الخبر وما وراء الخبر

اليماني في أحضان نتنياهو مسرحية غزلية واليكم ابعادها وخلفياتها.

139

ذمار نيوز.| تقارير | زين العابدين عثمان 11 جماد ثاني 1440هـ الموافق 16 فبراير، 2019م

لم يكن الاجتماع الحميمي بين وزير خارجية هادي خالد اليماني ورئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو في مؤتمر وارسو بالغريب او الغير متوقع لانها ليست المرة الاولى الذي تنفضح فيها مثل هكذا اجتماعات مباشرة وعلنية فقد سبق وان اجتمع ممثلين من حكومة هادي مع مسؤولين اسرئيليين في محافل دبلماسية سابقه بواشنطن وغيرها لكن ما هو ملفت في اجتماع اليماني ونتنياهو يوم امس الخميس في وارسو هو الظهور الوقح والغزل الدبلماسي الغير مسبوق الذي حصل بينهما والبروتوكول الممنهج الذي تعمد وضع اليماني كجليس يتوسط نتنياهو ووزير خارجية امريكا مايك بومبيو على طاولة واحدة دون غيره من المسؤولين العرب المتواجدين وهو ما يعكس حزمة من الابعاد والدلالات الجيوسياسية المهمة منها:

الاهتمام الاسرائيلي الكبير بمايجري في اليمن من احداث جيو استراتيجية وماوصلت اليه الة الحرب السعودية الاماراتية من مستجدات كونها الالة الوحيدة المتبقية التي تعول عليها اسرائيل لتثبيت مشاريعها واطماعها باليمن خصوصا مشروع صفقة القرن التي لا يمكن ان يكتب لها النجاح دون السيطرة على اليمن وموقعه الجغرافي والاستراتيجي .

نية اسرائيل في فتح قنوات مباشرة وعلنية بين حكومة هادي ومسؤوليها وافساح المجال للاول في اعتناق موجة التطبيع العربي مع اسرائيل باسم الجمهورية اليمنية ليس حبا فيهم طبعا ولكن لتوسيع دائرة الدول العربية المطبعة مع اسرائيل لتشمل اليوم اليمن ايضا وما جلوس خالد اليماني جوار نتنيهاهو بتلك الطريقة الغزلية سوى خطوة متعمدة ومنسقه مسبقا هدفها الاساسي 《محاولة تشويه الموقف اليمني المقاوم والمعادي لاسرائيل امام الرأي والاعلام العالمي وايهام الاخير بانه اصبح من الدول الذي تقبلون بالتطبيع مع اسرائيل واتخاذ من ايران العدو الاساس وهذا طبعا كان جوهر برتوكول ابراز لوحة اجتماع اليماني ونتنياهو وووزير خترجية امريكا مايك بومبيو بتلك الحفاوة الدبلماسية امام كاميرات الاعلام الدولية والاقليمية .

لا يزيغ عنا ان اسرائيل وخلال العدوان الهمجي لتحالف السعودية والامارات على اليمن عملت على دعم هذه الحملة وقامت بتوفير كل ما يحتاجه من وساىل ومعدات عسكرية وشرعنة دولية فهي اي (اسرائيل ) المستفيد الاول قبل امريكا من العدوان والحرب على اليمن فهي المؤسس الاول لهذا العدوان الذي لم يأتي اصلا الا تلبية لسياساتها العدوانية والاستعمارية، فالعدوان على اليمن الذي انطلق في 26 آذار مارس 2015 كان تلبية لتصريحات رئيس وزراء الكيان نتنياهو الترويجية الشهيرة الذي اطلقها قبيل حصوله بايام التي تتضمن << ان باب المندب يعتبر بالنسبة لاسرائيل اولوية عليا اهم من البرنامج النووي الايراني وان مايحصل باليمن من متغيرات يهدد الوجود و الامن القومي الاسرائيلي بالمنطقة ولابد من التعامل معها >> .

بالتالي فالعدوان على اليمن حاليا هو اسرائيلي بامتياز ولا غبار في ذلك يحمل اجندات ومصالح اسرائيلية ومشاريعها التوسعية بالمنطقة التي في طليعتها 《مشروع صفقة القرن》 التي تسعى باسناد امريكي لتحقيقها في ظل اعقاب الفترات القادمة والتي ترتبط بروتوكولاتها الجيوبيليتيكية بالسيطرة الاسرائيلية المباشرة على جميع بحار المنطقة والشرق الاوسط ابرزها البحر الاحمر الذي يعد اهم بحار الشرق الاوسط من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية والامنية ومن اجل ذلك فلا بد من السيطرة على اليمن جغرافيا واستراتيجيا كونه هو من يهيمن ويتحكم كليا على البحر الاحمر بمضيق باب المندب الذي يعتبر ممرا دوليا يهيمن ويتحكم بربع صادرات العالم الاقتصادية و ايضا على منظومة الامن القومي الاقليمي والدولي ، لذا مسالة العدوان على اليمن كان امرا الزاميا على اسرائيل وحلفاءها بالمنطقة (السعودية والامارات) لانهو الالة الوحيدة امامها في سبيل السيطرة على البحر الاحمر ولإنجاح مشروع صفقة القرن او ما يعرف باسرائيل الكبرى بالشرق الاوسط .