الخبر وما وراء الخبر

ثقافة الارتزاق والتّصالح مع الذّات.

53

ذمار نيوز | مقالات 8 جماد ثاني 1440هـ الموافق 13 فبراير، 2019م

بقلم | أشواق مهدي دومان

في الحديث عن تصالح الإنسان مع ذاته لنتأكد أنّ المقاتل ضدّ العدوان هو أكثر النّاس تصالحا و راضيا عن ذاته و لهذا يتقدّم و ينتصر شهيدا أو مجيدا بينما العكس صحيح فالخونة يقاتلون تحت رايات متناحرة متنازعة تنعكس على و في نفوسهم معاركا تهزمهم من داخلهم ، فلا ينتصرون و لن ينتصروا ،،و لو تصالحوا مع أنفسهم لعرفوا أنّ من يقاتل دون عرضه و أرضه فهو في سبيل اللّه وهذا الفريق هو فريق رجال اللّه الذين يلتفّون حول قائد واحد هو السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي ، و أما جنرالات و قوادو التّحالف ، أقصد : قادة التّحالف العدواني ومرتزقتهم فقد كثروا وأصبحوا كعدد دجاج جارتنا ، وتشتّتوا بين بني سعود و زايد، وما عادت لهم هويّة ، ولا عادت لهم روح حقيقيّة فنجدهم كبيت العنكبوت ولعلّ ما يحدث خلف الكواليس من تناحر لقادة الارتزاق في فنادق وشقق المستعمرين هو أقوى دليل على تناحر أرواحهم وعلى فصامهم وتشتتهم ذهنيا ونفسيا و أيدلوجيا حيث يجرّم بعضهم الآخر ما يوحي بعدم تصالحهم مع ذواتهم ، فكيف لذات لا تتصالح مع من يتسمّى فيها و هو الإنسان (الذي تتشكّل فيه) أن تنتصر ؟!.

وبالتالي : كيف لذات أن تتصالح مع من حولها و هي ( أساسا) غير متصالحة مع نفسها ؟!، و قد شاهدتُ بالأمس نهاية حلقة الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة ولفتني كلام ذلك الإخوانجي الذي كان في المقابل مع لبناني يذوب في بني سعوزايد ذوبان الملح في الماء ، وفي الاتجاه المعاكس ذلك اليمني الإخوانجي الذي تفرّقت به الطّرق وتشتّت به المواجع حين تشارك فيه أكثر من شيطان ، فهو يعترف بأنّه يوما أيّد العدوان على بلاده ، فاكتشف بغباء الإخوانجي وإحساسه البطيء أنّ الإمارات تتخلّص منهم و إن كانت إلّا مستعمرة بريطانيّة ، والمسكين يكتشف (أيضا) مؤخرا أنّ السعوديّة (مستعمرة أمريكا ) هي شقيقة الإمارات ، و لهذا فقد بدا حنقه منهما و لكن في الوقت ذاته لازال يكره من يطالبه بالرجوع إلى أرضه و الالتفاف حول الوطن ووضع الكفّ على الكفّ لمواجهة العدوّ الحقيقي لليمن أرضا وشعبا ، لازال يحقد على الحوثي(قولته) وتتناثر من بين شفتيه ثارات العقد المذهبيّة على قائدنا المغوار قائلا ومحرّضا أسياده : (بتصرف ) :،، التحالف لم يقتل الحوثي في الصالة الكبرى ،،التحالف لم يقتل الحوثي يوم قصف بثينة عين الإنسانية ،،السبعين في إحدى احتفاليات الحوثي كان فيه كلّ المقاتلين و مع هذا ما قصفهم التحالف،،.

فما رأيتني إلّا أقول: ” قد اليهودي يهودي ولو اسلم “، والخلاصة في قوله (تعالى): “ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتّى تتبع ملّتهم”؛ و هذا المسكين سبق ووالى يهود الحجاز والخليج ، وتآمر على هويته اليمانيّة التي ربطها بأربابه فاعتادت أن تكون ذليلة مستعبدة ؛ ولأنّه جرّب موالاتهم فلن يتصالح مع نفسه ، ولازالت تلك العقد في نفسه على من يدافع عن أرضه بثبات و هو في الخارج يتنطّع ويتسكّع بين أحذية حكّام الخليج يطلبهم الرّحمة والغوث، و حقّا : “ما يعزّ اللّه هيّن “.