الخبر وما وراء الخبر

الترفيه الجديد في السعودية.. الحفلات والموسيقى تحيط بالحرمين!

41

ذمار نيوز.| تحليلات  18 جماد أول 1440هـ الموافق 24 يناير، 2019م

تواجه الخطة الجديدة لهيئة الترفيه السعودية موجة انتقادات واسعة؛ بسبب ما أعلنته من فعاليات ستبيح نشاطات تتعارض تماماً مع عادات المجتمع السعودي المحافظ، وتشمل جميع محافظات المملكة، ومن ضمنها مكة والمدينة.

وتأكيداً لاقتحام تلك الفعاليات معظم مفاصل الحياة في المملكة، نفت إمارة منطقة مكة المكرمة في السعودية صحة ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي بأن خالد الفيصل أمير المنطقة وجه بمنع الحفلات الموسيقية داخل المطاعم.

وبينت الإمارة، عبر “تويتر”، الأربعاء، أن ما يتم تداوله كان توجيهاً سابقاً للأمير يخص أحد مطاعم جدة وتم إغلاقه بناء على تجاوزات “أخلاقية”، حدثت داخل المطعم، كما اتخذت الإجراءات القانونية حيال ذلك.

وأثار إعلان هيئة الترفيه السعودية السماح لجميع المطاعم والمقاهي في المملكة بإقامة فعاليات فنية تتضمن الغناء والموسيقى، جدلاً واسعاً بين رواد تلك الأماكن التي تشهد تغييرات متلاحقة بالتزامن مع انفتاح على الفنون تعيشه البلاد المحافظة.

وعبر سعوديون عن رفضهم، في حين أيد آخرون هذه الأفكار.

وكان رئيس هيئة الترفيه السعودية، تركي آل الشيخ، أعلن في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، عن استراتيجية عمل الهيئة الحكومية في المرحلة المقبلة، وقال إن الهيئة مستعدة لإصدار تراخيص العروض الحية في المقاهي والمطاعم لعزف الموسيقى والعروض الغنائية وألعاب الخفة والكوميديا.

ويعرف كثير من مطاعم المملكة بالتزام نظام فصل بين الجنسين، وتخصيص أماكن للعوائل، يصل بعضها إلى حد إنشاء غرف طعام صغيرة مغلقة داخل صالات المطعم، لمنح الراحة الكاملة للنساء اللواتي تلتزم معظمهن بارتداء النقاب، كما تغلق المطاعم في أوقات الصلاة.

وفي محاولته الساعية لإحداث تغيير بالمملكة، فرض ولي العهد، محمد بن سلمان، منذ توليه ولاية العهد، في يونيو 2017، حالة جديدة غير مسبوقة في المجتمع ببلاده؛ تجسّدت في انفتاح هائل بمجالات الموسيقى والغناء والمرأة، في حين قيّد من جانب آخرَ الأصوات التي ترفض هذا الانفتاح.

وسريعاً كان انتشار حفلات الرقص المختلط في السعودية، والتي وصفتها شبكة “بلومبيرغ” الأمريكية، في تقرير سابق لها، بأنها محاولة لإخفاء “الجانب المظلم” لولي العهد السعودي.

فولي العهد دشّن منصبه بعدد من الخطوات المفاجئة؛ أكثرها جدلاً وانتقاداً كان اعتقال عدد كبير من الشخصيات البارزة، بينهم أمراء من العائلة الحاكمة وأثرياء.

وأودع في السجون مجموعة من أبرز الدعاة السعوديين وأكثرهم شهرة على مستوى العالم الإسلامي؛ في خطوة هدفت إلى منع الآراء المضادة، وإن كانت تصدر من شخصيات دينية معتبرة.

المملكة، ومن بين أبرز مشاهد الاختلاط غير المسبوقة، شهدت حفلاً صاخباً للنجم الموسيقي الشهير ديفيد جوتا، في ختام سباق للسيارات جرى نهاية العام الماضي.

وسبقت هذا الحفل حفلات أخرى، وظهرت فتيات سعوديات في حالةٍ رَفَضَها السعوديون، بحسب ما عبّروا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ كنّ يرقصن ويتمايلن مع الموسيقى.

ودعم بن سلمان سلسلة قرارات قضت بالتخلّي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، وكذلك دخولهن ملاعب كرة القدم، فضلاً عن إقامة عرض للأزياء وافتتاح دور سينما، وهو ما واجه انتقادات شريحة واسعة من المجتمع.