الخبر وما وراء الخبر

القائد البريطاني تيم كروس: حليفتنا “المفضلة” السعودية تستخدم أسلحتنا في تمكين داعش من الازدهار في اليمن (ترجمة)

203

نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تحليلاً للقائد السابق للقوات البريطانية في العراق اللواء تيم كروس، للدور الذي تعلبه حليفة بريطانيا “المفضلة” السعودية في اليمن، محذراً من أن “شركاءنا السعوديين يخلقون أوضاعاً تتيح لداعش الازدهار في اليمن”.

وقال اللواء تيم كروس، إن حليفتنا السعودية تستخدم أسلحة بريطانية، بشكل يتناقض مع الدور الذي رسمته المملكة المتحدة لنفسها. وفي مرحلة ما نحتاج إلى معالجة ذلك.

مشيراً أن هناك خطراً حقيقياً من أن الاضطرابات في أنحاء الشرق الأوسط تولد تهديداً وجودياً للغرب، ولكل من يريد العيش بسلام حول العالم.

واعتبر اللواء كروس، أن الأعمال الإرهابية مستوحاة من أيديولوجية الكراهية التي احتضنتها الفوضى في العراق وسوريا واليمن، مشيراً إلى أن الغرب لا يتجه لإصلاح الشرق الأوسط.

كروس، الذي تولى منصبه إبان الغزو الأميركي للعراق عام 2003، يقول في مقاله التحليلي في صحيفة “التلغراف” البريطانية: ليكن هناك قليل من الواقعية، “فنحن الغرب لن نصلح اضطرابات الشرق الأوسط. في عام 2003 رأيت بنفسي الضرر، مع إهمال متعمد تقريباً في أي تخطيط جدي لمرحلة ما بعد غزو العراق. الحلول لمشاكل المنطقة يجب أن تأتي في المقام الأول من القوى الإقليمية ذاتها على وجه الخصوص”.

وحث كروس، السعودية وإيران على استبدال ما وصفها بحروب الوكالة، بعملية دبلوماسية في اليمن، مؤكداً أن على الغرب المساعدة في ذلك لتجنب الأسوأ القادم.

وأكد، أن حرب السعودية ستجعل من اليمن مستنقعاً للإرهاب، إضافة إلى الأعداد المتزايدة من القتلى المدنيين، مشيراً أن أعداد القتلى في اليمن لم يتم تغطيتها على نطاق واسع في وسائل الإعلام الغربية، محذراً من ان داعش والقاعدة يستغلان الفوضى هناك لتعزيز وجودهما، تماماً كما فعلوا في سوريا والعراق، وهذه العواقب ستكون ـ حتماً ـ مدمرة.

وأشار كروس إلى أن على بريطانيا أن تدعم سراً وعلانية تحويل المسار السعودي من استراتيجية عسكرية خالصة لم تثمر حتى الآن، باتجاه حل دبلوماسي وسياسي واسع يستند إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف، أن بريطانيا هي أكبر مزود للسعودية بالسلاح، وسمحت منذ مارس الماضي بـ37 ترخيصاً لإرسال أسلحة إلى المملكة.

وقال: إنه منذ بدء القصف على اليمن في شهر مارس من هذا العام، قتل أكثر من 5700 شخص، بينهم نساء وأطفال، وقد تسببت الغارات الجوية السعودية في ثلثي الإصابات، والغالبية العظمى من القتلى والجرحى هم من المدنيين.

وأضاف، أن هناك دليلاً واضحاً على أن جميع الأطراف فشلت في التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وحذرت الأمم المتحدة من أن جميع الأطراف قد ارتكبت انتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب، وتم تدمير البنية التحتية المدنية من قبل قوات التحالف، بما في ذلك، مؤخراً، مستشفى أطباء بلا حدود في صعدة. كما تدهور الوضع الإنساني، أيضاً، بشكل مذهل: اليمن بعد خمسة أشهر من الصراع يشبه سوريا بعد 5 سنوات، وجزء كبير من البلاد على حافة المجاعة. 85٪ من سكان اليمن البالغ عددهم 24.4m هم في حاجة إلى مساعدات إنسانية.

ولفت اللواء تيم كروس أن المملكة المتحدة بالطبع لها الحق في بيع أسلحة للسعودية عندما تكون متمشياً مع الأطر القانونية الدولية والمحلية. لكن هناك خطر واضح من أن الحكومة متواطئة في الهجمات العشوائية في المناطق المدنية – انتهاكات للقانون الدولي والمملكة المتحدة.

موضحاً أن حليفتنا السعودية تستخدم أسلحة بريطانية بشكل يتناقض مع الدور الذي رسمته المملكة المتحدة لنفسها، حتى أن كبار الشخصيات في الحكومة أنفسهم يعترفون سراً بهذا التناقض.

ويختم كروس مقاله التحليلي بالإشارة إلى حديث داخل الحكومة البريطانية حول دور المملكة المتحدة في قتل المدنيين باليمن بسبب الأسلحة التي تصدرها إلى السعودية، وهو حديث آخذ بالتزايد مع ارتفاع أعداد الضحايا اليمنيين وقصف الطيران السعودي للأماكن المأهولة بالسكان وتدمير البنية التحتية بشكل مذهل.

*وكالة خبر