القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء في حوار خاص مع صحيفة الحقيقة: نثمن عطاء أسر الشهداء وندعو الجميع لتحمل المسؤولية تجاههم
*طموحاتنا كبيرة جداً ولا حدود لها ونسعى وبكل جهد وتفاني للارتقاء بخدمات المؤسسة وتوسيع نطاقها في جميع المحافظات
*التحية والاجلال والإعظام لأسر الشهداء، فقد قدموا أعظم وأكبر التضحيات، ولم ينتظروا من أحد لا جزاء ولا شكورا
*نلمس تجاوب كبير من أفراد المجتمع تجاه أسر الشهداء وهي مسؤولية تقع على عاتق الجميع وليست مسؤولية جهة أو مؤسسة معينة
المقدمة
ونحن على أعتاب ذكرى عزيزة وغالية هي الذكرى السنوية للشهيد، المحطة السنوية المهمة المليئة بالكثير من الدروس والعبر فشهداؤنا هم مدرسة متكاملة حملوا القضية العادلة وتحركوا في الموقف الحق وانطلقوا في الهدف المقدس فكانوا شهداء الأمة حملوا في ثقافتهم وفي وجدانهم وفي فكرهم وفي مشاعرهم وفي مبادئهم وفي حركتهم همَّ الأمّة وقضاياها وحملوا أيضاً روح المسؤولية وثبتوا وصمدوا في وجه الطغيان ودافعوا بكل استبسال عن كرامة الأمة وعزتها وسيادتها وهم الشعلة التي احترقت كي تنير طريق الحرية والكرامة أمامنا، وهم فخرنا وسر صمودنا وثباتنا وانتصارنا.. ووفاء لشهدائنا وتخليداً للمواقف الخالدة والمؤثرة التي سطروها وتقديراً للدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة الشهداء تجاه رعاية أبناء وأسر من قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة في سبيل الله وفي سبيل كرامتنا وحريتنا كان لنا لقاء متواضع مع الأستاذ/ لؤي زيد عامر القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء سعياً للفت الأنظار إلى هذه المؤسسة الرائدة وإلى ما تقوم به وتذكيراً بمسؤوليتنا جميعاً تجاه شهدائنا العظماء فإلى نص الحور
الأستاذ / لؤي زيد عامر – القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء بداية نشكركم على اعطائنا جزء من وقتكم للحديث معكم حول جهودكم تجاه رعاية أبناء وأسر الشهداء وبمناسبة الذكرى السنوية للشهيد.
في البداية نشكر لكم في صحيفة الحقيقة تفاعلكم في الذكرى السنوية للشهيد العزيزة والمقدسة والتي تصادف يوم 13 من جمادى الأولى وتستمر إلى 19 من نفس الشهر نستذكر شهداءنا العظماء ومواقفهم وتضحياتهم البطولية التي سطروها من أجل نصرة الحق ورفع راية الدين ونصرة المستضعفين، وأمام هذه التضحيات العظيمة كان حقاً علينا أن نفيهم حقهم ولو بالشيء القليل فهم أكرم الناس وأحقهم بالوفاء فقد ضحوا بأغلى ما يجود به المرء، حياتهم وبذلوها رخيصة في سبيل الله، ومن أجل المبادئ والقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية.
وإزاء ذلك ومن منطلق القيام بالمسؤولية على أحسن وجه، حق على الجميع رعاية أبنائهم وذويهم، الجميع مسؤول سواء الجانب الحكومي الرسمي وكذلك المجتمعي، ومن هذا المنطلق ولأن جميع قرى ومدن وأحياء وجبال ووديان اليمن تحتضن ويعيش في أكنافها أبناء وأسر لشهداء فإن العديد من الأنشطة والفعاليات تقام تخليداً لذكرى الشهيد وللعناية والاهتمام والتفقد لأسر الشهداء وتقدم لهم في هذه المناسبة الهدايا والدروع التذكارية وتنفذ العديد من الأنشطة والفعاليات ويتم الرحلات الترفيهية لأبنائهم والخدمات.
1-لاشك أن مؤسسة الشهداء تضطلع بمسؤولية كبيرة في خدمة الشهداء و أسرهم و هي مسؤولية مشرفة ومقدسة فحبذا لو نستهل لقاءنا بحديث مختصر عن نشاطات المؤسسة؟
هناك أنشطة ومشاريع تنفذها المؤسسة على مدار العام يمكن ايجازها باختصار في (مشروع المواساة، الرعاية الصحية، الرعاية التربوية، برنامج احسان لكفالة الأيتام) إضافة الى المشاريع الاجتماعية كالسلال الغذائية التي تقدم بشكل مستمر للأسر الأشد فقراً وبشكل دوري لكافة الأسر خصوصاً في المناسبات منها الذكرى السنوية للشهيد، بالإضافة الى المساعدات المادية التي تقدم لأسر الشهداء الأشد فقراً، ومؤخراً تم إضافة مشاريع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء، وغير ذلك من المشاريع الرعائية المختلفة.
لدينا أيضاً مشاريع موسمية منها مشروع العيدية وكسوة العيد الذي يستوعب جميع أبناء الشهداء ويتم من خلاله صرف مبالغ مالية لجميع أبناء الشهداء تحت سن 18 سنة، وكذا الأضاحي، ولدينا أيضاً مشروع المساهمة في الزواج الذي من خلاله تتم المساهمة في (إعفاف) أبناء الشهداء الشباب وتحصينهم عن طريق دفع مبلغ من المال لكل شاب مقدم على الزواج، ولدينا الكثير من أنشطة الرعاية الاجتماعية والصحية والعمل الدؤوب هو ما يميز مؤسسة الشهداء التي تقدم الكثير من المساهمات والمعونات المادية.
وفي الجانب التربوي لدينا العديد من الأنشطة أهمها متابعة أبناء الشهداء ودفعهم للالتحاق بالمدارس والمراكز الصيفية وفي هذا السياق يتم صرف الحقيبة المدرسية عبر مشروع الحقيبة المدرسية كل عام وتحوي جميع مستلزمات الدراسة وتوزع لكل أبناء الشهداء الملتحقين بالتعليم دون استثناء وكذا المساهمة في الزي المدرسي لأبناء الشهداء الأشد فقراً، بالإضافة الى ادخال عدد كبير من الطلبات في المدارس الخاصة والجامعات الحكومية والأهلية والمعاهد، وصرف رعاية تربوية للطلاب الملتحقين بالجامعات شهرياً.
وهناك الكثير من الأنشطة ينفذها القسم التربوي في المؤسسة تهدف للمتابعة والعناية بذوي الشهداء ولدينا طموحات أن نتمكن من الوصول الى جميع أبناء الشهداء في كافة المحافظات والمديريات، للمتابعة والتفقد في الجانب التعليمي والثقافي.
وفي أواخر عام 2018م حصلت نقلة نوعية في الجانب الصحي الذي يقدم لأسر الشهداء، بحيث قامت مؤسسة الشهداء بالتعاون مع وزارة الصحة بتقديم كافة الرعاية الصحية لأسر الشهداء، من خدمات علاجية وأدوية وحتى العمليات لأسر الشهداء، والآن هناك مكاتب في مستشفيات (الجمهوري، الكويت، العسكري) في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، والنازحين وشهداء المناطق القريبة، تستقبل أسر الشهداء وتقوم بعلاجهم بشكل مجاني 100%، ولدينا صيدليات تقوم بصرف العلاجات مجاناً وبكافة أنواعه، وإذا لم يتوفر العلاج في صيدلياتنا، فهناك صيدليات قمنا بالتعاقد معها تقوم بصرف العلاجات مجانا وعلى حساب المؤسسة، ويتم العمل حالياً لتطبيق هذه الآلية وتعميمها على باقي المحافظات.
إلا أنه لا يزال لدينا العديد من الصعوبات والعوائق التي تواجه المؤسسة في الجانب الصحي أهمها: عدم وجود مراكز أو مستشفيات خاصة باستقبال الحالات المرضية لأسر الشهداء وتجهيزها بكافة التجهيزات والمعدات، والمستلزمات الأخرى اللازمة لتشغيل هذه المراكز، ويمثل ذلك طموحاً لدينا لبلوغ هذا الهدف، فضلاً عن وجود صعوبة قائمة حالياً تواجهها المؤسسة وتثقل كاهلها في عدم قدرة المؤسسة في تغطية تكاليف المستلزمات الطبية اللازمة لإجراء العمليات الكبرى، والتي تكون دائماً بالعملة الأجنبية الدولار مثل (مفاصل صناعية، الدعامات، الصفائح، المسامير، وغيرها) حيث تسهم المؤسسة بجزء من قيمة هذه التكاليف.
2-على اعتبار أن مسؤولية رعاية أبناء الشهداء وأسرهم مسؤولية الجميع كيف تقيمون علاقة المؤسسة مع المجتمع؟
لعل رسالة السيد القائد عبدالملك الحوثي – حفظه الله ورعاه- كافية لتوضيح على من تقع مسؤولية الرعاية والاهتمام بأسر الشهداء، وحقيقة نلمس تجاوب كبير من أفراد المجتمع تجاه أسر الشهداء وهي مسؤولية تقع على عاتق الجميع وليست مسؤولية جهة أو مؤسسة معينة، والمجتمع اليمني المعروف بكرمه يقدم ما يستطيع تجاه أسر الشهداء، ونأمل من هذا الشعب التحرك بشكل أكبر بما يزيل معاناة أسر الشهداء.
وبالنسبة للدور المجتمعي وعلى مدى الأربع السنوات الماضية للعدوان جيد ومعطاء وكريم وإيجابي، كان هناك تفاعل كبير من بعض فاعلي الخير غير أن بعض التجار ورجال الأعمال لا زال تفاعلهم ضعيف ولا يرتقي الى المستوى المطلوب.
ومن هنا نرسل رسائل تذكير الى جميع شرائح المجتمع اليمني والجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات والمنظمات ورجال الأعمال والشخصيات الاجتماعية والمشائخ والأعيان للقيام بواجبهم تجاه أسر الشهداء، فلولا أسر الشهداء لما استطاع هؤلاء التحرك والاستثمار وممارسة تجارتهم
والاهتمام بأسر الشهداء يمثل حجر الزاوية في إرساء عوامل الصمود والثبات للجبهات التي أصبحت محل اعتزاز وفخر لأبنائنا المجاهدين المرابطين في الثغور، مما جعل المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان تعيش الأمن والأمان، واستقرار على عكس ما يحدث في المناطق المحتلة.
3-وماذا عن علاقتكم مع المؤسسات الحكومية؟
لا يوجد دور حقيقي أو رسمي لدينا مع الجهات الحكومية فيما عدا قيام بعض الجهات بتقديم بعض المساعدات والاعانات البسيطة للمؤسسة، وفيما عدا ذلك يتم التنسيق مع وزارة الدفاع لغرض تثبيت قاعدة بيانات أسماء الشهداء وترقيمهم بغرض اعتمادهم مالياً وشملهم ضمن صرف المرتبات.
4-هل هناك تعاون بين المؤسسة والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن.. وماذا تقدم؟
بالنسبة للمنظمات الدولية فإنها تتعاطى مع الشهداء كأطراف وهذه جريمة ووصمة عار ونقطة سوداء في تاريخ هذه المنظمات فدورها ضعيف جداً في العناية بأسر الشهداء، وعند قيامنا بطلب تقديم الخدمات من هذه المنظمات لمساعدة أسر الشهداء، نلاحظ الحرج من هذه المنظمات، كونها تابعة لدول متعاونة مع تحالف العدوان وتأتمر بأمرها.
5-نحن قادمون على ذكرى عظيمة هي الذكرى السنوية للشهيد ما هي مشاريعكم لاستقبال هذه الذكرى العزيزة؟
الذكرى السنوية للشهيد ذكرى عظيمة مرتبطة بكل اليمنيين الذين قدموا قوافل الشهداء، وهي بالنسبة لهم كأعياد يتفاخرون بعظمائهم وابطالهم الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله، والمجتمع اليمني يحيي هذه الذكرى تخليداُ للشهداء وإبراز عظمة الشهادة والجهاد وفي هذا السياق فإن مؤسسة الشهداء تقدم عددا من الخدمات، على رأسها صرف راتب كامل لأسر الشهداء والسلال الغذائية وتقديم الهدايا أثناء الزيارات، بحمد الله فإن المؤسسة قد استكملت من تجهيز الهدايا بما يليق بعظمة الشهداء وأسرهم، وهذه الخدمات مزامنة للذكرى السنوية للشهيد والتي تقام فيها العديد من الفعاليات والزيارات والتدشين لرياض الشهداء الرسمية والمجتمعية والعناية بروضاتهم ومراقدهم عبر تأهيلها وتزيينها وتنفيذ شبكات الري فيها وتشجيرها وتنظيمها وتسويرها بما يليق بعظمة الشهداء العظماء وإقامة المعارض والمهرجانات ونعكف حالياً للقيام بعمل زواج جماعي لعدد كبير من أبناء الشهداء في هذه الذكرى بالتنسيق مع بعض الجهات الداعمة لهذا المشروع بالإضافة الى إقامة الرحلات الترفيهية وتقديم الوجبات لأبناء الشهداء.
أيضاً تخليدهم من خلال استذكار مواقفهم وأعمالهم من خلال عمل مسلسلات وحلقات لنماذج منهم، وهناك أنشطة أخرى، إصدار كتيبات تتحدث عن سيرهم الذاتية وما إلى ذلك.
6-كمؤسسة رائدة تهتم و ترعى آلاف من أسر و أبناء الشهداء من الطبيعي ان تظهر بعض العوائق؟ ما هي أبرز العوائق التي تواجهونها و هل لديكم خطط لتجاوزها؟
من أهم العوائق والصعوبات التي تواجه المؤسسة هي عدم وجود موارد مالية ثابتة للمؤسسة أو مشاريع استثمارية تغطي الخدمات التي تقدمها المؤسسة لأسر الشهداء، ونحاول حالياً إيجاد حلول مناسبة سواء للمؤسسة بما يضمن استمرارية خدمات المؤسسة تجاه أسر الشهداء، وكذا خلق فرص عمل ومشاريع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء بما يجعلهم أسر منتجة.
7-طموحاتكم و مشاريعكم المقبلة؟
طموحاتنا كبيرة جداً ولا حدود لها ولن نكل أو نمل على الرغم من استمرار العدوان الغاشم والظالم والحصار الاقتصادي الجائر على بلادنا، فإننا نسعى وبكل جهد وتفاني للارتقاء بخدمات المؤسسة وتوسيع نطاقها في جميع المحافظات والمديريات والعزل والقرى، والبحث مستمر وعلى قدم وساق لإدراج مشاريع خدمية ورعائية تسهم في تخفيف معاناة أسر الشهداء.
8-رسالتكم لأسر الشهداء.
التحية والاجلال والإعظام لأسر الشهداء، فقد قدموا أعظم وأكبر التضحيات، ولم ينتظروا من أحد شكراً ولا جزاءاً فقدموا فلذات أكبادهم من منطلق شعورهم بمسؤولياتهم الايمانية والوطنية، ولهذا لا نستطيع أن نفي حق هذه الأسر مهما قدمنا من خدمات، ونعدهم بأن نقدم المزيد بكل ما نستطيع، ونلمس منهم العذر في التقصير الخارج عن إرادتنا.
9-كلمة أخيرة تودون قولها؟
– نوجه شكرنا وتقديرنا لكل من ساهم ورفد مؤسسة الشهداء بأي شكل من أشكال الدعم, أفراداً أو جهات رسمية أو منظمات مجتمع مدني، ونحث الجميع على المزيد من البذل وتقديم العون لأسر الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن اليمن الأرض والإنسان فرعاية هذه الشريحة مسؤولية الجميع وأمانة في أعناقنا, ومن باب الوفاء لهؤلاء العناية بأسرهم ومواساتهم وتكريمهم.