الخبر وما وراء الخبر

المرأة اليمنية خط أحمر.

37

بقلم | سعاد الشامي

تميزت المرأة اليمنية بهويتها الإيمانية وثقافتها العربية وخصوصيتها اليمنية الأصيلة ، فالتزمت حجابها الإسلامي المتكامل وصانت عرضها وشرفها وأحترمت كل تقاليد وموروثات شعبها ، وصارت مثلا يحتذى به بالحشمة والعفة في سائر البلدان الأخرى.

ولكن هذا الوضع المشرف والمتميز بالنسبة للمرأة اليمنية ظل مثيرا للقلق ومصدرا للألم بالنسبة لإعدائها من اليهود والنصارى والذي كانوا قد نجحوا في الترويج لسياساتهم التضليلية الموجهة ضد المرأة في الكثير من الدول الإسلامية الأخرى وسلب المرأة مكانتها القدسية التي خصها الله بهاوميزها بها لتكون هي الجوهرة المكنونة المحفوظة في حضن السماء.

ان الأعداء بطبيعتهم ووفقا للسنن الإلهية  يسعون إلى الإفساد الديني والأخلاقي والفكري والثقافي، ولم ولن يتوانو ولو ليوم واحد عن تنفيذ اهدافهم الحقيرة ، لأن الإفساد هو مرتكز خطتهم الإستراتيجية لضمان القضاء على الاسرة باعتبارها نواة المجتمع وذلك لإبقاء الهيمنة والسيطرة على ثروات وثقافات الشعوب وخاصة الإسلامية والتي يحلمون بردها بعد إيمانها كافرة ، واليمن ليست ببعيدة عن أهدافهم بل هي البلدة الطيبة التي تسيل عليها لعابهم وتتوق إلي ثرواتها إنفسهم ، ومحافظة المرأة اليمنية على قيمها ومبادئها الإيمانية هو بالنسبة لهم العائق الفولاذي والحاجز الحديدي أمام مطاعهم لانهم يفقهون جيدا وهم عباقرة الذكاء ودهاة المكر بأن صلاح المرأة يعني صلاح المجتمع كله ، والمجتمع الصالح لن يرضى بمولاتهم ولا الرضوخ لهم.

وللاسف الشديد و خلال العقود الأخيرة كان المجتمع اليمني وخاصة المرأة  عرضة لهذا الاستهداف عبر سياسة التضليل والغزو الفكري والتشجيع على الانحلال وذلك بمحاولة استبدال ثقافة متجذرة عبر العصور بثقافة أخرى مستوردة ودخيلة عليها ، وتم الترويج لها تحت مسميات الموضة والتحرر والرقي والتقدم والإنفتاح ,  ولكن من حماية الله وبركته بيمن الإيمان أن من على الشعب اليمني بنور الثقافة القرانية والتي أعادت للكثير من نساء اليمن بصيرتهن الإيمانية لتضيء لهن دروب الفوز والنجاة وتبين لهن دورهن الريادي في الحياة وترفعهن إلى مكانتهن العظيمة ومنزلتهن السامية.

ويظل  الأعداء الذين يقصفون المرأة اليمنية لمدة أربعة أعوام في بيتها وفي سوقها وفي عملها وفي مناسبات أفراحها وعزائها ، هم ذاتهم  الحريصون كل الحرص على قصف مبادئها وقيمها وجعل مشاعرها مدمرة كشوراع وطنها ،، يحاصرونها ويحرمونها من اسباب معيشتها ثم يعمدون إلى اذيالهم من العملاء والخونة إلى استغلال وضعها المعيشي الصعب وجرها بدون علمها إلى حيث الهاوية والهلاك وبيعها لتلك المنظمات الإجرامية واللإنسانية والتي تزايد حضورها بشكل جنوني خلال فترة العدوان وإستقطابها من قبل شبكات الدعارة والإنحلال الإخلاقي لتجعل منها سلعة تباع وتشترى في مزاد الفحش والفسوق !

ان ذلك الوضع المخزي والمعيب الذي  شاهدناها كلنا في الفيلم الوثائقي خطوط حمراء هو النموذج الذي يتوق الأعداء وأذيالهم ممن باعوا كرامتهم وشرفهم وعزتهم بإيصاله إلى كل النساء وترسيخه في المجتمع اليمني ولكن هيهات لهم ذلك فالمرأة اليمنية التي تشرب مبادئها من مناهل القرآن الكريم وتفاخر بموروثها اليمني الأصيل  ستبقى الخط الأحمر الذي يصعب عليهم تجاوزه مهما سعوا.