نصر صنعاء الثمين.. نار حجور وصلت إلى ثوب الإصلاح
ذمار نيوز| تقرير| إبراهيم الوادعي| 9 رجب 1440هـ الموافق 16 مارس، 2019م
بالأمس صنعاء شاركت حجة ألمها، وكل اليمن شارك قبائل حجور الحزن في تشييع ما يزيد عن عشرين امرأة وطفل أصغرهم لا يتجاوز عمره العشرون يوما.
ارتكاب جريمة مروعة تجاوز ضحاياها24 شهيدا وجريحا جميعهم نساء وأطفال، 3 أسر أبيدت في غارات طيران العدوان على قرية طلان مركز مديرية كشر والبعيدة عن ميدان المعارك في العبيسة جنوب غرب المديرية، يكشف عن حجم الهزيمة التي تجرعها التحالف، وهو الذي لم يوفر طريقة لإسناد قطاع الطرق ومن انضم إليهم من مجاميع بالسلاح والمال وكافة اللوازم الأخرى للصمود وإدامة القتال.
أريد لقطاع الطرق في العبيسة بكشر حجة، أن يكونوا أول أحجار الدمينو في خطة للعجوز الفار علي محسن وهدفها الفصل بين صنعاء وصعدة، بحيث يجري تنشيط خلايا العملاء لتوسيع المواجهات من كشر حجة باتجاه مديرية القفله بعمران تباعا وصولا إلى الخط الاسفلتي الواصل بين عمران وصنعاء وقطعه، بعد أن أفشلت من اتجاه الشرق.
في العام 2016م واستغلالا لأجواء التهدئة إبان مفاوضات الكويت الأولى زحف المرتزقة بشكل مكثف ومستمر بهدف الالتقاء بمعسكر العمالقة في الجبل الأسود بعد ضمان خيانة قائدة حميد التويتي والذي فر إلى مارب عقب انكشاف خيانته، ومداهمة القوات لمقره في معسكر الجبل الأسود – لقي مصرعه بعدها بعام في حادث غامض العام 2017م في مارب – وعثرت وحدات الشرطة العسكرية بمساندة اللجان الشعبية خلال مداهمة المعسكر على حجم الاستعداد والخنادق التي جرى حفرها استعدادا لمرحلة ما بعد وصول جحافل المرتزقة من جهة الجوف إلى المعسكر وقطع طريق صنعاء صعدة.
إحياء خطة قطع طريق صنعاء صعدة من جهة الغرب هذه المرة انطلاقا من حجور ، كانت الأخطر من سابقتها، فقطاع الطرق في حجور جرى إلباسهم معاطف قبيلة وطائفية ومذهبية، واختاروا لأنفسهم منطقة جغرافية صعبة للغاية لم تصلها الدول المتعاقبة منذ عقود، وظلت حكرا على مشائخ اشترتهم السعودية بسلاح المال والمذهب الوهابي البغيض، وفي انتظار تحركهم كانت خلايا أخرى جاهزة للتحرك، ولتضمن تمدد المواجهات وتوسعها شرقا باتجاه القفلة عذر وانتهاء بمرحلتها الأولى قع طريق صنعاء صعدة الاستراتيجي.
لحظة الصفر كانت مع تمكن عناصر الفتنة في العبيسة من التواصل الجغرافي مع مرتزقة العدوان في حيران عبر سلوك الشعاب بين الجبال، والتي لا يمكن ضبطها بسبب اتساعها بحسب مصدر عسكري.
ووفقا للمصدر العسكري فخلال أسبوعين فقط من الفتنة واندلاع القتال دعم عناصر الفتنة بقيادة أبو مسلم الزعكرى بنحو خمسمائة مقاتل تسللوا إلى العبيسة عبر تلك الشعاب، وقام التحالف خلال أربعة عشر يوما بثمان عمليات إنزال جوي تضاف إلى ما سبقها من عمليات شحن السلاح والأموال.
بعض الخلايا في خطة أحجار الدمينو دشنت نشاطها شرقا مع اندلاع شرارة المواجهات في كشر، فسقطت خلية صالح سودة في القفلة عمران بغضون ساعات بعد أن حاولت قطع الطريق بين عمران وحجة، واستكملت الأجهزة الاستخباراتية عملية نزع احجار الدمينو واسقاط الخلايا في الايام الأولى للمواجهات في العبيسة ،واضحت الخطة منزوعة المخالب منذ أيامها الأولى، وبقي رهان العجوز على محسن على أن تطول فقط مواجهات العبيسة وتتحول إلى جبهة استنزاف جديدة اعتمادا على صعوبة جغرافيتها والدعم من البر والجو من قبل التحالف بالسلاح والمؤن والمقاتلين ، لكن جميع ذلك تبخر وسقطت جميع مواقع الخونة بعملية نوعية مفاجئة بعد اثني عشر يوما من التطويق والمواجهات المتقطعة.
نصر كشر الحاسم والمذهل والسريع، بعث برسائل في أكثر من اتجاه، في صدارتها أظهرت العملية العسكرية الحاسمة تفوق الاستراتيجية العسكرية لدى صنعاء في مواجهة تشتيت الجبهات التي يعتمد عليها تحالف العدوان في مواجهة قيادة الجيش واللجان الشعبية منذ أربع سنوات، وقدرتها على الاستجابة السريعة في مواجهة الحوادث المفاجئة.
والرسالة الثانية: أدرك عملاء الداخل بأن الجبهة الداخلية ليست مصانة بالوعي وحدة بل بالحديد والنار أيضا متى عميت الأبصار وأغوت الأموال السعودية الألباب.
والرسالة الثالثة: سقوط الورقة المذهبية والتكفيرية في اليمن، فلم تعد بذلك البريق الذي كانت عليه في العام 2013م، حين لبس المرتزق حسين الأحمر ثوب المذهبية وقاد حصارا قاسيا على محافظة صعدة وجمع حوله التكفيريين من كل حدب وصوب.
ثمة وعي نجح في بنائه المدافعون الوطنيون رغم انشغالهم بمواجهة العدوان والحصار، وثمة فطرة سليمة لم تشوه لدى اليمنيين وضمائر أحيتها مشاهد الدماء البريئة التي استمرأ سفكها العدوان ،واعادت تصويب البوصلة نحو العدو الحقيقي.
من أشار على قادة العدوان بسفك دماء النساء والأطفال قد دفعهم إلى خطأ كبير، غدا ستكون كل قبائل حجور في مقدمة المقاتلين والجبهات، وسينطلق الصامتون فيما سبق من الأيام إلى الجبهات ثأرا لدماء النساء والاطفال هذا ما يمكن الجزم به عقب حماقة ومجزرة طلان كشر، وهذا ما كشفته أحاديث أبناء القبيلة خلال تشييع الضحايا في صنعاء.
فالقبيلة اليمنية لا تترك ثأرها فكيف عندما تكون دماء أطفالها ونسائها هي التي سفكت.
وثمة أمر يستحق الترقب، فنار حجور التي أشعلها واحتفظ بها منذ سنوات حزب الإصلاح خدمة للمشاريع الإقليمية، يلفح اليوم بنارها، وتحت الحماية الإماراتيه نزل حجوري دماج في جوبة مراد، وأقام مزرعته، ولن تطول الأيام لتفقس فراخه وتكشر أنيابها.