الخبر وما وراء الخبر

السيدة الزهراء عليها السلام .. مدرسة العطاء

57

بقلم | إكرام المحاقري

في جاهلية مظلمة كظلام ليل دامس أشع النور بولادة الزهراء عليها السلام ؛ لتكون نوراً مبيناً في الدنيا ، وحجة بينة للمؤمنين بأخلاقها وعظيم إيمانها وطهارة عفتها لتتمثل بذلك منهجاً بل مدرسة للعالمين.

نعم الزهراء عليها السلام هي مدرسة في العطاء والبذل والتسليم لدين الله سبحانه وتعالى، هي المرأة المؤمنة القانتة الصائمة المجاهدة الخاشعة لربها ،وهي بضعة الرسول وقطعة من كبده ، وهي زوج باب علم الرسول صلوات الله عليه وآله “الإمام علي عليه السلام”.

هي ذات القرآن وخلق الأعلام وقلب الإسلام ، هي عفة مريم بنت عمران وصبر آسية زوجة فرعون ، وقوة إيمان أم موسى عليهن جميعا من الله أقدس السلام.

هي سيدة نساء العالمين، سيدة نساء أهل الدنيا والآخرة ، هي قمرٌ منيرٌ يشع هداية وعلما لمن أستنار به في دياجير الظلمات . بل هي مشكاة نور توقد نورها من عمق القرآن الكريم.

جاهدت في سبيل الله بنفسها وبأبنائها وبعلها . لم تخذل الدين بل كانت لدين الله تاج عزة وكرامة بجميع مواقفها العظيمة.

تخلّد ذكرها في سطور سورة الإنسان ، ليتجسد للعالمين ماهية كرم وجود وبذل الزهراء عليها السلام ، وماهية عظمتها وإيثارها في إطعام المستضعفين من القليل الذي لديها . ومدى ثقتها بوعد الله الملك الجليل.

وكان لها مكانة خاصة . وقد ذكرها الرسول محمد صلوات الله عليه وآله ، فهو من قال عنها “فاطمة بضعة مني وأنا منها، فمن آذاها فقد آذاني، من آذاني فقد آذى الله” .ذاك هو شأن الزهراء ومقامها عند الله وعند رسوله.

ساندت الرسول محمد صلوات الله عليه وآله في مشوار رسالته التي أرسله الله بها وناصرته وكانت له نعم الولية المؤمنة؛ وساندت الإمام علي عليه السلام في مواجهة الكفر والطغيان والنفاق فتجسد فيها قوله تعالى ” المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ”
جعلت من منزلها مسجداً يذكر فيه إسم الله ويتلى فيه كتابه .

ربت أبناءها تربية إيمانية شاملة متكاملة ، تربية الجهاد والإستشهاد والذود بالنفس من أجل الله وفي سبيل الله.

كذلك الزهراء عليها السلام كانت ناصرة للحق ، وعدوة للباطل ، ونهجاً قويماً وصراطاً مستقيماً لمن أقتدى بها وأتبع خطاها، كيف لا وهي سيدة نساء العالمين.

فمهما تكلم اللسان ، ومهما كتبنا نثراً من البيان ؛ فلن نؤتي السيدة الزهراء عليها السلام حقها ، ولن نوفيها ذكرها ، ولن نوصل للعالمين مقامها ، لكن لايجدر بنا إلا أن نسارع للاقتداء بها وإنتهاج نهجها ” وليكن حلم كل إمرأة مؤمنة هو أن تكون كالزهراء عليها السلام”.