الخبر وما وراء الخبر

نداء الــمهرة.. نداءُ الــوحدة والسيادة

55

ذمار نيوز | مقالات 1 جماد ثاني 1440هـ الموافق 6 فبراير، 2019م

بقلم / عبدالله علي صبري

ما يعتملُ على مسرح محافظة المهرة يبعَثُ في جانب من جوانبه على الزهو الوطني، ذلك أنه برغم المؤامرة الكبيرة والتدخلات الخارجية ومحاولة تنفيذ مشاريع للاحتلال السعودي الإماراتي فيها، إلا أن الهبة الشعبية لأبناء المحافظة تؤكد مجدداً أن اليمن عصية على الانكسار. والأهم من ذلك أن هبة المهرة اتخذت شعارات وطنية وحدوية تعلي من سيادة الوطن وعلم اليمن، في تحول كدنا أن نفتقده في بقية المحافظات الجنوبية التي تنكرت لهويتها اليمنية، وبات بعض سماسرتها يفاخرون بما يسمونه “الهُوية الجنوبية السعوإماراتية”!!

في المهرة اليوم صرخة شعبية وطنية واعية ترفض الخضوع لقوى الاحتلال والعدوان الخارجي، ولا تنطلي على أبنائها “شماعة الشرعية ” التي يتلفعها العدوان ومرتزقته، ولا تتأفف من الانتماء للوطن الأكبر اليمن، حتى وإن تعالت الاتّهامات والتخرّصات من حول الوحدة الوطنية، التي تجعل من بعض الساسة في الجنوب والشمال دعاة لـ “هوية صغرى” يراد لها أن تتسع لمصالح ضيقة يغلب عليها الشخصنة والأنانية ونكران وقائع الجغرافيا والتأريخ.

ها هي المهرة تعانق صنعاء وتحتضن عدن، وتحتوي بمنطقها السياسي والنضالي كُــلّ الأحرار في ربوع اليمن، معلية ثوابت ظننا أنها غدت من الماضي بعد أن أصبحت الوطنية في سوق النخاسة السياسية مجرد “وجهة نظر” لا أكثر..

أدري أن ثمة من يشكك في حراك المهرة، ويربطونها بالعامل الخارجي.. والحقيقة أن جميع القوى الوطنية في الداخل تتعرض لذات الاتّهام، غير أن العبرة مناطة في الأصل بالموقف المعلن على الأرض، فإخواننا في المهرة يتدافعون للحفاظ على السيادة وإن اقتضى الأمر حمل السلاح ومواجهة العدو عسكريًّا، رغم فارق الإمكانات، الأمر الذي يستوجب على كُــلّ القوى الوطنية تلبية نداء المهرة ومساندة حراكها بالقول والفعل، والترفع عن الاتّهامات والظنون السيئة أَو الحسابات المحلية..

يتعين على القوى الوطنية في صنعاء تحديداً أن تلبي النداء الوطني الوحدوي، وتعلن تضامنها ومباركتها ودعمها السياسي والشعبي لحراك المهرة، فهذه فرصة مثلى لتضميد جراح الماضي القريب، وهي مدخل لتأكيد الهُوية اليمنية والموقف الوطني الواحد من صعدة إلَى المهرة.

وعليه أقترح تنظيم مسيرة شعبية حاشدة في العاصمة صنعاء يرتفع فيها العلَم الوطني اليمني فقط، وشعارات التضامن الصنعاني مع المهرة، مع لافتات تندّدُ بالعدو السعودي وجرائمه وأطماعه في عموم اليمن. ويمكن للمحافظات اليمنية الأخرى أن تنظم مسيرات تضامنية مماثلة، حتى يعلم كُــلّ أعداء الوطن أن اليمن جسد ونبض واحد وأن وحدتَه وسيادته خط أحمر..