رسالة ابناء الجنوب لساستهم .. الجئوا إلى ركن وثيق
بعد اربع سنوات من القتل والدمار في اليمن على حساب شرعية مزيفة لحفظ المصالح الامريكية الاسرائيلية الغربية على ايادي ما تسمى بالدول العربية المسلمة، اليوم اصبحت نوايا العدوان مكشوفة اكثر من اي وقت للرأي العام وعلى الخصوص نحن الجنوبيين الذين دعمنا التحالف البربري.
عاصفة ما تسمى بالحزم قتلت اليمنيين ودمرت البلاد 4 سنوات لهزيمة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران بالرغم أن هذا الانقلاب كان هو الاصح لكن حقدنا لـ عفاش انذك لم يضع امامنا الا طريق محاربة اخواننا في المحافظات الشمالة ، على كل هذه المقولة تهاوت منذ زمن بعيد عندما اتضح أن هناك مصالح أعقد وأبعد بكثير من دعم ما تسمى بالشرعية، إذ أن الجبهات تعددت والعمليات العسكرية شملت مناطق لا وجود للحوثيين فيها، الا ان اصبح العون اليوم فرعون.
ما يجري اليوم على ارض الواقع في المحافظات الجنوبية هو تفكيك اليمن من قبل قوى التحالف حفظا لمصالح الغير، وكما يرى عدد المحللين، بعض التطورات الأخيرة في المشهد اليمني تؤكد بدون أدنى شك أن المقصود ليس هزيمة الحوثيين وإعادة الشرعية إلى اليمن، بل تفكيك اليمن وتقسيمه جغرافيا ومذهبيا، كي لا تقوم له قائمة.
وبحسب التقارير العسكرية والسياسية ان السعودية والامارات بعد مرور 4 سنوات من حرب استنزاف في اليمن قاموا بالتخلي عن بعض القبائل الجنوبية لانهم اقروا بسيادتهم الوطنية، كما ان الامارات قامت بعقد العديد من الاجتماعات في أبو ظبي لتخريج إنشاء دولة الجنوب وايضاً في عواصم بعض الدول العربية ك، القاهرة، و أنشأت الإمارات في الجنوب ميليشيات معظمها من المرتزقة، وصرفت عليها الملايين، وأحضرت عسكريين دوليين وعناصر مخابرات غربية لتدريب هذه الميليشيات المنتشرة في محافظات الجنوب وأهمها: الحزام الأمني، القوات الشبوانية، قوات الدعم والاسناد وقوات الحراس الجمهورية باعلى تداريب على ايدي الامريكيين والاسرائيليين في دول من القرن الافريقي.
بسطت الإمارات سيطرتها على محافظات الجنوب الأربع بالمال والسلاح والقوة والتعذيب والسجون. كما ضمت إلى سيطرتها جزيرة سوقطرى وأغدقت على السكان هناك، لدرجة أنهم طالبوا بأخذ الجنسية الإماراتية. إن قرار الإمارات السيطرة على الجزيرة يهدف إلى ربط منطقة بحر العرب بخليج عدن، وبالتالي ربط عدن بالجزيرة المحتلة. لقد تراجعت الإمارات عن دعم السعودية في حصار ميناء الحديدة ومحاولة احتلاله بالقوة، مركزة على الجنوب وباب المندب والجزر. فما دخل كل هذه النشاطات بدعم الشرعية وهزيمة الانقلاب الحوثي؟
لكن الامر لم يستقر على هذا، بل تطال الامر الى خلافات حادة بين الامارات والسعودية للسيطرة على المناطق الجنوبية من خلال السرق والتدمير للموارد الطبيعية و قتل الموارد البشرية التي تعطي امكانية كبيرة لليمن ان تصبح من أغنى الدول وأكثرها تطورا في المنطقة.
وفي الختام ، ان السياسيون في الجنوب اصبحوا همج رعاع وأتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق والاموال اغرتهم وخانوا الوطن والشعب وتجاوزوا كل خطوط الوقاحة والابتزاز والحمراء واصبحوا اضحكوة لـ أبناء الجيران والعمومة وحتى للعام كله عندما يجلسون في فنادق الرياض وابوظبي ويصبحون آلة لقتل اليمن ارضاً وشعباً.
بقلم الكاتب الجنوبي \ (ع.ص)