الخبر وما وراء الخبر

صحيفة فرنسية: الإمارات تروج للتسامح وتقمع المعارضة بلا رحمة

73

ذمار نيوز.| صحافة دولية 3جماد ثاني 1440هـ الموافق8 فبراير، 2019م

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن دولة الإمارات التي زارها البابا فرانسيس هذه الأيام تُظهر بأنها تولي اهتماماً كبيراً بمسألة التسّامح والتعايش بين الأديان، لكنها تقمع بلا رحمة المُعارضة السياسية.

وأضافت الصحيفة أن السلطات الإماراتية وإن كانت تحترم نسبياً حرية العبادة والقيم فوق أراضيها باسم ‘‘الإسلام المعتدل’’- تم إنشاء ثلاثين كنيسة في ظلال ناطحات السحاب المتلألئة في أبو ظبي ودبي والشارقة كما أن لليهود مكان للصلاة خاصة بهم في البلاد ـ إلا أن هذا “ التسامح” متعدد الأشكال.

فعلى الصعيد السياسي يظهر القادة الإماراتيون عدم تسامح واضح مع التعددية، حيث يقبع، مثلاً، جميع المعارضين داخل السجون، سواء كانوا إسلاميين أو ليبراليين من المطالبين بإقامة نظام ملكي دستوري. وقد تمت محاكمة معظم هؤلاء المعارضين بتهم من قبيل ‘‘التخريب و المساس بالوحدة الوطنية ونشر أخبار كاذبة’’، في محاكمات وصفتها المنظمات الدولية بأنها ‘‘محاكاة زائفة للعدالة’’. وحذرت هذه المنظمات الدولية كذلك من مغبة تكرر التعذيب وسوء المعاملة في السجون الإماراتية، ناهيك عن وجود حالات من الاختفاء القسري داخل هذه السجون.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن المُمارسات القمعية القاسية والتي اشتدت منذ اندلاع الربيع العربي قبل نحو ثمانية أعوام، تطال أحياناً بعض الأجانب، على غرار الكاتب و طالب الدكتوراه البريطاني الشاب ماثيو هيدجز الذي كان يجري بحثا على السياسة الأمنية لدولة الإمارات. إذ تم اعتقاله وحكم عليه بالسّجن مدى الحياة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بتهمة التجسس، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد ذلك بخمسة أيام تحت ضغط من السلطات البريطانية.

وتابعت ‘‘لوموند’’ التوضيح أن السلطات الاماراتية طورت إمبراطورية للمراقبة والقرصنة الإلكترونية في إطار هوسها بالتحكم في أنشطة خصومها الحقيقيين أو المفترضين، وفق تحقيق أجرته وكالة ‘‘رويترز’’ للأنباء مؤخراً، استند إلى شهادة محللين سابقين في الاستخبارات الأميركية يعملون في أبو ظبي مقابل رواتب خيالية. وقد أظهر هذه التحقيق أن أبوظبي تجسست على اتصالات المعارضين، بمن فيهم أحمد منصور، وشخصيات بارزة من بينها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولكن أيضا على صحافيين أمريكيين.

واعتبرت ‘‘لوموند’’ أن ‘‘الإسلام المعتدل’’ حسب النمط الإماراتي، يحث على الالتزام بهذا الخط السياسي، الذي يُعد الإمام وسيم يوسف الذي يتولى إدارة المسجد الكبير بأبو ظبي أحد أبرز المروجين له. حير يركز هذه الأخير خطبه وتغريداته على مهاجمة السلفيين باتهمامهم بتشويه العقيدة الإسلامية، و أيضا الليبراليين، وأمير قطر والرئيس التركي و إيران. ومع ذلك، لم يسلم الداعية وسيم يوسف هو الآخر من الوقوع في بعض المنزلقات، كما حصل في 2015 حين انتقد قرار بناء معبد لـ‘‘الكفار’’ الهندوس، والذي أدى إلى عزله مؤقتا، كما تشير الصحيفة الفرنسية.

وخلصت ‘‘لوموند’’ في مقالها إلى القول إن الإسلام الذي تدعو إليه السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة ليس مضيئاً بقدر ما هو غير شرعي، إذ أن للطاعة الأولوية على التسامح.