الخبر وما وراء الخبر

تعليم المرأة واهتمام الغرب بها؟!

167

بقلم / بشرى عبدالرحمن


عندما نلاحظ  الاهتمام الشديد من قبل الغرب ــ يهود ونصارى ــ بتعليم المرأة المسلمة، والاهتمام بمحو أميتها، وقيام منظمات تتبع الأمم المتحدة بفتح معاهد ومراكز تدريب في الشرق الأوسط من أجل ذاك، وتبذل الغالي والنفيس من الأموال لتحقيق هذه الغاية!!

عندما نلاحظ هذا الأمر، ونقرأ في نفس الوقت قوله تعالى عن اليهود والنصارى : (ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم ) [آل عمران، 19] نتصور أن هناك تعارض شديد ما بين القرآن والواقع، وقد يؤدي أيضا إلى اختلاط الأمر عند الكثيرين..

فهو يرى الاهتمام الشديد من اليهود والنصارى بتعليم المرأة، مما يدل على أن هؤلاء يحبوننا، ثم يقرأ آية صريحة بأن هؤلاء لا يحبوننا، ولا يحبوا لنا أي نوع من أنواع الخير!!

والحل لهذه الاشكالية قد وضحه لنا السيد الحسين بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه عندما قال في ملزمة [من نحن ومن هم] بالحرف الواحد: “لولا أن اليهود واثقون بأن التعليم الذي تتقبله المرأة من هنا وهناك، من داخل المناهج، ومن وسائل الإعلام، ومن الثقافة العامة، من هنا وهناك، لولا أنه بالشكل الذي يجعل المرأة كما يريدون هم، لما انطلقوا، ولما بذلوا أموالهم، ولما ألحوا علينا أن نعلمها” انتهى كلام السيد..

ومن خلال حديثه يتضح لنا أن تفانيهم في  الحث على تعليم المرأة في البلاد العربية خصوصا ما هو إلا من أجل خدمة مشروعهم الكبير الاستعماري لهذه الأمة، حيث وأن التعليم الذي ستتلقاه المرأة العربية المسلمة إما من قنوات التلفزيون، التي يسيطر عليها وعلى سياساتها اليهود والنصارى، والتي كلها غزو فكري مدمر، أو ما ستتلقاه من المجلات والصحف والتي تخضع 95% منها  لسياسات الغرب، أو حتى المناهج الدراسية في المدارس والجامعات والتي أصيغت وعممت على كافة أقطار الدول العربية بالشكل الذي يخدم مشاريعهم الاستعمارية في المجمل، ولن تُخرّج لنا نساءا قادرات على تربية وبناء جيل قوي والواقع خير شاهد.

ولهذا عندما ننظر إلى الواقع العربي نجد أن نسبة كبيرة جدا من النساء المتعلمات في أمتنا العربية، وبعد أن أصبحت تعرف القراءة والكتابة، تأثرت تأثرا كبيرا بالغرب، تأثرت بالأشياء السيئة فيه، والتي تتعارض مع مبادئ دينها، فقد تعلمت ثقافة زائفة مغلوطة، وأصبح جُلّ اهتمامها في تبرجها، مظهرها، برستيجها، واعتقدت المرأة في البلاد العربية أنها ستكون امرأة منافسة للمرأة الغربية إذا كان مظهرها مثلها!! أنها ستكون امرأة متطورة إن حصلت على الحرية التي تحظى بها المرأة الغربية حتى ولو كان ذلك مناقضا لدينها!!

وبهذه الثقافة والاعتقاد تكون قد حققت للغرب [اليهود والنصارى] ما يصبون إليه، وبهذا التعليم تصبح المرأة العربية المسلمة كما قال السيد حسين بن بدر الدين الحوثي سلام ربي عليه : “يريدون للمرأة  أن تصبح وسيلة لإفساد الرجل، إضافة إلى  كونها وسيلة لإفساد أبنائها، امرأة تظهر وهي تلهث وراء أن تقلد كل مظهر مهما كان منحطا”..

وفعلا.. حدث الكثير مما سبق في نساء أمتنا العربية، حتى وصل الأمر بالغرب إلى حث المرأة خصوصا، والرجل عموما إلى الحد من الإنجاب، الحد من النسل!! فأصبحت الكثير من النساء لا تنجب إلا طفل أو طفلين خوفا على رشاقة جسمها، أو حتى لا يعيقها عن طموحاتها ومشاريعها خارج المنزل، وأصبحت الأم تلجأ إلى الرضاعة الصناعية خوفا على جمال صدرها، وأصبحت المرأة العربية المتحضرة! تعهد إلى المربية في كل شؤون أطفالها!!

وفي هذا السياق يقول السيد الحسين بن بدر الدين الحوثي سلام ربي عليه أن الغرب أراد للمرأة العربية المسلمة أن: [تتعلم كي تصبح في الأخير امرأة بعيدة عن أن تنجب عربيا مسلما، بعيدة عن تنجب وتربي أبطالا مسلمين، بل ستربي جنودا صهاينة، وتنجب وتربي مجتمعا وأجيالا يتحولون إلى خدام لهم].

وعندما نتأمل الواقع سنجد أن الكثير مما قاله السيد الحسين سلام الله عليه قد تحقق فعلاً، فالأم عندما تكون قدوتها الممثلة الفلانية، عربية كانت أو غربية، والأم عندما تشاهد المسلسلات والأفلام المدبلجة الهدامة وإلى جانبها أطفالها ذكورا وإناثا، بالله عليكم كيف سيكون النشء؟

وبهذه الثقافات المغلوطة والكيدية من الدول الاستعمارية لليهود والنصارى تتهدم الشعوب العربية الإسلامية من الداخل، وتصبح مدجّنة لليهود والنصارى، فيسهل احتلالها وتقسيمها.

ومن خلال ما قدمه وبينه لنا السيد الحسين سلام الله عليه تنكشف لنا الآثار الخطيرة التي تلحق بمن يتبع سبيله هو لا سبيل الله، وهي (الضلال) الذي يصل إلى درجة أن لا يعرف المسلمون من هم، وأن لا يعرفوا أعدائهم، ولا يعرفوا طريق جنته، و أنه لا يمكن الخروج من هذا التيه الرهيب جداً إلا عن طريق القرآن الكريم ومن خلال القرآن نستقرأ الأحداث.