العدو الإسرائيلي يستشعر خطر تطور سلاح الجو المسير في اليمن.
ذمار نيوز.| تقرير | إسماعيل المحاقري 12 جماد اول 1440 الموافق18 يناير 2019م
لم يعد التطور المطرد في الصناعات العسكرية اليمنية بشقيها الصاروخي والطائرات المسيرة يشغل ويقلق النظام السعودي ومشغليه الأمريكيين فقط، بل بات مقلقا ومؤرقا للعدو الصهيوني الذي لا يخفي حرصه على مواكبة المشهد اليمني وتمنياته لتحالف العدوان بحسم المعركة لصالح مشروع التقسيم والتفتيت الأمريكي.
ونتيجة للعمليات النوعية لسلاح الجو المسير في قاعدة العند بلحج وفي العمق السعودي وما نتج عنها من قتلى وجرحى في صفوف الضباط السعوديين وقيادات المرتزقة ارتفعت الأصوات في تل أبيب بمراكز بحوثها العسكرية والأمنية محذرة من تنامي هذه القدرات ومفاعيل انتصار اليمنيين وأثره على أمن الكيان الصهيوني.
المركز الأورشليمي لدراسات المجتمع والدولة في تل أبيب الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد وكيل الخارجية الصهيوني السابق يقول إن قدرة من أسماهم “الحوثيين” على إحداث ضرر كبير بطائرة من دون طيار هجومية يجب أن يقلق القيادات العسكرية والسياسية في “إسرائيل”، معتبرا مقتل عدد من كبار الضباط السعوديين في عسير وآخرين من قيادات المرتزقة في قاعدة العند دليل على أن اليمن تحول إلى ساحة مواجهة تمهيدية ضد “إسرائيل”.
وفي مقال له ركز ميخال سيغل، الذي تولى إدارة الملف الإيراني في “لواء الأبحاث” التابع لشعبة الاستخبارات الإسرائيلية ويعمل حالياً مستشاراً لعدد من الشركات الأجنبية العاملة في الدول الخليجية، ركز قدرة الجيش واللجان الشعبية على جمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة معطوفا عليها قدرة الطائرات المسيرة على حمل كمية كبيرة من المتفجرات، بحيث تنفجر وتنشر الشظايا على مسافة عشرات الأمتار، ما قد يزيد من تأثير هجماتها ويفتح المجال لحركة حماس في استخدام مثل هذه الطائرات لاستهداف المعسكرات الصهيونية والمستوطنات التي تقع في محيط الحدود وفق توقعات سيغل الذي حذر أيضا من حصول “حزب الله” و”حماس” على قوارب مسيرة ذات قدرات هجومية ينطوي بشكل خاص على خطورة كبيرة، على اعتبار أن هذه القوارب لن تشكل تهديداً جدياً فقط على سفن سلاح البحرية الإسرائيلي، بل إنها ستمثل تهديداً كبيراً على حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط.
الاهتمام والتقويم الصهيوني لتنامي القدرات والصناعات العسكرية اليمنية لا يقتصر على الخبراء والمنظرين الصهاينة بل سبق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كل هؤلاء عندما اعتبر في الأشهر الأولى من العدوان على اليمن مضيق باب المندب يشكل خطرا على أمن الكيان أكبر من خطر الملف النووي الإيراني.
وخلال مراسم تخريج فوج من ضباط إسرائيليين في سلاح البحرية بحيفا مطلع اغسطس العام الماضي قال نتنياهو إنهم على استعداد للمشاركة في تحالف دولي في البحر الأحمر في حال تم إغلاق مضيق باب المندب في إشارة إلى ما يسمونه مساعي إيران لتطويق إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
ويرى كثير من المراقبين أن القلق الصهيوني من سيطرة الجيش واللجان الشعبية على باب المندب ناتج عن كون الأخير نافذتها على المحيط الهندي ودوله وهو الذي يمنح مرفأ “إيلات” قيمة ودورا فعليا على خليج العقبة.
ومنذ بدأ العدوان على اليمن لوحظ حجم الاهتمام الصهيوني بالتطورات الميدانية والعسكرية بالشكل الذي كشف عن تقاطع مصالح سعودية إسرائيلية وتناغم وتقارب غير مسبوق.
وعلى خط مواز، دوت أصداء الضربات الباليستية في العمق السعودي وعمليات القوة البحرية في تل أبيب وهو ما دفع حكومة كيان العدو الصهيوني إلى تناول دلالات ومفاعيل هذه القدرات في أكثر من محطة على أنها تشكل خطرا على الملاحة البحرية الإسرائيلية.