الخبر وما وراء الخبر

ذكرياتي ومارس.. مواطنة يمنية…

62

ذمار نيوز | مقالات 1رجب 1440هـ الموافق 8 مارس 2019م

بقلم | عفاف محمد

بعد اربع سنوات كاملة مضت.. استرجع ذكرياتي والتي لاتختلف عن ماضي الباقي الكثير ..
يومها كنا نعيش حياة مختلفة وٲوضاع مختلف كما يقول المثل المصري “ماشي الحال ”
*ريح ما قبل العاصفة *
اغتيالات قنص وكانت فاجعة جامعي بدر والحشوش مثل هزة ارضية اجتاحتنا ..!
كانت ثقافتنا سطحية وافكارنا سطحية …ما هالنا في المشهد ليس استهداف الطائفة الفلانية كما نشرت اذرع القاعدة بٲنها تنتقم للسيدة عائشة في بيت الله -سخف لانعترف به – بل هالنا تفجير في بيت الله وٲناس ساجدين لله واناس ابرياء.. !!
فاجعة هزتنا بقووة لم نعهد مثلها ولم نستوعبها لبشاعتها ..كانت جمعة الكرامة قد خلفت ٲثر مؤلم ولم نتوقع ان يباغتنا ماهو اسوا ..وانهالت علينا الكرب ..
بدر والحشحوش مشاهد لم ولن تفارق ذاكرتي مثل سكين حاد يذبح ويذبح ..جثث مترامية هنا وهناك اكوام وٲشلاء بشرية متناثرة دخان متصاعد وكٲنه عالم من الخيال المرعب واصوات ٲنين متقطع وملامح مفجوعة ودماء ووو.. اشياء تصدم الإنسانية في الإنسانية ..!!
مشهد الطفل الشهيد ابراهيم المستكا في جامع الحشحوش كم هو موجع وكم هي فاجعة امه واهله ..طفل استشهد في بيت الله وكثير فقدوا اقربائهم ومعارفهم..مشهد كٲنه يوم الحشر ..
صدمة لم تبارحنا لٲيام وبعدها ..
*العاصفة *
الطامة الكبرى …
في ليل بهيم باغتتنا طائرات ..اجل طائرات كنا نرى الطائرة حلم جميل تسافر بنا في دنيا وردية اللون ومن يومها …كرهنا اسم الطائرة ..ويا بشاعتها من طائرة ..تحصد البشر بشراسة
صوتها بغيض اقلق لذيذ هجوعنا.. ليلتها صعقنا غرقنا في بحر من الحيرة ! وعيون ممنفرجة نتسٲل ماذا جرى ..! ماهذا الصوت المرعب ولٲجل ما ..ولماذ ..ومن هم …!!
كل بيت في العاصمة اكتوى وصدم من اول ضربة في في منطقة بني حوات استشهد فيها مدنيين في منازلهم ..!
لماذا وكيف ..كثير تسٲلوا ليلتها ..
وكان ثمة نتيجة مفادها جارتنا المصونة تحالفت وبعضهم لقتلنا ..من اجل تلك التي اسموها شرعية …وكذلك اذكر اسم ايران وارد ضمن الاسباب …إيران.. !
اين هي ايران لانعرف ساعتها عنها شيء غير انها دولة إسلامية ..لكن ماالذي يربطنا بها لدرجة ان تصب علينا تلك الحمم المستوحشة …!
*وما اندملت الجراح*
مضت علينا ليالي سود كالحات ونحن بين الفنية والٲخرى ننتظر الموت متى سيمطر علينا بكبسة زر! .تكررت المشاهد في كل بيت .. تمتمات الٲمهات وهن يصبرن اولادهن والدموع تذرف من العيون ..الشاخصة للسماء تدعو الله النجاة والستر واللطف ، ما اقسى مشهد رهبة الٲطفال وارتجاف اجسادهم الصغيرة ..اتذكر شتاتنا كغيرنا من منزل لآخر ..وهرولتنا ساعة الغارات الجوية ونحن نسابق الموت الى الٲدوار السفلية او الغرف التي لاتوجد بها نوافذ. كنا ان خلدنا للنوم تجهزنا لوضعية الموت وحرصنا على ان تكون ميتة مشرفة من كل الجوانب ، كنا مصعوقين حينها مستغربين ما كنة ٲولائك البشر المتوحشون. ما الذي فعلناه بهم ليقتلونا بدم بارد وليهدموا احلامنا قبل ان يهدموا العمران.
*الصمت القاتل وسحابة الموت *
تلفتنا يمنة ويسرة عسى من يغيثنا او يحيرنا او يقول لهم يكفي! لينبههم لفداحة ما يفعلون ..تلفتنا اين الٲشقاء العرب اين الحقوقيون اين المنظمات اين اين اين …ولكن الصمت التفنا كما تلك النيران التي تقتات البشر والحجر والشجر والطير والحيوانات ..تعرجت بنا المحطات من سيء لٲسوٲ مجازرهم البشعة تخلدت في ذاكرتنا وتعمدت في عقولنا كما يعمد التاريخ في سطور ،لن ننسى قنبلة عطان و نقم مجزرة الصالة الكبرى سوق مستبا عرس سنبان منزل ربيد منزل الناشري اطفال ضحيان الطفلة إشراق طفل الميزان بثينة عين الإنسانية وووو…الخ يصعب حصرها لكثرتها ..مجازر تقشعر لها الٲبدان..
*وانقشع الستار *
ويتجلى الوجه القبيح للتحالف وادواتهم و مرتزقتهم الذين تساقطت اقنعتهم واحد تلو الآخر. من سرقوا اللقمة سنوات من افواه الجائعين من بنوا احلامهم على تعاسة الشعب المكلوم ..حتى ترثنا وحضارتنا لم تسلمهم .. وقيل عنهم وطنيون …!
*دروس وعبر *
عرفنا معنى ان تعيش مدينة
صعدة حروب مستعرة لانعلم عنها شيء الا من سبقونا عمر واطلاع ..في الحروب ضدهم تعودوا سماع ازيز الطائرات واصوات الصواريخ..تعودوا مشاهدة الٲبنية المساواة بالٲرض …اعتادوا قلبنا الظلم والجور كما اعتاوا مناظر الركام والٲشلاء حينها احسسنا بهم بمظلوميتهم .نحن عشنا ما عاشوه لحظة بلحظة ..تعلمنا الكثير منهم استعدنا مانا فقدناه من هويتنا التي سلبت تدريجيات تحت شعارت مبطنة ..وبٲسم التحرر والتحضر والمعاصرة ..
وتجلت ٲسباب الحرب الحقيقية مع مرور الوقت بعد ان استفقنا من ذهولنا قاومنا وتصدينا وصمدنا وتكاتفنا وتراحمنا .. وعرفنا عدو الوطن من صديقه ..عرفنا ان المذهبية والطائفية هي ما ارد التحالف ان يصنعه كما قال سديسهم وان لم تكن حرب مذهبية طائفية سنجعلها كذلك .
*من بعد البارود رياحهم الباردة *
.ونشروا مصطلحات تخدم مشروعهم كسلاليه كهنوتية شعية روافض لتٲجيج الموقف ودحر مكون انصار الله. ونبذهم. ولكن ارادة الله اقوى توسعت دائرتهم وساندهم التٲييد الإلهي في حرب غير متكافئة
*العشق القديم *
تجلت اطماع المتحالفين وبان عشقهم القديم لنفطنا وموانينا وممراتنا المائية جزرنا .. وتبين خوفهم من مكون انصار الله الذي لم يتذلل لهم مثل البقية ويقدم لهم الولاء والطاعة، رموه بٲرذل الصفات واقنعوا العالم انهم مشروع فارسي مجوسي …الخ الحكاية المعروفة ..
*التٲييد الإلهي *
اليوم بعد نهاية العام الرابع تغير المشهد كليا عن شهر مارس الٲول لتاريخ العدوان …عروش تهاوت شخصيات ولت والعار ملصق بها ..سلسلة من الحقائق انكشفت وآخر سلسلة هي سلسلة التطبيع !
*الٲفعى الصهيونية *
وهنا عرفنا مربط الفرس …وعرفنا من المحرك و المستفيد من قتلنا وجوعنا وحصارنا …وبرز الوجه القبيح مجددا للطامعين الٲجانب من اتفقوا على تقاسم الكعكة ..وعرفنا ادواتهم الرخيصة والساذجة من امراء الخليج ومن مرتزقة اليمن …
لكن الحرب علمتنا الكثييييييير …الكثير ..
كم نستعذب الحرية وكم نعشق الموت في سبيلها …حكاية الصمود اليماني مجلد لاتحكيه الكلمات …اظنك ايها القارئ عشت معظم تلك اللحظات بل وربما اشد فكل بيت في اليمن تجرع الٲسى بسسب عدوانهم وكل قلب فجع في قريب او صديق له او في مسكن تربطه به ذكرى حميمة ..
ولازالت الفصول مستمرة .

ومع شدة وطيس الحرب سطرت تلك الذكرى بٲحرف نازفة سكبت عصارة ٲلمي وٲلم شعبي في كلمات ..
سكبتها في كتاب ٲسميته الحرب الٲخرى…
وهذا جزء صغير بحته من تلك الذكرى.