الصمت الأممي.. صناعة لكارثة اليمن
ذمار نيوز | تقارير 25 جماد الاول 1440هـ الموافق 31 يناير 2019م
تستمر الأمم المتحدة في صمتها على جرائم التحالف بحق اليمنيين للعام الرابع، حتى مع الحديث المستمر لوسائل الإعلام الغربية عن سعيها الحثيث لإنهاء الحرب التي تقودها السعودية والإمارات ضد اليمن، من أجل توقيف نزيف الدم المستمر والذي راح ضحيته عشرات الآلاف من المدنيين.
بعد انتهاء مشاورات ستوكهولم التي تمت في السويد، اتفقت الأطراف اليمنية على العديد من البنود في ما عرف حينها بـ “خطوات بناء الثقة” التي من شأنها تحقيق التقارب بين الأطراف والوصول إلى حل سياسي، وكان أحد أهم بنود المشاورات “اتفاق التهدئة” في محافظة الحديدة التي تشهد تصعيدات متتالية من قبل مسلحي التحالف والطيران الحربي والتجسسي منذ أكثر من عامين.
وبعد الاتفاق على تسليم ميناء الحديدة لقوات محلية، وقبول إشراف الأمم المتحدة على عملية إعادة الانتشار في الميناء والمحافظة، شهدت المدينة تصعيدات عدة من قبل طيران التحالف ومدفعية مسلحيه، في ظل تواجد المراقب الأممي “باتريك كاميرت” الذي ظل هو الآخر صامتا على كل الانتهاكات والخروقات المتواصلة من قبل المسلحين، ومتواطئا على تخلفهم عن الاجتماعات المقرر وكذا رفضهم إعادة انتشارهم خارج المدينة.
وفي إطار الخروقات التي تمارسها دول التحالف في الحديدة، استهدف مسلحوه الأسبوع المنصرم مطاحن البحر الأحمر للحبوب وصوامع الغلال في المحافظة وهو ما يمثل أزمة غذائية تضاف إلى الأزمة اليمنية التي وصفت بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأكد ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع أمس الأول، مقتل أحد أعضاء فريق نزع الألغام المساعد مهندس محمد فؤاد محمد العذري، بنيران مسلحي التحالف جنوب غرب كيلو 16 أثناء تواجد ضباط الفريق الأممي وضباط الارتباط في المكان لفتح الطريق باتجاه مطاحن البحر الأحمر.
هذه العملية يقول عضو الوفد الوطني سمير المغلّس، أنها تمت بينما كان المراقب كاميرت متواجدا في المنطقة، وهو ما جعل المغلس يستغرب عن صمت الأمم المتحدة إزاء ذلك، ما دفعه للقول إن هذا الصمت سيؤثر سلبا على ثقة الطرف الوطني بها ومدى جديتها في تنفيذ الاتفاق.
وفيما لا ينتظر الشارع اليمني موقف الأمم المتحدة لمعرفتهم بمواقفها إزاء الحرب، ظهر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث قائلا في تغريدة له على تويتر أنه “قلق للغاية بشأن الأعمال العدائية الأخيرة في اليمن”، داعيا “أطراف النزاع لممارسة أعلى درجات ضبط النفس، والعمل على خفض التوتر”، مضيفا: “ما نحتاجه الآن هو التنفيذ السريع لإعادة الانتشار طبقا لخطة تضعها لجنة تنسيق إعادة الانتشار”.
تصريحات تجاهل فيها المبعوث تعرض فريق نزع الألغام في الحديدة للاعتداء من قبل مسلحي التحالف، وهو ما يثير الشكوك حول مدى جدية الأمم المتحدة في ما تسعى إليه بخصوص الحرب على اليمن.
وعلى الرغم من مطالبة المنظمة الدولية وبرنامج الغذاء العالمي برفع سقف المساعدات الغذائية في اليمن نظرا لحجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب المستمرة، إلا أنها تعاملت مع استهداف مطاحن الحبوب باللامبالاة وهو ما يؤكد عدم رغبتها في إنهاء الكارثة التي يعاني منها الشعب اليمني.
وخلال أربع سنوات دمرت الحرب الكثير من البنى التحتية والمنشآت الصحية، وخلفت ضررا في المنظومة الصحية والغذائية ما جعل ثمانية ملايين يمني يعيشون على المساعدات الغذائية، بينما قتل وجرح بغاراتها عشرات الآلاف من المدنيين، وهذه الإحصائيات جمعتها الأمم المتحدة، غير أنها لم تبادر على ضوئها بإيقاف الحرب، بل تحولت إلى إحدى الأدوات التي ساهمت بشكل كبير في خلق الكارثة.