اليمن كربلاء العصر: شعب يُباد ودماء تستصرخ ضمير الإنسانية.
ذمار نيوز.| تقرير | أمين النهمي 13 جماد أول 1440هـ الموافق 19 يناير، 2019م
هنا في اليمن الجريح ذبحت الإنسانية من الوريد إلى الوريد, وانتهكت كل معانيها وغاب ضميرالعالم, وبلغ النفاق الأممي ذروته, وكشفت المنظمات الحقوقية عن وجهها القبيح, ولاحياة لمن تنادي, وبحق هذا الشعب المظلوم يُمارس الإرهاب بعينه.
أربعة أعوام تتوالى على عدوان إجرامي غاشم، أهلك الحرث والنسل في يمن الإيمان؛ شعب يُباد على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والعالم أجمع …على مدى أربعة أعوام متتالية… واليمن تحت العدوان والقصف والحصار، والإبادة … أربعة أعوام والشعب اليمني يعاني الأمرّين ويتألم، دون أن يلتفت إلى مظلوميته أحد.
عشرات الآلاف من الجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني على مدى أربع سنوات بصورة يومية مستمرة، في أغلب محافظات اليمن، عدوان بربري همجي يتمادى في إجرامه بصورة هستيرية, ولا يستثني أحدا في قاموسه… أطفال ونساء وشيوخ من مختلف الفئات العمرية, ومن مختلف الأحزاب والطوائف والمكونات, يستهدف الأعراس ومخيمات العزاء و الطرقات والأسواق والمدارس والمستشفيات وحتى المساجد.
عدوان أرعن استهدف البشر والحجر والشجر والتاريخ والحضارة والهوية والآثار و البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكل مقومات الحياة في اليمن، ولم تترك صواريخ وقنابل الطائرات الأمريكية العدوانية شيئا إلا وقضت عليه.
أسَرٌ يمنيةٌ أبيدت بالكامل وأسر أخرى بلا منازل وأخرى لم يتبقَّ منها سوى الذكريات صور واطلال ركام وأشلاء دماء ودموع، أينما وليت وجهك فثم مجازر العدوان.
كربلاء العصر
اليمن مظلومية شعب اهتزت لها أركان السماء، وتألمت لها جمادات الأرض, في اليمن صمت العالم بأسره , وغاب ضمير الإنسانية باستثناء سيد المقاومة حسن نصر الله, الذي أعلن وقوفه مع شعبنا اليمني, معتبرا أن ما يحدث للشعب اليمني اليوم من حرب هي “كربلاء العصر والشعب اليمني يعيش منذ أربع سنوات مظلومية كربلاء”، مشيراً إلى أن ما يجري في اليمن هو “مظلومية كربلاء وحصار كربلاء وعطش كربلاء وتخلي الأمة عن كربلاء”.
مضيفا: إن المشهد الآخر من كربلاء هو “مشهد الصلابة والشهامة والشجاعة والبطولة والصبر والثبات”، داعياً الشعوب العربية ومسلمي أحرار العالم إلى الخروج عن صمتهم “حيال العدوان السعودي على اليمن”.
شعب يُباد
دماؤنا تُسفك يومياً بدون أي ذنب وبدون أي مبرر, فقد توزعت أشلاؤنا على كُـلّ رقعة من جغرافيا اليمن وسالت دماؤنا على هذه الأرض حتى ارتوت بها السهول والوديان. لا تمر ساعة دون أن يكون هناك ضحايا أطفال ونساء وشيوخ يغدر بهم العدوان، لا يمر يوم دون أن يتزايد أعداد الجرحى، ولا يمر يوم دون نحيب وصراخ الثكالى, تتزايد معاناة ومآسي اليمنيين كل ساعة , كل دقيقة يموت العشرات من الجوع والمرض من وطأة الإجرام وتشديد الحصار .
جرائم بالأرقام
استعرض ناطق حكومة الإنقاذ في مؤتمر صحفي الكارثة الإنسانية جراء العدوان على اليمن حتى نهاية 2018, موضحا أن أكثر من 22 مليون من اليمنيين يحتاجون لمساعدات إنسانية (غذاء، ماء، إيواء) و11.3 مليون شخص يحتاجون إلى غذاء وصحة، وسبعة ملايين و500 ألف شخص في حاجة ماسة لمساعدات التغذية الصحية، و2.9 مليون طفل وامرأة يعانون من سوء التغذية و400 ألف فرد يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم, وكشف أن أكثر من 35 بالمائة من سكان اليمن ضمن مؤشر المرحلة الخامسة (مرحلة المجاعة)، فيما مليون و500 ألف موظف يعانون من انقطاع المرتبات منذ نقل البنك المركزي إلى عدن.
وذكر ناطق الحكومة أن هناك أكثر من مليون و450 ألف نازح داخل اليمن، وما يقارب من 30 بالمائة من العالقين خارج اليمن، وتطرق إلى نتائج استهداف العدوان للمدنيين بصورة مباشرة وغير مباشرة.
موضحا أن الشهداء والجرحى خلال فترة العدوان 2015م -2018م بلغ عدد الشهداء 15 ألف و395 شهيدا.
وفيما يتعلق بالقطاع الصحي بين أن العدوان استهدف ، 425 مستشفى ومرفق صحي ما بين تدمير كامل وجزئي و72 سيارة إسعاف و85 شهيد من طواقم الإسعاف و231 جريح من طواقم الإسعاف بالإضافة إلى سبعة مراكز للغسيل الكلوي, وفي قطاع التعليم استهدف ألفين و753 منشأة تعليمية وتربوية (تدمير جزئي وكلي)، وتوقف ثلاثة آلاف و600 مدرسة عن نشاطها التعليمي واستهداف 68 مرافق إدارية تربوية واستهداف 164 منشأة جامعية حكومية وأهلية و60 معهد مهني وكلية مجتمع”.
وذكر ناطق حكومة الإنقاذ أن خسائر قطاع النقل تم تدمير 15 مطارا مدنيا بما فيه المبنى الجديد لمطار صنعاء الدولي، وأربع طائرات مدنية وست قطاعات للطيران المدني والأرصاد ومنظومة جهاز الإرشاد الملاحي بمطار صنعاء، بالإضافة إلى تدمير 16 ميناء بحري وبري والرافعات الخاصة بالموانئ البحرية, وفي مجال الطرق والجسور دمر ثلاثة آلاف و50 طريق و784 جسر وكذا تدمير خمسة آلاف و400 وسيلة نقل ما بين سيارة وشاحنة, و استهدف في قطاع الاتصالات 476 شبكة ومحطة اتصالات حكومية
وخاصة, فيما استهدف في قطاع الكهرباء 508 منشأة ومحطة كهرباء, و في قطاع الأعلام استهدف 42 منشأة إعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة (تدمير كلي وجزئي) و28 مركز إرسال تلفزيوني وإذاعي و FM ومكرويف, واستهدف في قطاع المياه ثمانية آلاف و744 منشأة مائية وألف و90 مضخة مياه آبار وغطاسات وشبكات ري حديثة وعشرة حفارات آبار, وفي قطاع النفط 364 منشأة ومحطات وقود و265 ناقلة وقود، وفي قطاع الرياضة استهدف العدوان 123 منشأة ومرافق رياضية, وفي قطاع الأوقاف 1142 مسجد و62 مقبرة، وفي قطاع السياحة استهدف العدوان 296 منشأة سياحية و219 موقع أثري.
وأشار إلى أن أجمالي الخسائر في الثروة الزراعية والحيوانية خمسة آلاف و10 حقل ومساحة زراعية وثلاثة آلاف و500 بيت زراعي محمي ومنتج محاصيل، وثلاث مزارع إنتاج حكومية و39 مجمع وإرشاد زراعي و81 مركز ومخزن تبريد زراعي و41 جمعية زراعية تعاونية و11 مشتل زراعي وألف و16 مزرعة محاصيل و40 سوق زراعي ريفي و114 حراثة وحصادة، وثلاثة ملايين و500 ألف قطيع متنوع من المواشي و370 مزرعة دواجن ومواشي و41 ألف و575 خلية نحل, وفي الثروة السمكية استهدف أكثر من أربعة آلاف و613 قارب صيد واستهداف 93 مركز إنزال سمكي وأسواق تجميع الأسماك في سواحل البحر الأحمر, وفي القطاع التجاري تم استهداف 15 صومعة غلال وثلاثة مطاحن قمح وتسعة آلاف و328 منشأة تجارية و358 مصنع تجاري لشركات القطاع الخاص و641 سوق مركزي و722 مخزن أغذية, وفيما يخص استهداف المنشآت والمباني الحكومية تم استهداف ألف و822 منشأة ومبنى حكومي.
مظلومية النصر
تلك الأرواحُ التي اختطفتها أسلحةُ العالم المستكبر, لن تذهب هدرا, هي أرواح لا تموت, تذهب فقط من اليمن وتسافر إلى البعيد ليحل محلها أرواح من الحرية والعزة والكرامة والاستقلال, تلك الدماء الطاهرة التي ارتوت منها الأرض اليمنية ستتحول إلى براكين تنسف وتسقط عروش الظلم والمستكبرين بقوة الله الأقوى ولي المتقين وناصر المستضعفين.