الخبر وما وراء الخبر

جيل التحدي بين نصرين

130

بقلم / فوزية عبد الوهاب الشهاري


في هذا اليوم العظيم في العيد الـ 48 للاستقلال تتراقص الكلمات فرحة في أسطري، تسابقني أحرفي لتعبر عما يختلج في نفسي، الفرحة الغامرة التي يفوح شذاها بين جوانحي، فبين عبق الماضي الزاهي بطرد المستعمر، فخْرُ الحاضر بالتصدي للعدوان بكل بأس وقوة ودحضه.
وأجيال اليمن بين ذاك الماضي والحاضر تعلمت من هو اليمني كما عرفه العالم أجمع وأدركه العالم أجمع، هو الشامخ إباءً، هو المزهو فخراً بدينه، المعتز بأرضه، الذائد عن ترابها بدمه، غير آبه في سبيلها بشيء.

أجيالنا ستكبر ويكبر التحامهم بسلاحهم، ويكبر في أذهانهم ما كابدوه وعانوه من تحالف اعتداء ظالم وحصار خانق تلك المعاناة التي دفع الوطن وأبناؤه في سبيلها الكثير، جعلت حتى أغانيهم وزواملهم رجولة، كلماتها تعبق قوة وإيمان، يتباهون بحمل السلاح، وبترديد حب الوطن في كل نشيد صباح، ولم يعد النشيد مجرد كلمات فبعد كل ما عرفوه وشاهدوه من عدوان غاشم، صار يقيناً مترسخاً في أعماقهم، فكلماته مزجت بالدم الثائر، وإن الكثير استشهدوا ليحيوا هم على أرضه بعزة وإباء، وحين يرددوا نشيد الوطن ويحيوا العلم اليمني، ستمر من أمام أعينهم كل تلك البطولات والملاحم التي سطرها جيشه ولجانه الشعبية، وكيف دكوا المواقع تلو الأخرى شعثا غبرا حفاة ، لم يهابوا طائرات العدو ولا جبروته واغتراره بالعالم المؤيد له في طغيانه، سيتعلمون من الجيش واللجان الشعبية أن من كان اعتماده على الله وحده فالنصر حليفه لا محالة وأن تكالب عليه الكون أجمع.
هذا الجيل سيكبر معتزاً بتاريخه متفاخراً على كل البلدان، أن أرضه لم يدنسها حاقد ولن يعيش فيها محتل أو عميل، وبين أعينهم يبرق الأمل المنشود وفي أعماقهم يقيناً كما انتصرنا واستعدنا حقنا ففي القدس لنا لقاء وانتصار.