ما خلف الخطوط العريضة لكلمة الشرقي في حفل تكريم أوائل الطلبة بمحافظة ذمار.
ذمار نيوز.| تحليلات| فؤاد الجنيد7 جماد ثاني 1440هـ الموافق 12 فبراير، 2019م
في حفل تكريم أوائل الجمهورية والمحافظة من طلبة المرحلتين الأساسية والثانوية بمحافظة ذمار، كان للأستاذ فاضل الشرقي مسؤول أنصار الله بالمحافظة، رؤية حقيقية لمشروع بناء الأجيال على ضوء مشروع الشهيد الصماد “يد تحمي ويد تبني”، وهو ما كشفته الخطوط العريضة في كلمته المقتضبة التي اختزلت في حروفها كل شيء. والمتأمل لذلك بعمق سيجد لكل عبارة مدلولا، ولكل كلمة ما وراءها من المأمول من هذه النخبة العلمية التي تتفرد باقتدار في منصات التتويج.
جوهر المستقبل
يرى الشرقي في الأوائل والمتفوقين، وعد النخبة العلميّة لمجتمع يعاني المرارات بغد أفضل وحياة أطيب، في ظل الإيمان والعدل والعزة لٍما يتَّصفون به من حماس ونشاط، وبطولة وإبداع، وتفتّح ذهن، وسعة خيال، وهمّة عالية، وإرادة ماضية وقلب طاهر وميل إلى الفضيلة والمُثُل العليا، ويرقَبُ فيهم النخب الثقافية والعلمية ونواة المجتمع الصلبة، وعقله المفكر، وطاقته الغنية، وقوته المعنوية، وأجنحته التي يحلّق بها عاليًا، وينتظر منهم كما فازوا في الامتحانات الرسمية أن يفوزوا في مباراة الحياة، في ظل ملامح شخصية المتخرج في مدارس ثقافة القرآن، وشمائل المصطفى التي نشأوا عليها.
تفوق، لا نجاح
يؤكد الشرقي لنخبة المتفوقين، أنّ النخبوية ليست مجرد فخر وشرف، بل هي تكليف مكثَّف ودور مضاعف في صناعة الأحداث، وتوجيه الرأي العام، وصياغة الإنسان في مضمونه الداخلي فكرًا وثقافة، عقائدا وقيمًا، أخلاقًا وأدابًا، ليكون كلٌّ منهم موجها وقائدًا فاعلا في محيطه وفي محيط المجتمع الأوسع. وبتركيزه بالقول: ” أن النجاح لا يكفي، والمطلوب هو التفوق”، يشير الشرقي إلى إنّ كدحهم يجب أن يكون مسيرة جادة وواعية نحو الأهداف الإلهية للوجود البشري والاستخلاف الإنساني تجسيدا لقوله تعالى: “يأيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحًا فملاقيه”، في مسيرة تحكمها النيّات الصادقة والفضائل الرفيعة، فطاقاتهم نعمة، حباهم الله تعالى بها، ويجب أن يوظفوها بما يرضاه ويحبه. وكما أنهم يُعبدون طريق الدنيا ليكونوا من النخبة العلمية، فليحرصوا أن يتزوّدوا بالتقوى ليكونوا في الآخرة من أصحاب السّبق والفوز بالدرجات العليا والرضوان الأكبر، “والسابقون السابقون أولئك المقربون.
البوصلة نحو الجهاد
وفي حرصه على التكريم ومشاركته فيه بالتحفيز والإشادة، ينادي الشرقي بلسان الحال للمتفوقين بأن يفخروا بربّهم ويعتزّوا بإسلامهم، وأن يكونوا زينًا للمدارس التي تخرجوا منها ودعاة إلى الخير والفضيلة، وأن يكونوا المدافعين عن دينهم والمجاهدين في سبيل الله تعالى، والباذلين المال والنّفس، والغالي والنفيس لرفعة شأن الأمة وسلامة الوطن وأمن المجتمع. وبالإشارة إلى المرحلة القادمة التي تنتظر الطلبة المتفوقين، يخاطبهم الشرقي إيحاء وتلميحا بما مفاده: “وكما أحرزت وتُحرز نخبة مجاهدة، وفئة عظيمة من الأبطال في الجيش واللجان الشعبية انتصارات متتالية، وفي صفوفها زملاء لكم شاركوكم مقاعد الدراسة، وبعضهم اتّخذهم الله تعالى شهداء، هي نخبة مؤمنة من المجاهدين الأحرار ترسم التفوق انتصارات، والتميز اقتحامات، والنجاح كسر زحوفات وتصدٍ وتنكيل، قلمهم قناصة في معركة العين والسبابة، ومسطرتهم قاصف واخواتها، وهندستهم بدر والقاهر وبركان، إنها سيمفيونية النصر اليماني المكللة بتكريم الله نصرا وشهادة، وأنتم اليوم تتكرمون هنا وعليكم العشم والأمل والركون، نتمنى لكم أن تكونوا، على رغم قلّتكم، فئةٌ يجري الله تعالى على يديها فتوحات علمية وثقافية وتغييرات اجتماعية إيجابية ينصر الله بها الدين والوطن.
دعاة هدى وسلام
يرى الشرقي أن هذه الطريق ستكون محفوفة بالمخاطر والصعاب، فيخاطب المتفوقين في الجزء الأخير من كلمته بما معناه: “انطلقوا وواصلوا مشواركم، وحقِّقوا لوطنكم وامتكم المنافِع والمصالِح المُعتبرةَ عقلًا وشرعًا وأخلاقًا.. وسوف تقابلكم مزعجات كثيرة على جانبى الطَّريق، تُحاول أن تصرفكم عن أهدافكم الشَّريفة، فلا تلتفتوا إليها، وكونوا منها على حذر، وامضوا فى طريقِ تحصيل العِلْم، فأنتُم الأُمَناء على دينِ الله وعلى يُسْرِه وإنسانيَّته: أظهروا رحمته وهدايته للناس، وانشروا تعاليمه السَّمْحَة، وبيِّنوا للنَّاسِ جَماليَّات القُرآن الكَريم وهديه المُطهَّر، ودلوهم على سماحة شريعته الغراء، ولا تركنوا إلى المُنغَلِقين الذين أداروا ظهورهم لفهم دين الله فهمًا صحيحًا كما أراده الله ورسوله، ورهنوا عقولهم لمتصهيني العرب المتأمركين، لدعاة على أبواب جهنَّم من الأخسرين أعمالًا، الذين ضلَّ سعيهم فى الحياةِ الدُّنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.. ، وكأنه يختتم القول: “فأنتم أملُ الأُمَّة، ودُعاة الحق والعدل، والعزة والإباء، تنفرون خفافا وثقالا إذا ما ادلهمت الخطوب، وعند السلم، بدعوتكم ينتشر السَّلام بين النَّاس جميعًا، مهما اختلفت أديانهم وأعراقهم وعقائدهم”.