صاروا شهداء …
بقلم | سعاد الشامي
لأنهم طلائع الزهر المتفتح في رياض العطاء المقدس ، والنفحة الأزكى من نفحات التضحية الإنسانية ، تفتحت لهم أبواب السماء وأبتهجت بقدومهم جنة الفردوس، وكانوا هم السابقون الأولون .
لأن نفوسهم مفعمة بالإيمان وممتلئة بالثقة واليقين بقدرة خالقهم ، حيت امتازوا بطهارة المشاعر وسمو الأفكار وعظمة الغايات ورقي المقاصد ، فساقتهم أقدامهم مسلكا مباركا وكانوا هم الفائزون.
لأنهم أزكياء الأفئدة أذكياء الألباب، رأوا البرهان اللفظي والحجة الألهية واضحة في آيات الله ، وعكفوا عليها وأخلصوا لها وترجموها إلى تصرفات عملية وتحركات جهادية ، فصدقوا ماعاهدوا الله عليه وكانوا هم الصادقين.
لأنه عندما تقاطرت إليهم جحافل العدوان وجيوش الدول الظامئة إلى الإجرام وتكالبت عليهم جموع الأنفس المتوحشة و المتعطشة إلى الدماء وشنت العواصف العادية على يمن الإيمان وأزهقت الأرواح ومزقت الأجساد وتناثرت الأشلاء وتفرقت الأعضاء ودمرت البنيان ، أنتفضت مشاعرهم من رحم المظلومية وأعلنت جهوزيتها المطلقة للمواجهه والتصدي وافترشوا تراب الوطن وتلحفوا بسمائه وبأرواحهم ، فأفتدوا عزته وكرامته ، وبدمائهم سقوا تربته الطاهرة وكانوا هم المخلصون.
لأنهم دخلوا امتحان التحدي، وقدموا أعظم أجابات الفداء في مواجهة الطغاة والمعتدين ومحوا بممحاة الصمود كل خطوط الصعوبات والمخاطر وسطروا بحبر دمائهم أروع ورقة للملاحم البطولية فكانوا هم أوائل الناجحين.
ولأنهم السابقون والفائزون والصادقون والمخلصون والناجحون صاروا هم الشهداء..فسلام سلام سلام