الخبر وما وراء الخبر

ويستمر العطاء والإستبسال

39

ذمار نيوز | مقالات 18 جماد أول 1440هـ الموافق 24 يناير، 2019م

بقلم: محمد عبده بركات

تأتي مناسبة الذكرى السنوية للشهيد في ظل مرحلة يستمر فيها العطاء والاستبسال والتضحية في مواجهة تحديات وأخطار العدوان الهمجي الغاشم على البلد الحبيب, فكل يوم نقدم فيه قوافل من الشهداء يعتبر ذكرى حتى أصبحت ثقافة ومدرسة تخرج منها جيلا يعشق الشهادة، وترسيخ مبدأ الشهادة تخليداً وتمجيداً لهم في ذاكرة هذا الشعب في كل قرية، كما أن إحياء هذه الروح الجهادية وروح التضحية والفداء في وجداننا ومشاعرنا هو تذكير لنا بمسؤوليتنا تجاههم في مواصلة السير على خطاهم في التصدي لمواجهة هذا العدوان، وبذل المزيد من الجهود من اجل مواجهته ودحره, وعدم التقصير أو التفريط في ذلك, والحذر من التواني في التصدي لهم.

في ذكرى الشهيد نستذكر مآثر الشهداء ومواقفهم وثباتهم وصمودهم وإبائهم واستبسالهم ما يزيد في عزمنا وثباتنا وصمودنا لنكون أقدر على مواجهة التحديات والأخطار ومواصلة تعزيز عوامل القوة على المستوى المعنوي وعوامل القوة على مستوى الفعل والموقف.

يجب أن نهتم بأبناء وأسر الشهداء ونتلمس احتياجاتهم في هذه الذكرى، كما يجب أن تتوق أنفسنا لنيل وسام وشرف الشهادة.. فالشهادة في سبيل الله هي عبارة عن استعداد عال للتضحية، والاستعداد العالي للتضحية هو الذي يمكن من خلاله الشهداء أن نكسر جبروت العدوان، ونكسوا هيبته، وندوس كرامته، لأن الشهداء باعوا أنفسهم لله وتقبل الله بيعهم يقول الله تعالى: “ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم”.. ،ويقول الله، مخبراً عن الشهداء في سبيله.. “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”.

ومهما تكالبت علينا قوى الشر والطغيان بكل إجرامها ووحشيتها وصبت علينا كل ما تملكه من وسائل القتل والتدمير، فلن تستطيع أن تستعبد وتقهر وتذل وتتغلب على شعب يحمل هذه الروحية الجهادية، وهذا الإيمان وهذا التوجه الواعي والبصيرة النافذة.