الخبر وما وراء الخبر

رغم جراحنا في اليمن فالقدس قضيتنا “الاولى”

35

ذمار نيوز | مقالات 13جماد ثاني 1440هـ الموافق 18 فبراير، 2019م

بقلم | إكرام المحاقري

هو ذاك الموقف اليماني الأصيل الذي لا يقبل ولن يقبل بتطبيع علاقات مع الصهاينة الغاصبين.

رجال اليمن ونسائها، كبارها وصغارها، باختلاف أطيافهم ومذاهبهم وثقافتهم ، اليوم وفي طوفان بشري هائج ، وإنتفاضة ثورية مدوية ، وقفوا موقف الإعتصام بحبل الله والبراءة من أعداء الله.

خرجوا بصحوة عظيمة وبصيرة ثاقبة ، ووعي قرآني ، وموقف محمدي ، وقوة علوية، وحكمة يمانية،وثورة سبتمبرية.

رفضوا التطبيع مع الصهاينة رفضاً علنياً بصرخة مفادها الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، ولعنة اليهود.

وانتصروا لله ، وكبروا الله قبل ذلك لتصغر في أنفسهم كل القوى الشيطانية الإستعمارية التي قهرت الشعوب ، ونهبت خيراتها وسفكت دمائها.

هؤلاء هم “اليمنيون” رغم جراحهم وتكالب الأعداء عليهم!! إلا أنهم لم يقبلوا لأنفسهم أن يكونوا في مقام المتفرج الخانع ، فكل واحد منهم يقول القدس قضيتنا الأولى، ولن نقبل بالصهاينة مهما كانت التحديات.

فعندما تغضب الشعوب تنتصر لقضيتها وتثأر لدماء شهدائها ، وتسير في خط الثورة حيث لاتراجع ولا سكون ولا قبول بالظالمين، حيث لم يقبل الله بهم ولم ينالهم عهدة وتوعدهم بعذابه الأليم.

وبثقافة القرآن الكريم صرحت الحشود المليونية نساءً ورجالاً كباراً وصغاراً ، شباباً وشيوخاً ” هو ان ديننا لا يسمح لنا بأن نتولى اليهود والنصارى وأن أعداء الله هم أعداؤنا . ولن يجدوا منا غير العداء والرفض والمواجهة حتى يحق الله الحق بأيدي المؤمنين.

وكذلك أسر الشهداء لم يغيبوا عن المشهد ، فقد كانوا في أول الصفوف يصرخون وينددون ويستنكرون لحال أمة خذلت الله وخذلت القرآن وخذلت النبيين وتنكرت للدين وللنهج القويم.

وعاهدوا أبناءهم الشهداء
“رغم جراحنا الا ان القدس لنا هي قبلة المسلمين” وفي هذا الزمن هي قبلة الأحرار ووجهتهم.

والمرأة اليمنية الزينبية كان لها حضورها البارز في ساحة البراءة من اليهود ونصرة القدس والمسلمين ، حضور العقيلة زينب عليها السلام في وجه يزيد ، حضور شامخ حر أبي ، جسدت به مدى ثقافة المرأة اليمنية وصحوتها تجاه المخططات الصهيونية التي تكيد للمرأة المؤمنة كيدا مبيناً من أجل إسقاطها في مستنقع التفريط والتنصل عن مسؤلية الجهاد ومساندة رجال الرجال.

نعم هو يوم تاريخي عظيم سيسجله التاريخ في صفحاته الخاصة بالصادقين ، حيث جسد اليمنيين اليوم في هذه الإنتفاضة الرافضة اللوبية الصهيونية، صورة يتعلم منها العالم ما معنى الإيثار والاخلاص والإنتصار للقضية ولو من تحت الأنقاض.

دمتم في خير أيها الشعب اليمني الأصيل ودامت مواقفكم هذه ذخيرة تساندون بها جميع الشعوب المستضعفة وتنصرون بها القدس المحتلة المظلومة ، ودامت ثقافتكم القرآنية شوكة في حلق العدو الغاصب تمنعه من التنفس والأمان.

ودمتم يا “شمال” اليمن فخراً للدين وخلفاً لرب العالمين وسلام الله عليكم وعلى الإمام علي عليه السلام إذ قال فيكم مفاخر “لو كنت بواب على باب الجنة لقلت لهمدان إدخلوا بسلام.