الخبر وما وراء الخبر

صناع الكرامة

29

ذمار نيوز | مقالات 13 جماد أول 1440هـ الموافق 19 يناير، 2019م

بقلم | سام يحيى الهمداني

الشهداء هم رمز الشرف والتضحية والفداء، بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الله ودفاعاً عن النفس والأرض والعرض، صنعوا لنا العزة والرفعة والحرية والكرامة، غسلوا بدمائهم درن الأرض من وحل عباد أمريكا وإسرائيل، زلزلوا عروش الطغاة والمستكبرين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، عبدوا طريق الجهاد وعانقوا الجبال فكانت لهم درع الفداء ومأوى الوفاء، عبروا الأودية فظللتهم أشجارها بالأمن والأمان، صافحت أرجلهم الرمال وكست أجسادهم من غبار تقرأ من خلاله آيات الحق والنضال.

ومن قرية صنعة التي أنجبت الكثير من صناع الكرامة نقف وقفة إجلال مع شهدائها الأبطال الذين جاهدوا في الله حق الجهاد، ومع أول شهيد كان بداية الغيث وفاتح المجد إنه الشهيد إسماعيل لقمان الذي انطلق بوعي وبصيرة والحرب لا زالت بأطراف الحدود سقى بكلماته أخيه الزائر المجاهد الشهيد الحسين لقمان فارتوى ظنه ولحق بدرب أخيه شهيداً بشبوة.

ومن إسماعيل إلى ابن أخيه نضال الذي نال العدو منه البأس والتنكيل فشهد له رفاقه بحسن القيادة وقوة الإرادة، واستبشرت قوى الشر والعدوان لسقوطه شهيداً بعدن معلنة عن ذلك؛ علها تخفف من وجعها الذي سببه لها الشهيد هو ورفاقه الأبطال.

ومن تعز وساحات نزالها سقط الشهيد هيثم المغربي الذي لم تغرب الشمس لاستشهاده؛ بل أشرقت صنعة بنور ربها، فعانقت أفراحنا السحاب؛ كونه صنع لأهله ولقريته الفخر والعز.

ومن مأرب زف إلينا نبأ استشهاد يوسف لقمان وأخيه علي، عانقا هيلان، واحتضنت أرواحهما صرواح قبلة الفوز والفلاح.

ومن ميادين الشرف نال ابن شرف الدين ما يتمناه وسقط شهيداً بشبوة، وزف لقريته وسام العز وعبق الحرية.

ومن آل المجاهد نقرأ البذل والعطاء والتضحية والفداء، شهيدان الأول بالبيضاء والآخر بالساحل الغربي، تعانقت التسميات وتوافقت الألقاب من المجاهد كان المجاهد وكانت الشهادة هي وسامهم.

ومن نجران زف شهيدنا ابن القاضي الشبيبي تاركاً الأثر الطيب في نفوس رفاقه هو الشهيد الأخير وهو الأول حتى نتلوا آيات النصر والظفر، ولا يتسع المقال لذكر الجميع فهم كثر والحديث عنهم يطول، فهنيئاً لأسرهم وهنيئاً لقريتهم التي يحق لها أن تفتخر بشهدائها الأبطال الذين ضربوا أروع الأمثال… الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والنصر لليمن.