الخبر وما وراء الخبر

من رجب عُرفت هوية أهل اليمن

42

ذمار نيوز | مقالات 1رجب 1440هـ الموافق 8 مارس 2019م

بقلم / كوثر محمد

هو يوم هدى ونور ، هو تبيان الحق الذي انتهجوه دون معرفة ٍ واسعة ٍبه ولكن قلوبهم هوت إلية برسالة صدقوها ، وبرسول احبوه ، وبنبي اتبعوه واقتدو به وكانوا رفقاء لدربه يستضيئون من نوره الشريف ويشربون من معينه الذي لاينضب.

لايكتفي اليمنيون بعيدي الأضحى و الفطر فقط ، فهم لهم عيدهم الخاص بهم عيدهم الأغر وهو أول جمعة من شهر رجب، يوم مقدس وعظيم ، هو يوم اهتدى الضال إلى درب الهدى وانتهج الغافل نهج الاولياء مصدقين عاملين به وله .

قد لا يعرف البعض أهمية وقداسة هذا اليوم والذي عملت المذاهب والمعتقدات الدينية الدخيله على الإسلام بطمسه ، فلماذا لم يعد يحتفل اليمنيين بعيدهم كما كانوا طوال القرون الماضية ؟” وأي معتقد صدقوه ؟!
فعندما يتجلى رجب ويبدأ الناس بالحديث مفاخرةً عن أجداهم وعن اتباعهم للنبي الكريم صلوات الله عليه وعلى آله ومساندة آل بيته من بعده نصرا للدين، تجد الافواه الوهابية تصفه بالبدعه وانه يوم دخيل على المسلمين فهم لايريدون أن يجدد اليمنيين قسمهم وولائهم للمضي والسير لنصرة هذا الدين في كل ذكرى ، تكاد الغيرة تقطع قلوبهم غلاً وحقداً لطمس هذا اليوم العظيم والمقدس على قلب كل يمني أصيل.

وعندما يحتفل اليمنيون بهذا الدين إنما هو إستجابةً لقوله تعالى (قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )
حربهم الدينية هي حرب للأجيال التي تخطوا على خطى أجدادهم ، فقد وجدت قبائل أهل اليمن ضالتها في هذا الدين فالتحقت به وسارعت لمساندته ومؤازرته أمام تكذيب قريش ومحاربتهم لهذا الدين ، واليوم نجد احفادهم من الوهابية يسيرون على تلك الخطى الحاقدة للدين والتي تريد محوه وطمسه وتشويهه بأي ثمن ، يكاد الغيض يعصرهم ويمزقهم إرباً إرباً فلم يكن جزائهم إلا أن يقول لهم نبينا صلوات الله عليه وآله بأن قرن الشيطان سيخرج من عندهم

لم يكرم الله أحداً بأن يكون علي بن أبي طالب- سلام الله عليه – رسول َالرسول ِمحمد صل الله عليه وآله إلا أهل اليمن والذي اجتمع بهم واجتمعوا به وسارعت قلوبهم وعقولهم مع ألسنتهم للخير العظيم، أكرموا الداعي بدعوته وإستجابوا له ، وكان الرسول الاخر هو معاذ بن جبل قد وصل هو ايضاً إلى تعز منطقة الجند يبلغ رسالة النبوة بإتباع هذا الدين الحنيف وتكون الاستجابة له أيضاً .

وتطير البشرى إلى رسولنا الكريم والذي استبشر وسجد فرحاً وحمداً لله على هذة النعمة العظيمة و يقول مردداً مراراً ( السلام على همدان ) فهم أقوام أقحاح وقبائل عريقة الاصل ، كان يعرف ماضيهم الذي سيمتد لحاضرهم والذي استمر حقاً حتى اليوم.

احتفى النبي بهم وخصهم بالدعاء لهم فقرن الإيمان بهم وقرنهم به ( أتاكم أهل اليمن هم أرف قلوباً وألين أفئدة الايمان يمان والحكمة يمانية )
فلنبتهج بهذا اليوم ولندعوا ابناءنا إلى إحياءه ولنعلمهم أن أهل اليمن هم السباقون لنصرة الدين والمطبقون له وهم من سيرثون هذا الدين ومن سيعمروه وينشروه في الأرض.