الخبر وما وراء الخبر

ما بعد الحرب على اليمن وصعود داعش- “فاينانشيال تايمز” ترصد التحولات في نظرات الغرب إلى السعودية: “هناك شيء ما يتغير” (ترجمة)

472

نشرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، تحليلاً يرصد تحولات نظرات الغرب تجاه السعوديين، وذلك بعد صعود تنظيم الدولة الإرهابي “داعش”، وتزايد الانتقادات لها مع المستوى المرتفع لاستهداف المدنيين الناجم عن التدخل العسكري السعودي في اليمن، وبواعث القلق المتعلقة بحقوق الإنسان وتقليل الاعتماد على النفط العربي.

وقالت الصحيفة، إن هناك شيئاً ما يتغير في علاقة الغرب بالمملكة العربية السعودية. يمكنك أن تقرأ ذلك في الصحف، كما يمكن سماعه من السياسيين. كما يمكنك أن تراه بوضوح في تحولات السياسة.

وأشارت، أن المقالات المعادية للسعودية أصبحت الآن نهجاً متكرراً في الصحافة الغربية. يوم الأحد، ندد المقال الرئيس في صحيفة “ذي أوبزرفر” البريطانية، بالعلاقة بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية واصفاً إياها بأنها “تحالف يعرض أمننا القومي للخطر”. وقبل يومين، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مقالاً سلط الضوء على “موجة غير مسبوقة من عمليات الإعدام” في السعودية. وقبل بضعة أشهر، قام توماس فريدمان، الذي يمكننا أن نصفه بأنه الصحفي الأكثر تأثيراً في الولايات المتحدة، بوصف تنظيم داعش الإرهابي بأنه “نسل أيديولوجي” للمملكة العربية السعودية.

بدورهم قام السياسيون بتناول مواضيع مماثلة: سيغمار غابرييل، نائب المستشارة الألمانية ميركل، اتهم المملكة العربية السعودية، مؤخراً، بتمويل التطرف الإسلامي في الغرب. وأضاف: “علينا أن نوضح للسعوديين أن وقت صرف الأنظار قد ولّى”. في بريطانيا، دعا اللورد أشداون، وهو الزعيم السابق لحزب الديمقراطيين الأحرار، إلى إجراء تحقيق في “تمويل الجهاديين” في بريطانيا، وأشار إلى المملكة العربية السعودية.

وترى “فاينانشيال تايمز”، أن هذه الزيادة المفاجئة في القلق حول المملكة العربية السعودية، في جزء كبير منها، يرجع إلى الصعود الكبير لتنظيم داعش الإرهابي. صانعو السياسة الغربيون يعرفون أن المعركة مع الجهاديين هي معركة حول الأفكار بقدر ما هي معركة بنادق وسلاح. ملفتةً أنه عندما نبحث عن مصدر وجهة النظر العالمية للدولة الإسلامية، فإنه يبدو أنها تنبع، بشكل متزايد، من الفلسفة الوهابية التي تروج لها المؤسسة الدينية السعودية.

وتعزو الصحيفة البريطانية، أن تطورات أخرى أسهمت في إضعاف النفوذ السعودي في الغرب. ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة قد جعلت الغرب أقل اعتماداً على النفط السعودي. وفي الوقت نفسه، فإن الاضطرابات في الشرق الأوسط قد سلطت الضوء على السياسة الخارجية السعودية، مع تزايد الانتقادات لها مع المستوى المرتفع لاستهداف المدنيين الناجم عن التدخل العسكري السعودي في اليمن، ودور الرياض في سحق انتفاضة في البحرين في عام 2011.

وتقول الصحيفة، إن النقاد الغربيين للمملكة العربية السعودية، يرغبون في أن يروا أن انتقاداتهم تؤتي ثمارها. إنهم يتهمون حكومات بريطانيا والولايات المتحدة باللهث خلف المال السعودي. وقد أشار اللورد أشداون إلى نفوذ من أسماهم بـ”أثرياء الخليج” في السياسة البريطانية. ولا تزال المملكة العربية السعودية، أيضاً، سوقاً بالغ الأهمية لصانعي الأسلحة الغربيين. على مدى الأشهر الـ18 الماضية، وافقت الولايات المتحدة على بيع أكثر من 24 مليار دولار من الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية.

وتختم الصحيفة تقريرها بأنه ربما حان الوقت لإعطاء السعوديين الاختيار: إما إطلاق سقف الحريات الدينية لجميع الطوائف والأديان، أو مواجهة نهاية التمويل السعودي للمساجد في الغرب.

*وكالة خبر