أنصار الله.. البأسُ والإنسانية
بقلم / طالب الحسني
لم يشعُرِ الكثيرُ بالمفاجأة؛ لأَنَّ مبادرةً أطلقها السيدُ عبدالملك بدر الدين الحوثي بإطلاق سراح الأسير السعوديّ؛ نظراً لحالته الصحية الحرجة دون الانتظار لأيّ موقف “إنْسَاني” سعوديّ رغم المناشدة التي أطلقها الأسير.
البعضُ وفور ظهور الأسير السعوديّ أثناء المناشدة قال: إن السعوديّة لن تحرّكَ شيئاً إزاءَ الأسير، وبالتالي أنصار الله سيطلقون سراحَه دون صفقة، نعم حدث ذلك وبمبادرة من السيد، وليس غريباً أبداً، نتذكّر فقط أسرى دماج، عمران، عدن والمحافظات الجنوبية، والبيضاء، أسرى فتنة صالح وَ…، بلا حصر من الأمثلة، كُــلُّ هؤلاء تم إطلاقُ سراحهم حتى باتت سمةَ حركة أنصار الله هي التعامل الإنْسَاني مع الأسرى أياً تكن جريرتُهم، أكثر من ذلك أن خصومَهم يعلمون ذلك وشهدوا به غير مرة.
كجزءٍ من عملي في قناة المسيرة استمعت مطوَّلاً إلى اعترافات الكثير من الأسرى من خلال التسجيلات المصوّرة معهم، هناك اطمئنان من لحظة وقوع الشخص في الأسر وهناك من الإطراء الذي يقوله الأسرى لا يتم بثُّه حتى لا يقولَ أحدٌ إننا نستخدمُ هذا المديح لصالح الحركة.
يجتمعُ البأس والإنْسَانية في حالات كهذه في حركة أنصار الله إلى جانب الشهامة اليمنية المعهودة، هذه الثنائيةُ يفتقدُ إليها خصومُهم، قصصُ إعدام الأسرى شواهدُ حيَّةٌ على انعدام الأخلاق والإنْسَانية وقل ما شئت، نعودُ إلى الأسير السعوديّ الذي سيتم إطلاق سراحه لنؤكّد للشعب العربي، وللسعوديّين على وجه الخصوص لنقول لهم: إن آلَ سعود يقتلون أبناءَكم مرتين، مرة حين يرسلونهم للقتال عدواناً، ومرة أُخْــرَى حين يتخلَّون عنهم حين يسقطون أسرى، ولا يستجيبون أبداً لاستغاثاتهم كما فعلوا مع الأسير المفرَج عنه، بعد مناشدة مؤلمة كما لو أنه كان يناشدُ كوماً من النذالة.
في المقابل تمنحُ حركةُ أنصار الله واليمنيون الإنقاذَ مرتين لأبنائكم، مرةً حين يسقطون أسرى بأيديهم، ومرة أُخْــرَى حين يطلقون سراحَهم لظروفٍ إنْسَانية.