من يعرقل اتفاق السويد؟ وماذا تنتظر لجنة تبادل الأسرى..؟
ذمار نيوز.| تقارير 9 جماد اول 1440 الموافق15 يناير 2019م
اتسعت دائرة التهديدات المحيطة باتفاقات السويد، وسط تصاعد الاتهامات المُوجّهة من حكومة الإنقاذ إلى رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، وتزايد مضاعِفةً بذلك احتمالات فشل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، في إحراز تقدم جدّي على طريق إنهاء الأزمة اليمنية.
حيث هاجم ، رئيس وفد حكومة الانقاذ ، محمد عبدالسلام ، الذي اكد عدم إحراز أي تقدم ، متهماً رئيس لجنة التنسيق الأممية بالخروج عن مسار الاتفاق بتنفيذ أجندة أخرى.
واعتبر عبدالسلام ، أن المهمة أكبر من قدراته، ومحذراً من أنه ما لم يتدارك غريفيث الأمر، فمن الصعوبة بمكان البحث في أي شأن آخر».
اتهامات يرى فيها مراقبون بانها تعيد إلى الأذهان حالة التوتر التي طبعت العلاقة بين «أنصار الله» والمبعوث الأممي السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي كان يُنظر إليه على أنه وسيط «غير محايد».
وهذا ما عبّر عنه أمس عضو المكتب السياسي للحركة، سليم المغلس، الذي قال إن كاميرت يذكّرني بالمبعوث السابق تماماً، عندما كان يضع العراقيل أمام نجاح مهمته بنفسه، واصفاً عمل الجنرال الهولندي المتقاعد بـ«المشبوه»، ومتهماً إياه بـ«إثارة نقاط الخلاف السياسية، وتعكير الأجواء الإيجابية» وفق ما نقلته صحيفة الاخبار اللبنانية .
واحتمل المغلس أن يكون كاميرت «غير راضٍ عما تم الاتفاق عليه، أو أنه ينفذ أجندات دول أخرى لها مصلحة في بقاء الحرب»، مضيفاً أنه «إذا ما افترضنا حسن نواياه، فإن قدراته ليست بمستوى المهمة الموكلة إليه». ومن هنا، نبّه عضو وفد صنعاء التفاوضي إلى أن «هذه المطبات تضع (مهمة) المبعوث الأممي على المحك… فإما أن ينجح وإما أن يعود إلى ما قبل الصفر».
مراقبون اعتبروا ان إعلان “الانقاذ” استياءها من أداء كاميرت، بمثابة تلميح إلى ضرورة إحداث تغييرات في رئاسة «لجنة التنسيق» المعنية بتنفيذ اتفاق الحديدة.
وكالة «فرانس برس» افادت بأن ممثلي حكومة الانقاذ قاطعوا اجتماعاً لها كان مقرراً انعقاده أمس ــــ قبل المضي في أي خطوات أخرى، يشيان بأن عمل «اللجنة» ربما بات مُعلّقاً عملياً.
وهو ما سينسحب حتماً على مفاعيل مشروع القرار الذي طرحته بريطانيا، الجمعة الماضي، على مجلس الأمن الدولي، والداعي إلى نشر 75 مراقباً أممياً في الحديدة، إذ إنه في ظلّ احتجاج «أنصار الله» على مسار تنفيذ الاتفاق، تُطرح تساؤلات كثيرة حول إمكانية تنفيذ القرار المذكور ما لم يتمّ الإصغاء إلى اعتراضات الحركة، بالنظر إلى سيطرة الأخيرة على العاصمة صنعاء، وعلى محافظة الحديدة أيضاً، وبالتالي قدرتها على تعطيل أي إجراءات من هذا النوع.
مع ذلك، جددت حكومة الإنقاذ على لسان المتحدث الرسمي للحكومة ضيف الله الشامي. واتهم الشامي تحالف العدوان والقوى الموالية له بـمحاولة الالتفاف على اتفاق السويد، محتملاً أن يكون هناك إعداد لـالقيام بأعمال إجرامية ومشبوهة، تتناغم مع الموقف غير الملتزم بوقف إطلاق النار.
إنهاء ملف الاسرى
في السياق ، أعلن المبعوث ألأممي مارتن جريفيث، اليوم الإثنين، أن الحكومة الأردنية لم تعط موافقة بعد على عقد اجتماع لجنة متابعة تنفيذ اتفاق الأسرى في عمان.
الإعلان المقتضب الذي نشره مكتب جريفيث في تغريدة على موقع “تويتر”، جاء بعد مغادرة ممثلي حكومة الانقاذ ، صنعاء على متن طائرة تابعة الجنة الدولية للصليب الأحمر، متجهين إلى الأردن للمشاركة في اجتماعات اللجنة برعاية الأمم المتحدة وبحضور ممثلين عن حكومة هادي أيضاً.
وكان وفدا الطرفين، وقعا في مشاورات السويد على آلية لتبادل شامل للأسرى والمعتقلين من الطرفين، والذين يبلغ عددهم آلاف الأشخاص.
وعلى الرغم من مرور ما يزيد عن شهر على التوقيع، لا يزال الطرفان يتبادلان الاتهامات بوضع عراقيل أمام بدء التبادل المقرر أن يتم بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.