الخبر وما وراء الخبر

المهرة ” البعد الاستراتيجي والجغرافي ” وتفاصيل الاطماع السعودية

76

ذمار نيوز | تقارير 24 جماد أول 1440هـ الموافق 30 يناير، 2019م

في صعيد عدوان التحالف السعودي الاماراتي الغاشم على اليمن وما يحمله من اجندات واطماع استعمارية ، تعد محافظة المهرة الواقعة في اقصى الشرق لليمن احد ابرز المناطق اليمنية ذات الاهمية الاستراتيجية والاقتصادية واكثرها جاذبية للاطماع التاريخية السعودية التي تحولت خلال عدوانها على اليمن منذ نحو اربعة اعوام الى اهداف رئيسية تبحث عن تحقيقها بجهود وتركيز كبير

.حيث ركز النظام السعودي في اطار العدوان على كيفية السيطرة على هذه المحافظة الاستراتيجية والساكنة التي لم تطالها المعارك والدمار عبر سلسلة من الخطوات التمهيدية التي بدأت بتعزيز وتركيز تواجد قواته فيها حيث قام بارسال التعزيزات العسكرية السعودية المكثفة مطلع عام 2017و 2018 ثم تلى ذلك وقد بخطوات اجرائية ثانوية منها شراء ولاءات مشائخ واعيان ابناء المهرة وايضا محاولة سحب السلاح منهم ومن السلطة المحلية ومحاولة افراغ المهرة من اي تهديد او مقاومة عسكرية .

الحراك السعودي في تحقيق سيطرته على المهرة كان ذو زخم كبير جدا وسرعان ما خرج من الاكمة الى العلن و افتضحت تفاصيله ومساراته اعلاميا وسياسيا وقد تسبب بشكل دراماتيكي الى انفجار مظاهرات المجتمع المهري التي انطلقت مطلع العام الماضي والتي ماتزال الى اليوم يضج فيها هذا المجتمع معارضا ومنددا بتواجدالقوات السعودية وبمشاريعها الاستعمارية التي باتت واضحة المعالم ،..

المهرة الاهمية الجغرافية والاستراتيجية :

تمتلك المهرة أهمية بالغة في العمق الاستراتيجي على جغرافيا اليمن ، حيث تعد ثاني أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة بعدحضرموت، وتتمتع بميناء استراتيجي مهم يدعى نشطون وايضا منفذان حدوديان مع سلطنة عمان صيرفت وشحن الذين يعززان رصيدها الحيوي والاقتصادي ، كما انها تمتلك أطول شريط ساحلي يمني يطل على البحر العربي حيث يقدر طوله بـ560 كيلومترا وهو رقم ذهبي اذا ما اسقط على الموقع الجغرافي للمحافظات الساحلية اليمنية المتبقية .

طبيعة اطماع السعودية بالمهرة :

في خضم الاطماع المترامية الاطراف للسعودية في محافظة المهرة وطبيعة تفاصيلها الجيوبليتيكية تعد متعددة ومختلفه الاقطاب منها بروتوكولات مايمس التآمر السعودي على سلطنة عمان ومنها ما يعمل على تقسيم وتفتيت اليمن ولكن الابرز والمشهور فيها هو مايسمى “بمشروع القرن السعودي ” الذي هو بالاساس القناة المائية المسماه بقناة سلمان التي تربط الخليج ببحر العرب والذي كشف الستار عن تفاصيلها قبل عام ونصف على وساىل الاعلام حيث اكد رئيس مركز “القرن العربي” للدراسات في الرياض سعد بن عمر، عن إعتزام السعودية انشاء مشروع قناة بحرية تعد الاكبر من نوعها بالمنطقة تمتد من الاراضي السعودية وتحديدا من خور العديد الى صحراء الربع الخالي مرورا بمحافظة المهرة اليمنية حيث تمتد في الاراضي السعودية بطول 630 كيلومتر اما في المهرة اليمنية فتمتد 320 ليكون طولها الإجمالي 950 كم، وقد اختيرت المهرة في احتضان هذا المشروع الضخم كونها اقرب نقطة تصل الاراضي السعودية والخليجية ببحر العرب .

هذا المشروع العملاق الذي تحدث عنه بن عمر والذي تصل تكلفته الى اكثر من 80مليار دولار في دراساته الاولية انما هو انعكاس واضح لاحد ابرز مشاريع السعودية الاستعمارية على اراضي الجنوب اليمني وبالاخص في محافظة المهرة فمن هذه الواجهة والتفصيل المعلوماتي لطبيعة هذا المشروع، فالمؤكد ان السعودية مع قيامها بتركيز ثقلها العسكري بالمهرة مطلع العامين الماضيين قد بدات فعلا بتنفيذ هذا المشروع،، والذي له وقعه ودلالات الجيوسياسية الممتدة الى الساحة الاقليمية وتحديدا الصراع السعودي الايراني الذي ارتفعت وتيرته في الفترات الاخيرة لتصل الى مستويات تبادل التهديدات واغلاق مضيق هرمز من قبل ايران امام ناقلات النفط السعودية ، و هذا ما يمكن قوله انه ما عزز فكرة اندفاع السعودية وتفجير رغبتها الجامعه من واقع الى ايجاد ممر مائي مختصر يوصل صادراتها النفطية الى البحر العربي ليكون بديلا عن الطريق البحري الذي يمر عبر مضيق هرمز التي تتحكم فيه ايران لذا فاهمية هذا المشروع تزداد مع ارتفاع العداوة السعودية ضد ايران ومع تزاوج المصالح الاسراىيلية الامريكية السعودية المناهضة لايران ومحور المقاومة في المنطقة .

زين العابدين عثمان /
محلل بالشأن الاستراتيجي