18 كيلومتراً فقط تفصلُ الجيش واللجان عن المدنية

51

ذمار نيوز.| صحيفة السيرة|  10 رجب 1440هـ الموافق 17 مارس، 2019م

الإعلام الحربي يكشف جزءاً من تفاصيل عملية تطهير 90% من مديرية صرواح:

معسكر “كوفل” تحت نيران المجاهدين من عدة جهات و18 كيلومتراً فقط تفصلُهم عن المدنية

على بُعدِ حوالي 18 كيلو متراً فقط من قلب مدينة مأرب، باتت صرخاتُ مجاهدي الجيش واللجان الشعبية ولعلعةُ بنادقهم تشُقُّ طريقَها إلى آذان تحالف العدوان ومرتزِقته، وتقض مضاجعَهم منذرةً باقتراب جلائهم على أيدي المجاهدين الذين اجتازوا بوابة “صرواح” منتزعين في طريقهم جميعَ المواقع والجبال التي كان العدو قد ذاق ويلاتٍ كبيرةً في سبيل الوصول إليها خلال سنتين، في مساحة تقدر بـ34 كيلو متراً مربعاً، إلا أن تلك الفترة الزمنية التي قضاها العدو، تقلّصت بشكل كبير بالنسبة لحركة الجيش واللجان، حيث تمت استعادة تلك المناطق خلال أسابيعَ قليلة؛ بفضل التخطيط المُحْكَم والاستبسال منقطع النظير، برغم وعورة الطبيعة الجغرافية للمنطقة.

معسكر كوفل تحت نيران الجيش واللجان

قبل أيام، وبعد أقلَّ من ثلاثة أشهر من الإعلان عن تطهير أكثرَ من 90 بالمائة من مديرية صرواح في عملية نوعية هي الأوسع في تأريخ المعارك التي شهدتها المنطقة، كشف الإعلامُ الحربي للجيش عن الجزء الأول من تفاصيل تلك العملية، موضحاً الملاحمَ الأسطورية التي خاضها المجاهدون خلال تطهير “وادي ربيعة” بالكامل في مديرية صرواح.

هذا الجزء كان يمثل فقط المسار الأول من العملية الكبرى التي شهدتها المديرية، والذي يؤمّنُ الجنوب الشرقي منها، وفيه انطلقت العمليات الهجومية للجيش واللجان من وادي ربيعة إلى جبل السفينة وصولاً إلى جبل الراصد المعروف بـ “العجارم” وشملت أَيْضاً جبل الأطهف، وكلُّها جبالٌ مطلةٌ على معسكر كوفل الذي يُعتبَرُ من آخر خطوط دفاع العدو على مشارف مدينة مأرب.

ويأتي هذا التقدمُ بعد السيطرة على سلسلة تباب المطار الاستراتيجية الواقعة في بداية جغرافيا هذا المسار، والتي طهّرتها قواتُ الجيش واللجان الشعبية في وقت سابقٍ بعملية عسكرية نوعية.

وفي هذا المسار تمكّنت قواتُ الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على جميع المواقع التي كان يتواجد فيها مرتزِقة العدوان على امتداد الخط الجبلي من سلسلة تباب المطار وحتى جبلي أطهف والعجارم المطلَين مباشرة على معسكر كوفل، وَمن تلك المواقع التي تمت السيطرة عليها تباب الاثنعش والقاضي ويمين القاضي وآل سالم وسلسلة تباب المغربة وتبة 23، وهي مواقع تطلبت من العدو أكثر من عامين للوصول إليها، إلا أنها سقطت من يديه في عضون أسابيع قليلة.

الإطلالةُ المباشرة على معسكر كوفل من هذا المسار ضربةٌ قاصمةٌ بحَدِّ ذاتها، إلا أن العمليةَ لم تتوقف عند هذا الحد، ففي المسار الثاني من العملية، تقدمت قواتُ الجيش واللجان الشعبية شرق المديرية، منطلقة من جبل حيد الأشرقي وحتى سلسلة جبال أتياس الاستراتيجية المطلة هي الأخرى بشكل مباشر على المعسكر.

وبهذا أصبح معسكر كوفل هدفاً مباشراً وواضحاً لنيران الجيش واللجان من عدة جهات، وجميعُها مرتفعات، ما يعني أن المعسكرَ الآن تحت سيطرة نارية كاملة تجعل منه مصيدةً مفتوحة لكل من فيه حَالياً، كما تجعله آيلاً للسقوط مع أول اكتساح من الجيش واللجان، وبذلك تنفتحُ بوابات مدينة مأرب على مصراعيها أمام المجاهدين.

على مشارف مدينة مأرب

المسارُ الثالثُ من العملية يمثل المسار الأكثر رعباً للعدو، وهو المسار الشمالي، حيث تقدمت قوات الجيش واللجان من جبل هيلان وصولاً إلى تبتَّي زيد العاقل والعلم، المطلتين على قلب مدينة مأرب، حيث لا تبعُدُ تبة زيد العاقل سوى 18 كيلو متراً فقط.

وبإطلالة بسيطة على جغرافيا المسارات الثلاثة نجد أَيْضاً أن المسافةَ بين آخر نقطتين من نقاط سيطرة الجيش واللجان في المسارين الأول والثالث (بين تبة زيد العاقل وجبل العجارم) تبلغ 20 كيلو متراً، وهي مسافةٌ عريضةٌ يمكن أن تشكّل قاعدةً للتقدم نحو مدينة مأرب من عدة مسارات أيضا.

وبالنظر إلى النجاح الكاسح الذي حقّقته العمليةُ العسكرية ذات المسارات الثلاثة في زمن قياسي وعلى طبيعة شديدة الوعورة، فإن كُــلّ الاحتمالات تشهدُ مقدماً بنجاح أية عملية عسكرية قادمة للجيش واللجان نحو مدينة مأرب.

على مدى أكثرَ من عامَين عمل العدوان على أن تكونَ جبهة صرواح هي بوابتَه الرئيسةَ التي يصعِّدُ منها نحو نهم، إلا أنها تحولت الآن إلى بوابة للتصعيد المضاد والأنجح نحو مدينة مأرب، لتتحولَ بالتالي أهداف العدوان من “دخول صنعاء” إلى محاولة البقاء في مأرب، وهي محاولةٌ تحكم المعادلة العسكرية الجديدة بفشلها.

خسائرُ كبيرةٌ في صفوف المرتزِقة

المشاهدُ التي عرضها الإعلامُ الحربي مؤخّراً لعمليات “وادي ربيعة” أظهرت ملاحمَ بطوليةً سطّرها قواتُ الجيش واللجان الشعبية خلال اقتحامهم لمواقع مرتزِقة العدوان في المسار الأول، وعندما نتحدث عن ملاحم المجاهدين دائماً فذلك يعني خسائرَ كبرى للعدو، وهذا ما ظهر بشكل واضح في المشاهد.

العشراتُ من الآليات العسكرية تم تدميرُها بنيران الجيش واللجان، منها ما دُمِّرت وأحرقت خلال اقتحام مواقع المرتزِقة، ومنها ما دُمِّرت خلال كسر الزحوفات التي كان المرتزِقة يحاولون من خلالها استعادةَ المواقع التي خسروها.

وأظهرت المشاهدُ ضرباتٍ محكمةً سدّدها المجاهدون بالصواريخ الموجهة على آليات المرتزِقة، حيث تطايرت قطعُ تلك الآليات وتطايرت معها أشلاءُ طواقمها، ليتحولَ “وادي ربيعة” إلى محرقة لهم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

وخلال جولتها بين المواقع والمناطق التي تمّت السيطرة عليها هناك، مرّت كاميرا الإعلام الحربي بالعشرات من جُثَثِ مرتزِقة العدوان الذين لقوا مصارعهم بشتى الطرق، سواء بتدمير آلياتهم، أو باستهداف تجمعاتهم من بُعد، أو بنيران المجاهدين خلال الاقتحامات.

وقد وثّق الإعلامُ الحربي أَيْضاً جانباً من تفاصيل تلك الاقتحامات، حيث تقدم أَبطالُ الجيش واللجان ببسالتهم المعهودة نحو مواقع المرتزِقة واحداً تلو الآخر، منكلين بمن فيها أشدَّ تنكيل.

وأظهرت المشاهدُ أَيْضاً فرارَ مجاميع المرتزِقة من مواقعهم، أمام التقدم الكاسح للمجاهدين، وقد حاول بعض المرتزِقة اللحاق بآليات فارة لهم إلا أن تلك الآليات لم تنتظرهم، فواصلوا الفرار سيراً على الأقدام.