كشف حقيقة كل ما جرى في حريق مصفاة عدن
ذمار نيوز| تقارير 8 جماد اول 1440 الموافق14 يناير 2019م
بعد ساعات على العملية النوعية التي نفذها سلاح الجو المسير اليمني في قاعد العند بلحج، اندلع حريق كبير في مصفاة عدن، حيث سارعت القنوات المموّلة سعوديا الى اتهام حركة انصار الله اليمنية باستهداف مصافي المدينة بطائرات مسيرة، لكن وزارة الداخلية التابعة لحكومة هادي نفت تعرض مصافي عدن لأية عملية قصف فيما اكدت انصار الله ان تحالف العدوان بقيادة السعودية يقف وراء الحريق.
أصيب ستة عمال في مصفاة عدن جنوبي اليمن، جراء حريق مستمر بالمصفاة منذ مساء الجمعة الماضي 11 كانون الثاني/ يناير. وذكرت مصادر في السلطة المحلية بأن الحريق “امتد إلى صهريج آخر بعد انحساره خلال الساعات الماضية، مسببا انفجارَهُ وتصاعد ألسنه اللهب، وإصابة ستة من عمال المصفاة بحروق متفاوتة”.
وأضافت أنه على الرغم من استمرار جهود فرق الإطفاء في إخماد الحريق، تسود مخاوف من اتساع رقعته إلى خزانات أخرى في أكبر مصافي تكرير النفط في اليمن.
وبينما لم تتضح حتى الآن الجهة المسؤولة عن الحريق اتهمت القنوات الممولة سعوديا مثل العربية والحدث فور الحادث حركة انصار الله اليمنية باستهداف المصفاة بطائرة مسيرة، لكن سرعان ما نفت وزارة الداخلية التابعة حكومة عبد ربه منصور هادي في بيان تعرض مصافي عدن لأية عملية قصف.
ويأتي حادث الحريق في مصفاة عدن بعد ساعات على عملية سلاح الجو المسير التي استهدفت قيادات عسكرية تابعة لمرتزقة العدوان بقاعدة العند الجوية بمحافظة لحج والتي شكلت ضربة موجعة لقوى العدوان ومرتزقتهم فذهبوا للبحث عن ذريعة تدين الجيش واللجان الشعبية بعد أن فشلوا في استغلال عملية قاعدة العند لتأليب المجتمع الدولي على القوى الوطنية تحت شماعة تقويض اتفاق السويد.
في المقابل حمّل رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، تحالف العدوان بقيادة السعودية الداعم لحكومة هادي بالوقوف وراء الحريق.
وفي رده على خبر استهدف الطيران المسير للمصافي، قال الحوثي إن القوات المسلحة والأمن ليس بقوائم أهدافها استهداف المنشآت اليمنية الحيوية مؤكدا ان القوات المسلحة والأمن واللجان تعمل على دحر الغزو والاحتلال وحفظ الأمن والاستقرار، وليس بقوائم أهدافها استهداف المنشئات اليمنية الحيوية، وهذا ما عهده لشعب منهم خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائه.
وكان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع قال في وقت سابق أن سلاح الجو المسير لم ينفذ أي عملية، في إشارة إلى نفي خبر قنوات العدوان التي قالت إن الحريق في مصافي عدن ناتج عن استهداف سلاح الجو المسير.
وفي وقت سابق الجمعة، نفت وزارة داخلية حكومة هادي في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني تعرض مصافي عدن لأية عملية قصف وقالت إن سبب اشتعال النيران في أحد خزانات الشركة يعود إلى بقايا مشتقات بترولية بالقرب منه، من دون إعطاء مزيد من التوضيحات.
وكانت شركة مصافي عدن قالت في بيان إن الحريق في أحد الخزانات الصغيرة كان يحتوي على بقايا مشتقات بترولية عقب صوت انفجار لم يعرف مصدره حتى الآن وتمكنت فرق الإطفاء اليمنية من السيطرة على حرائق خزانات مصافي عدن، بعد مرور أكثر من 24 ساعة على اندلاعها ، مؤدية إلى إصابات وخسائر مادية، فيما لا زالت جهود إخماد الحريق متواصلة.
من جهته انتقد الكاتب والصحفي اليمني على الفقيه تقاعس التحالف السعودي من اندلاع حريق مصافي عدن وامتداده والتهام النيران خزانا آخر.
وقال الفقيه في منشور بصفحته على فيسبوك: مقابل عجز سلطاتنا الحكومية تتوارى قدرات “إسبرطة” التي تسيطر على المدينة وتختفي طائراتها المختصة بإطفاء الحرائق، في إشارة منه إلى الامارات التي تسيطر على عدن وتشرف عسكريا وأمنيا على تلك المحافظة ومحافظات جنوبية أخرى. (دولة تمارس النفوذ العسكري خارج حدودها).
وخاطب دول التحالف قائلا: “يا أطفال الطفرة النفطية وتوازياً مع رغبتكم في أن تقدموا أنفسكم كقوة احتلال أن ترسلوا طائرة تطفئ الحريق وأخرى تصور لتستعرضوا وتقولوا للناس كم أنكم حريصون على اليمن”.
وتردد عن الحريق ان جهات نافذة تقف خلف حادث الانفجار وإحراق أحد خزانات الوقود والذي تستخدمه لجنة المشتقات السعودية لتزويد محطات كهرباء عدن بالوقود وان ما جرى في مصافي عدن عمل تخريبي تم عبر ادوات لنافذين داخل المصافي بعد ان بات الخزان المستهدف خارج سيطرة النافذين المرتبطين بالحكومة اليمنية وجهات نافذة.
وتفيد معلومات بان المصافي تشهد منذ فترة صراعا خفيا نتيجة سحب عدد من الخزانات من ايدي رجل المال وتاجر النفط احمد العيسي لتخزين المشتقات النفطية السعودية المخصصة للكهرباء.
وفي السياق قال الشيخ جمال بن عطاف وهو عضو في ما يسمى الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي إن حريق مصافي عدن بفعل فاعل، ويأتي بسبب المنحة السعودية المقدمة من المشتقات النفطية.
وأضاف في تغريدات على موقعه بتويتر: “تم السيطرة على الحريق في خزان مصفاة عدن واتوقع انه بفعل فاعل بعدما فضحتهم رقابة المنحة السعودية ويريدون التستر على جريمة الاختلاس”.
وأوضح بن عطاف في أخرى: “الأنباء الأولية تشير إلى أن الحريق في خزان مصفاة عدن بفعل فاعل من داخل المصفاة وتم تشكيل لجنة للتحقيق برئاسة مدير شرطة البريقا وسبعة آخرين وتم منع جميع موظفي المصافي من المغادرة”.
وفي اول تعليق من خبير نفطي على الحريق قال في حديث هاتفي خاص مع “عدن تايم” وفضل عدم ذكر اسمه ان كل ما صدر عن الشركة وبقية الاجهزة ذات العلاقة مجرد استعراض للواقعة وتطمين فقط وليس من المعقول ان لا يتوفر في الشركة العتيقة من الفنيين والمهندسين والكادرات الرفيعة التي يمكن ان تحدد من الوهلة الاولى طبيعة الحريق وتركت الحديث من خارجها لاجتهادات العامة “طائرة مسيرة .. رصاص راجع” وأول من روج للطائرة المسيرة قناة عربية كبرى محسوبة على التحالف العربي بحجم قناة الحدث وعاجلاتها.
واستغرب الخبير النفطي ان تكون منشأة تكرير كبرى كمصافي عدن لا تحاط بسياج أمني رفيع مجهز بكل تقنيات الحماية وافراد أمن على مستوى عال من التدريب والتأهيل الذين يكونون على يقظة عالية وحس ووعي امني عال قادر على التعامل مع أي حدث طارئ في المنشأة كما هو متعارف عليه في المنشئات النفطية في البلدان المجاورة ولو بأدنى حد من المسؤولية الامنية.
يشار إلى أن مصفاة عدن للنفط، التي تعرّضت لانفجار نتج عنه حريق كبير، اليوم الجمعة، شُيّدت في العام 1954 من قِبل شركة البترول البريطانية المعروفة بـ “BP” في عهد الاستعمار الإنجليزي لمدينة عدن وبدأت بتشغيلها في تموز/يوليو 1954، بطاقة انتاجية 150 ألف برميل يوميا، وآلت ملكيتها إلى الدولة في العام 1977، أي بعد نحو 10 سنوات من الاستقلال.
وتعرَّضت مصافي عدن في العام 1994 أثناء العدوان السعودي واشتعلت النيران في بعض خزاناتها، حيث تسبب ذلك في إخراجها عن الخدمة، فضلًا عن خلق أزمة حادة في الوقود.
ومنذ ذلك الحين، وحتى العام 2014 تأرجحت مصافي عدن في عملها بين الارتفاع والانخفاض، حتى توقفت عمليات التكرير فيها بشكل كامل في يونيو من العام 2014 عقب خروج محطة الكهرباء التابعة للمصفاة عن الخدمة، وهو ما أدى إلى توقف تام للمرافق الإنتاجية في المصافي.
وفي يونيو من العام 2015 تعرَّضت خزانات مصافي عدن لقصف القوات اليمنية ادى إلى اشتعال النيران في بعض خزاناتها وفي أنبوب رئيس لضخ النفط .
وحاولت شركة المصافي أن تُعيد نشاطها في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، إذ بدأ ميناء الزيت التابع لشركة المصافي باستقبال أولى السفن المحملة بالمشتقات النفطية. وفي مطلع العام 2016 تعرَّض أحد الأنابيب الرئيسة في شركة مصافي عدن إلى عمل تخريبي أدى إلى اشتعال النيران فيه من خلال زرع عبوة ناسفة بجانبه.
وفي سبتمبر /أيلول من العام 2016، أعلنت شركة المصافي استئناف بدء التشغيل في وحدة الإنتاج والتكرير بالمصفاة التي توقفت عن العمل منذ قرابة عام ونصف عام لنفاد مخزون الشركة من النفط الخام.
لكن سرعان ما توقف العمل داخل شركة مصافي عدن بسبب نفاذ المخزون، وتوقف توريد النفط الخام إليها، فضلًا عن خروج محطة الكهرباء الخاصة بالشركة عن العمل، والتي ما زال العمل جاريًا فيها حتى اليوم الذي تعرَّض أحد خزانات شركة مصافي عدن للتفجير واشتعلت النيران فيه، ولم يُعرف حتى اللحظة حجم الخسائر التي لحقت بالشركة.