الخبر وما وراء الخبر

عامُ الطيران المسيّر

41

بقلم | محمد عبدالله اللساني

هكذا كان تصريحُ الناطق الرسمي للقوات المسلحة.

فعلاً اليوم هناك نقلةٌ نوعيةٌ وتصنيعيةٌ للقوات المسلحة اليمنية تأتي ضمن سياق قوة الردع لعدوان ظالم وغاشم استباح البر والبحر والجو والإنْسَان “المرأة والطفل والكهل والشاب”.

ويتفنن هذا التحالفُ في قتل وتشريد وتجويع شعبٍ، في سابقة عصرية لم يسبق لها مثيلٌ على الشعب اليمني.

فلكلِّ فعلٍ ردُّ فعل مساوٍ له في القوه ومضادٌّ له في الاتّجاه، فاتّجاه العدوان إجرامي واتّجاه الشعب اليمني مقاومة وردع لهذا الإجرام.

فمن الطبيعي والمنطق وكما يقال الحاجة أم الاختراع.

ولذا كانت من صميم متطلبات الردع لهذا الصلف العدواني استنهاض العقول والابداع، وهذا ما تم بالفعل رغم الإمكانات القليلة والتي لا ترقى أو بالأصح لا مقارنة بمستوى إمكانات الة القتل للتحالف العربي الغاشم.

العام 2019 م كانت له بداياتٌ ملفتة، ومن خلال التحليل لمجريات الأحداث وخصوصاً قاصف 2k والتي رسمت ملامح الرعب صوتاً وصورةً لقادة العدوان المحليين والتي كان صداها ملفتاً للغريب قبل القريب، ومن خلال متابعة بعض قنوات العدوان والتي سارعت في الإعلان عن أنها طائرة إيرانية الصنع، في اتّهام باطل ومحاولة منهم لتخفيف الصدمة التي أصابت قيادة التحالف في مقتل ميداني وإعلامي.

ومن الطبيعي أن تكون هكذا ردة فعل إعلامية، ففاقد الشيء لا يعطيه، فمديات تفكيرهم لا يمكن أن تتخيلَ أن هناك عقولاً منتجةً وفعَّالةً، وهذا يثبت مدى فعالية الضربة الجوية للجيش واللجان الشعبية هذا من جانب. وبعيداً عن تحليل مكان وزمان الضربة استخباراتياً.

ومن جانب آخر وهو الأهم هو أن كلَّ تصريحات قيادة الثورة وما يصرح به الناطق الرسمي والتي نادراً ما نجدها في قيادات العالم العربي من مصداقية في القول والفعل، فكما كان للقوة الصاروخية الحضور البارزُ والمؤثر في مجريات الدفاع عن الوطن كذلك هو حال الطيران المسيّر.

وفي هذا العام برزت التصريحاتُ عن عام الطيران المسير بالقول والفعل وبالصوت والصورة في العند وفي الخوبة- جيزان وتجمعات المرتزقة في عسير، كلها معطيات عن مدى تطور ومصداقية الواقع الإنتاجي والعملياتي في الميدان لقيادة الثورة.

هذا من جانب ويبقى جانب القوة الصاروخية في تصريحات الناطق الرسمي والذي لا يمكن تحاشيها وهو قوله: إن “لدينا صواريخَ بالستية حديثة سيتم الكشف عنها”.

وكذا لا يمكن تحاشي كلمة “حديثة” وهنا من الصعوبة تحليل مدى حداثتها والتي كان قد سبقها كلام السيد القائد “عن قدرات القوة الصاروخية في اختراق منظومات الدفاع الأمريكية وغير الأمريكية”، والتي أثبتتها الضرباتُ الصاروخيةُ في عمق عواصم العدوان، وكلها أهداف عسكرية.

وكذا قولُ السيد القائد عن أن “العمل جارٍ لتطوير منظومات دفاع جوية للطائرات الأمريكية الحديثة التي تشتغل فوق سماء بلدنا”.

قيادةٌ بحجم الوطن والأمة تدركُ فعلياً ومن واقع الميدان عن متطلبات ومواكبة وتحديث منظومات الدفاع للجمهورية اليمنية التي كفلتها الدساتيرُ الإنْسَانية والقانونية في القانون اليمني والدولي والحق في امتلاكها.

كُلُّها معطياتٌ تُثبِتُ بالفعل أن اتّجاهاتِ المقاومة اليمنية تجري صوبَ السيادة والدولة المدنية الحديثة والتي لا يمكن لأية دولة امتلاك سيادتها والسعي لتطوير شتى جوانب الدولة السياسية والاقتصادية والعسكرية و… إلخ، بدون قوة ردع تحفظ أمن وسيادة البلاد وتمكّن أبناءَها من بناء مستقبل مواكبٍ للعالم في كُــلّ المجالات.