الخبر وما وراء الخبر

أمام صراحة ترامب.. هل يعقل العرب؟

56

بقلم / زيد الغرسي

” واشنطن لن تغلق أعينها عن نظام ينادي بالموت لأمريكا “..

هكذا أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب بكل وضوح وصراحة في خطابه أمام الكونجرس الأمريكي قبل أيام، ليؤكد مجددا أن السبب الرئيسي في عداء أمريكا لإيران هو تحرر إيران من الهيمنة الأمريكية بعد ثورة الإمام الخميني الذي رفع شعار الموت لأمريكا كتعبير عن رفض إيران للهيمنة الأمريكية وسياساتها الاستعمارية ونفس الحال ينطبق أيضا على بقية محور المقاومة من حزب الله إلى سوريا وحركات المقاومة الفلسطينية وأنصار الله في اليمن.

• أما أسباب العداء الأخرى التي يروج لها النظام السعودي والإماراتي وقوى التكفير كمحاربة الصفويين والمجوس والروافض وسب صحابة رسول الله والدفاع عن الأمن القومي العربي وغيرها ماهي إلا محاولات لشرعنة العداء تجاه محور المقاومة وصبغه بصبغة دينية للاستفادة منها في تجييش بعض السطحيين من المسلمين للوقوف في صف أمريكا والقتال في سبيلها، والا لماذا لم تعادي أمريكا إيران في عهد الشاه بالرغم من أنه شيعي وإيران شيعية في عهده ؟؟ ولم نسمع هذه العناوين إلا بعد ثورة الإمام الخميني التي ناهضت الهيمنة الأمريكية وطردت السفارة الإسرائيلية من إيران ؟؟!!

• وفي اليمن يجدد هذا التصريح التذكير ببعض الحقائق التي تؤكد أن الحروب الست التي شنت على المسيرة القرآنية كانت بهدف إسكات شعار البراءة ” وقد اعترف عفاش بذلك”.

كما تذكرنا بتهديداته قبل الحرب الأولى عندما قال ” إذا لم تسكتوا عن هذا الشعار فسأسلط عليكم من لا يرحمكم ”

وتذكرنا أيضا بأن أمريكا هي من وجهت النظام السابق بشن تلك الحروب حيث شن عفاش الحرب الأولى بعد عودته من أمريكا بيوم واحد فقط ” وتذكرنا بسجن المئات من المكبرين الذين كانوا يرفعون الصرخة في الجامع الكبير بصنعاء وكان ذنبهم الوحيد أنهم كانوا يرددون الموت لأمريكا وكان النظام السابق يرفض الإفراج عنهم إلا بعد أن يتعهدوا بعدم رفع الشعار وهو ما كان يرفضونه، كما تعيدنا إلى أحد الأسباب الرئيسية في العدوان على اليمن وهو محاولة القضاء على ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر التي أخرجت اليمن من الوصاية والهيمنة الأمريكية بعد أن كان السفير الأمريكي يحكمها ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة فيها حتى أطلق عليه البعض ” شيخ مشايخ اليمن”.

وبلغ انزعاجهم من ترديد الشعار طلبهم في إحدى المفاوضات من رئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبد السلام عدم رفع الشعار!! بالرغم من أنه لا يوجد علاقة بين الشعار والمفاوضات السياسية إلا أنه يعبر عن مدى انزعاجهم من الشعار وهذا بحد ذاته رد واضح لكل من يقولون ” ما عيعمل الشعار أمام أمريكا “.

• حاليا لو يعلن قائد الثورة أننا مع أمريكا وفي صفها لوجدتم كيف سيتغير الخطاب الإعلامي لأمريكا ومنافقيهم تجاه أنصار الله مائة وثمانين درجة فبدلا من وصفهم بالمتمردين سيكونون هم الشرعية، وبدلا من حملات التشويه ضدهم سيقدمونهم كعظماء، وبدلا من إطلاق الشتائم والأكاذيب ضدهم سيطلقون عليهم كل عبارات المدح والثناء.

ولو أعلن السيد حسن نصر الله ولاءه لأمريكا لجعلته خليفة للمسلمين وقائد للأمة العربية ولتخلت عن زعماء العرب،

ولو أعلنت إيران قبولها بهيمنة أمريكا لعادت الحليف الاستراتيجي وعاد دورها كشرطي لأمريكا في المنطقة كما كانت في عهد الشاه.

• البعض يغرق في تفاصيل الأحداث التي تشهدها المنطقة لكن ما ينبغي أن نعود إليه لفهم كل تلك الأحداث وتحليلها بالشكل الصحيح هو جوهر الصراع المتمثل في سعي قوى الشر وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل للهيمنة علينا واستعبادنا وإذلالنا واحتلال أراضينا ونهب ثرواتنا ونحن نرفض ذلك استنادا لمبادئنا الإسلامية وقيمنا الأخلاقية وتعاليمنا المحمدية وهو السبب نفسه الذي تكرر في الصراع بين قوى الخير وعلى رأسهم الأنبياء عليهم السلام وقوى الطاغوت في كل مراحل التاريخ.

• أما العناوين الدينية والسياسية التي ترفعها أمريكا وأدواتها من النظامين السعودي والإماراتي وقوى التكفير ماهي إلا محاولات لحرف الناس عن السبب الحقيقي للصراع والاستفادة منها في استقطاب أبناء الأمة للقتال في صفهم فهل يعقل العرب؟