الخبر وما وراء الخبر

طوفان العزة

62

بقلم | هناء الوزير

اليمن في محراب الجهاد يتفجر غيرة وحمية دفاعا عن حُرم الله التي ينتهكها المرتزقة والعملاء المهرولون في تسابق محموم نحو الولاء والارتماء في أحضان اليهود
والنصارى، وردا على كل المسوخ من زعماء العرب الذين باعوا قضية فلسطين متوسلين لشياطين الانس من اليهود والأمريكان بدماء اليمنيين
لتعلن نهاية كل خطوات التطبيع مع إسرائيل، ووقوفا في وجه من يجاهرون بالفجور ،وارتموا في أحضان السعودية أولا، حتى اعتادوا العهر وانعدم الحياء فانتهى بهم الأمر إلى الارتماء في أحضان أمريكا وإسرائيل في تلك الرباعية المشبوهة المنعقدة في وارسو.
خرجت اليمن رجالا ونساءً وأطفالا كلهم على قلب رجلا واحد، يهتفون بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل في مشهد قلّ أن تجد نظيره ،أينما درت ببصرك في كل العالم .

الملايين من الأحرار خرجوا في طوفان بشري يصدح بالموت لإسرائيل ، وفيه من العزة والعنفوان ما يجعله كفيلا بأن يجرف الطغاة والعملاء والمطبعين، والساكتين والشامتين والمحايدين وكل من انساق وراء تضليل الحقائق وتشويهها على مدى سنوات العدوان الماضية.

ولتعلن حقيقة مشروع التطبيع والخنوع، التي بدت واضحة جلية لكل من كان له قلب ،أو ألقى السمع وهو شهيد.

وليعلم العالم أن محور المقاومة وفي مقدمتهم اليمن الحر العزيز لن يقبل يوما بالتفريط في قضيته وقضايا الأمة الرئسية وفي مقدمتها فلسطين – حتى وإن تخلى عنها الفلسطينيون أنفسهم – ولمن لازال في قلبه ذرة شك، انظروا لطوفان العزة والكرامة من النساء والأطفال والرجال الفتية والكهول، وهم يضجون شموخا وإباء في كل الساحات اليمنية رفضا للتطبيع ووأدً لمشاريع الهيمنة والاستعمار، التي انكشفت بعد أن سقطت ورقة التوت الأخيرة في وارسو فاضخة سوءاتهم، ولتكشف عورتهم المستورة بالكاد…وصرختهم واحدة لاتراجع فيها
(الموت لأمريكا -الموت لإسرائيل)
والموت لكل الأذناب.

بأنوف شامخة، ورؤوس علية، وحمية يمنية عربية ، ستسحق كل من فرطوا وباعوا القضية، متزلفين لمن يدعي أنه يصنع التاريخ من جديد ظنا منه أنه قد انتصر وبلغ مراده ، ولكن هيهات له وأنى لك ذلك في بلد لا ينتصر فيه إلا الشرفاء الأحرار ،ولا مكان فيه للعبيد.

وهاقد تلقف اليمانيون بخروجهم ومحقوا وسحقوا كل مشاريع الذل والتطبيع ،واشتروا قضية فلسطين بدمائهم وصدورهم وثباتهم مجسدين بذلك أنهم أصل الحضارة والعروبة ، وليس ذلك للساقطين من شلة الفنادق والمرتزقة.

وليتحول حلم إسرائيل ونتنهم إلى لعنة ستلاحقهم أينما اتجهوا ،وليتذكروا دائما أن في اليمن رجالا ونساء يهتفون كل يوم ( الموت لإسرائيل) واثقين بالله،وأياديهم قابضة على الزناد ،ورؤوسهم تعانق السماء فخرا وعزة استمدوها من عزة الله (ولله العزة ولرسوله جميعا) (وأن العزة لله جميعا)؛ ولتعلق في عقولهم وأذهانهم تلك الصورة المتدفقة لطوف اليمن الشامخ، وليستعدوا يوما لأن يجرفهم إلى مزبلة التاريخ…وستنتصر اليمن،وسينتصر الحق…فضمير اليمن الحي – رغم جراحه ونزيفه – لازال مفعما بالحرية والعزة ،ولن يقبل بغير النصر خياراً ولتبقى صرخته شعار كل حر أبي لايقبل الضيم والهوان والتنازل عن القيم والثوابت.