الخبر وما وراء الخبر

مجرم واحد بين جريمة أطفال ضحيان ومسجدي نيوزيلاندا

81

بقلم / محمد الحاضري

حين نرى السجاد الأخضر في المسجد الذي ارتكبت فيه مجزرة بحق المسلمين بنيوزيلاندا، نتذكر طلاب مجزرة ضحيان بصعدة شمال اليمن وهم يؤدون صلاتهم الأخيرة في مسجد ضحيان ذو السجاد الأخضر أيضا قبل أن يقصفهم صاروخ أمريكي بدم بارد.

قد يبدو الربط بين المجزرتين غريب كما تبدو المسافة بعيدة جدا بين المسجدين، لكن شئنا أو أبينا فالمنفذ واحد وهو الصهيوأمريكية العالمية التي اتخذت التحريض ضد المسلمين سلوكا ومنهاجا طيلة عشرات السنين.

جريمة مسجدي نيوزيلاندا التي ارتكبها الجاني باحتراف عالي وبدم بارد كما لو كنا نشاهد ألعاب البلايستيشن، كانت نتاجا طبيعيا لحملات الكراهية ضد المسلمين في الغرب ومحاولة استئصال وتشويهه؛ فالتحريض ضد المسلمين أصبح سلوكا في الغرب تديره الصهيونية العالمية، وقد رأينا جرائم مماثلة ضد المسلمين والعرب في أوروبا وأمريكا عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر كما رأيناها في مجزرة الحرم الإبراهيمي 1994 والتي أصبحت طي الكتمان والنسيان.

عربيا وإسلاميا تمارس الوهابية كأداة لأمريكا نفس التحريض بمسميات مختلفة ضد كل من يقف أمام المشروع الأمريكي المعادي للمسلمين والرافض للهيمنة الأمريكية، أو كل من يسعى لتحرير الأراضي المحتلة في فلسطين.

وفي اليمن نجد جريمة طلاب ضحيان الأكثر بشاعة والتي راح ضحيتها أكثر من ١٢٥ طفلا في عمر الزهور، والتحريض الطائفي الذي تشحن به السعودية طياريها وجنودها وأتباعها ومرتزقتها هو ما جعلنا نشاهد هذه الجرائم ترتكب وتتكرر بشكل شبه يومي وبدم بارد على مدى أربع سنوات بحق الشعب اليمن، وقبلها شاهدنا تفجير جامعي بدر والحشحوش في صنعاء.

ضحايا جرائم التحريض ضد المسلمين لا بواكي لهم، فكما لم يتحرك العالم أمام الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي في اليمن والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين، كذلك لن يتحرك أمام جريمة مسجدي نيوزيلاندا ولن نشاهد زعماء العالم المنافق يشاركون في مسيرة تضامن لنبذ الإرهاب كما حصل بعد هجوم على صحيفة شارلي إيبدو في فرنسا عام 2015 والتي خلفت 12 قتيلا.

يكفينا أن نعرف بأن الأفكار التي آمن بها منفذ جريمة مسجدي نيوزيلاندا حسب اعترافه هي نفسها التي يؤمن بها ترامب زعيم أمريكا صاحبة النفوذ الواسع في العالم وأن آل سعود وآل زايد خداما طائعين لها وحينها سنعرف أن الجاني واحد.