الخبر وما وراء الخبر

الشرعية المعترَف بها صهيونياً

30

بقلم / إبراهيم السراجي

احتفل جانبٌ من مرتزِقة العدوان (جناح الإصلاح) بالذكرى السابعة لتسلُّمِ الفارّ هادي السلطة لمدة عامين بموجب المبادرة الخليجية التي حلت محل الدستور. قد تكون الكلماتُ السابقة كافيةً لوصف أكذوبة ما يسمى “الشرعية”؛ لأَنَّ السؤالَ هنا هو: كيف تحتفلون للمرة السابعة على التوالي بتولي الفارّ هادي السلطة والتي يُفترَضُ أنكم تحيون الذكرى الخامسة لنهاية ولايته الرئاسية!

خلال اليومين الماضيين، تابعت ما قاله الصحفيون والنشطاءُ الذين يستلمون مرتباتهم من يد السفير السعودي، ولفتني ما كتبه صحفيٌّ إصلاحي قال بالحرف الواحد: “‌‎الذكرى السابعة للرئيس هادي، الرجل الذي تآمر عليه القريب والبعيد، تآمر عليه الحرس الجمهوري، والحرس الخاص والأمن العام والمركزي والقوات الجوية والبرية والبحرية، وتآمرت عليه وزارة الدفاع والداخلية والأمن السياسي والأمن القومي، وخذله الشعب وخذله بعض أبناء جلدته من الجنوب لكنه انتصر”!!. بعيداً عن أنه حتى مسألة انتصار الفارّ هادي ليست واقعيةً بالمطلق، لكن كيف لهؤلاء أن يرَوا أن الفارَّ هادي مرفوضٌ من قبل الشعب والجيش والأمن ويتمسكون به رئيساً لليمن من غرفة بفندق في الرياض؟ ومن أين يأتي هؤلاء بالبجاحة التي تجعلُهم يتفاخرون بانتصارِ الفارّ هادي على الشعب والجيش والأمن ويرون في الوقت ذاته أنه الشرعيةُ وأنه رئيسُهم؟

 

هي بالفعل بجاحة لا تليقُ إلا بالمرتزِقة، لكنها بقراءة أُخْـرَى تؤكّــدُ أن هؤلاءِ المرتزِقةَ يدركون أن الفارّ هادي لم ولن يكون رئيساً لليمنيين بل شمّاعة يستخدمُها الخارجُ، على رأسه الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية؛ لفرض هيمنتهم على اليمن بالقوة، وهم بدورهم يحدّدون له تحركاته بل ويمنعونه من دخول عدن، لدرجة أن تقريرَ خبراء مجلس الأمن الذي صدر مؤخراً لم يجد أيَّ مؤشر على وجود سلطة في يد الفارّ هادي سوى أن أورد التقريرُ أنه -أي الفارّ هادي- تمكّن من دخول عدن في يونيو الماضي وبقي فيها لأسابيعَ، مشيراً بوضوحٍ إلى أن سلطةَ الأخير تتآكل بشكل ملحوظ، وأن التضارب في أجندة “التحالف” تقف وراء ذلك، ما يعني اعترافاً دولياً بأن الفارّ هادي شماعةٌ لتحقيق أطماع دول العدوان ولو حتى على حساب سلطته هو.

اليومَ وبعد سبع سنوات من الوصول المشئوم للفار هادي إلى السلطة وبعد أربعة أعوام من العدوان يصبح أمامنا أكبر نموذج في التأريخ لرئيس فقد الشرعية، فإذا كان الرؤساء تنتهي ولايتهم بانتهاء مدتها فقد انتهت ولاية الفارّ هادي قبل خمس سنوات، وإذا كانت تنتهي بالاستقالة فقد فعلها الفارّ هادي وإذا كانت دستورياً وبموجب مخرجات الحوار الوطني (أحد مرجعيات الحل في اليمن) نجد أن الفارّ هادي فقد الشرعية باستدعائه عدواناً خارجياً وفقد تأييد قيادة الجيش، وهو ما اعترف به ناطقُ العدوان السابق عندما قال إنهم بنوا جيشاً للفار هادي من الصفر، ناهيكم عن فقدان الفارّ هادي لتأييد السلطة التشريعية ممثلة بمجلسي النواب والشورى وفقدانه أيضاً تأييد السلطة القضائية وفقدانه كذلك لتأييد الحزب الذي ينتمي إليه والذي قام بفصله بالإجماع قبل العدوان وناهيكم أيضاً عن بقائه في الخارج لعدة سنوات، ما يعني فقدانَه السلطةَ بحكم الأمر الواقع.

 

وحدَه الفارّ هادي من جمع في شخصه كُــلّ الأسباب القانونية والدستورية؛ لتجعل منه فاقداً للشرعية، وفي الوقت ذاته وحدَه الفارّ هادي من يراهن على الخارج لفرض شرعيته ولذلك يدأب هو والمرتزِقة على التذكير بالاعتراف الدولي به وبحكومته وليس بالرهان على التأييد الشعبي.

 

بعد 7 سنوات من توليه السلطة بانتخابات هي الأكثرُ هزليةً في التأريخ وبعد 4 سنوات من عدوان هو الأكثر إجراماً في العالم لم يجد الفارّ هادي وتحالف العدوان من سبيل لتأكيد شرعيته سوى الجلوس إلى جانب نتنياهو رئيس وزراء الكيان غير الشرعي الوحيد في العالم وذلك خلال مؤتمر وارسو.