الخبر وما وراء الخبر

 الاستخبارات اليمنية ..من واقع صفر الى معادلة استراتيجية فاعلة ضد العدوان

167

ذمار نيوز | تقارير |زين العابدين عثمان/كاتب ومحلل بالشأن العسكري 19 جماد أول 1440هـ الموافق 25 يناير، 2019م

ظلت اجهزة المخابرات اليمنية بعهد نظام صالح والفار هادي ميته سريريا ومؤطرة في جميع وظائفها الموكلة اليها بل كانت كل اعمالها لاتصب الى في مصلحة المستعمر والغازي فقد انحصرت اعمالها وكل ثقلها وما تملك من امكانات على توفير الحماية والامن للسفارات الاجنبية بالعاصمة صنعاء لا اكثر وبالمقدمة السفارة الامريكية التي خصص لها نظام صالح والفار هادي جهاز الامن القومي بكل محتوياته ليوفر لها كافة الاحتياجات الامنية والقومية اثناء اعمال و تحركات السفير الامريكي وممارسة دبلماسية بلاده التدميرية والاستعمارية في اليمن وترسيخ مشاريع الهيمنة والاستبداد .

اجهزة المخابرات اليمنية وخصوصا جهاز الامن القومي الذي اسس في عام 2002 ظلت في حقبة نظام صالح وهادي تعمل عكس عقارب الدستور والقوانين وما تمليه عليها السيادة و البادئ والثوابت الوطنية فقد كانت اجهزة متخندقة حتى النخاع مع جهاز الاستخبارات المركزي الامريكي CIA والذي كان يربطهم تنسيق مشترك وعمل بالوكالة و الذي من اهمها ضرب اي خطر محدق للامن القومي الامريكي باليمن سواءا افراد او جماعات او حركات واحتواء اي مقاومة او ثورة مناهضة للهيمنة الامريكية كثورة 21 سيتمبر الشعبية بعام 2014 الذي لاقت استهدافات مباشرة من افراد الامن القومي .

《العدوان على اليمن 》

من واقع اهمية اجهزة المخابرات ودورها الوظيفي في تقويم وتحصين الدولة ومؤسساتها الامنية والقومية من الاخطار المحدقة الخارجية والداخلية ومن دافع حاجة اليمن لها خصوصا وانه يتعرض لاعنف عدوان تدميري على كل الاصعدة العسكرية والسياسية والاستخبارية من قبل تحالف الشر الامريكي السعودي الاماراتي ، كان ولابد من اعادة هيكلة اجهزة المخابرات للدولة اليمنية السابقة وتطهيرها من العملاء والخونة والبدء بتأسيسها من القاعدة صفر بثوابت وطنية وسيادية وقومية. والعمل على تطوير امكاناتها البشرية والتكنولوجية .

اليوم ومع دخول العدوان على اليمن عامه الخامس خرجت اجهزت المخابرات اليمنية بعد فترة تنشيط وهيلكة وتأهيل<< بقدرات فاعلية ومتميزة جدا على المستوى العملياتي والاستراتيجي ضد عجلة العدوان>> مقدمة نماذج قوية وصاعقة في عمليات اختراق الانظمة الالكترونية وغرف عمليات العدوان خارجيا وداخليا . ومن هذه النماذج عملية اختراقها مؤهرا غرف تحالف العدوان السعودي وخروجها بتقرير مفصل يكشف المخططات والبروتوكلات التي يجري تحضيرها بالاضافة الى كشف التواجد والحظور المباشر لضباط وجنرالات امريكيين متقاعدين يعملون في وضع الاستراتيجيات والخطط العملياتية والاستشارات العسكرية للسعودية والامارات.

وبطبيعة ابعاد هذا الانجاز الاستخباري فهو يعد سابق من نوعه يعكس المستوى الاحترافي والتقني التي وصلت لها اجهزة المخابرات اليمنية التي تأخذا مسارا نوعيا في اطار عمليات الاختراق والاستطلاع ورفع المعلومات المفصلة والدقيقة من قلب الغرف الفلاذية للعدوان المحصنة بافضل المعدات الالكترونية للحماية وبافضل الكوادر المخابراتية والامنية ، وعليه فان مثل هكذا اختراقات عميقة المستوى تمثل ضربة قاصمة للحصن الامني والاستخباري لتحالف العدوان بالكامل وتهديدا فائق التأثير والخطورة على مخططاته وبروتكولاته التي يسعى لتحقيقها والتي باتت حرفيا تحت المجهر والمراقبة ،.

مما لاشك فيه ان الاستخبارات اليمنية اليوم تمتلك امكانات متطورة بشرية وتكنولوجية وقدرات فعالة تمكنها من العمل الاستخباري على الصعيدين التكتيكي والاستراتيجي على حد سواء ففي المجال التكتيكي تستطيع جمع المعلومات الكاملة والمباشرة حول قوات العدو وتمركز ثكناته الحيوية واللوجستية وتحليل هذه المعلومات باساليب احترافية تمكن قوات الجيش واللجان الشعبية من شن هجمات استباقية ذات تأثير قوي ومدمر…

اما المجال الاستراتيجي 《فالمخابرات اليمنية 》باتت تستطيع جمع المعلومات المتعلقة بالشؤون العسكرية والامنية لتحالف العدوان وتنسيقها وتحليلها، وتوزيعها على المستوى الاستراتيجي ومعرفة نوع النشاطات والاتجاهات لهذا التحالف الاقتصادية والاجتماعية والسكانية (الديموغرافية ) والعلمية ونتائج هذه الاتجاهات وتأثيرها على القدرات العسكرية والسياسات المتبعة. وايضا جمع المعلومات المباشرة العسكرية والسياسية والمعنوية ومواطن الضعف والقوة لهذا التحالف والعمل على تهيئة هذه المعلومات لتقديمها إلى من يحتاجونها وهم أولئك الذين يتولون التخطيط لوضع أساس التخطيط للعمليات العسكرية بغرف الجيش واللجان الشعبية والتحضير لشن هجوم استباقي سواءا كان بريا او جويا بسلاح الطيران المسير او هجوم باليستي .

في الاخير المخابرات اليمنية مع هذه القدرات الناهضة والتطور العملياتي باتت فعلا معادلة لايمكن القفز عليها واضافة عسكرية قوية لقوات الجيش واللجان الشعبية ستعمل على تدعيم عملياتهم الردعية ضد قوات تحالف العدوان على الارض وكشف مخططاته ومساراته فيما توفر الحماية المتكاملة ضد اي اختراق داخلي او خارجي يمس الامن والسلم المجتمعي والقومي للشعب اليمني