لهذا السبب: رؤوس الأموال تفر من أبوظبي.. وخطط الرياض زحفت 1000 سنة.
ذمار نيوز.| صحافة دولية 3جماد اول 1440 الموافق 9 يناير 2019م
قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إن التعقيدات السياسية التي بلغت ذروتها في الضجة العالمية حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي، قد طغت على الطموحات الاقتصادية الخليجية التي كانت متألقة في يوم ما.
وتشير الصحيفة إلى أن المنطقة التي كانت واحدة من أكثر المناطق الواعدة في العالم للاستثمار أصبحت منطقة “محظورة” لبعض الشركات العالمية ورجال الأعمال، مع التراجع الملحوظ في النمو الاقتصادي وخاصة في السعودية والإمارات.
ونقلت الإندبندنت عن أحد الاستشاريين السابقين في الإمارات قوله: “الناس يغادرون، حيث أصبح الأمر مكلفاً جداً لعيش العائلات”.
يضيف: “في الإمارات ارتفعت الديون الحكومية من 15% من الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 20%، ومن 1.5% إلى 17% في السعودية على مدى السنوات الخمس الماضية، ما أجبر الحكومات على خفض الضرائب”.
وتفيد الصحيفة بأنه إضافة إلى المتاعب فقد بدأ الأثرياء في الخليج في نقل أصولهم إلى الخارج، كما يبدو أن مشاريع مثل مدينة “نيوم” التي وقع عليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتكلفة 500 مليار دولار المقترحة على البحر الأحمر، قد أوقفت، حسبما ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” في الشهر الماضي.
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين للصحيفة مازحاً، إن برنامج رؤية 2030 الطموح من الأمير لاستغناء اقتصاد المملكة عن مبيعات الهيدروكربونات وتحديث الاقتصاد في غضون عشر سنوات سيتعين تسميته “رؤية 3020”.
وتشير الصحيفة إلى أن بعض المشاكل تتجاوز قوة ملكيات الخليج ومنها تراجع أسعار النفط، الأمر الذي أضر بالدعم الأساسي لاقتصادات شبه الجزيرة العربية، كما تسببت العقوبات الأمريكية المشددة على إيران في تعقيد العلاقات التجارية التي كانت مزدهرة في يوم من الأيام بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي كريستيان أولريشسن، قوله: “إن بيئة الاستثمار الخاصة غير النفطية في السعودية الضعيفة حالياً لا تمثل تغييراً جذرياً عن الماضي القريب، بل إنها مجرد فشل في مطابقة توقعات عالية للغاية لتحقيق مكاسب سريعة للغاية”.
كما أفاد خبراء آخرون للصحيفة أن الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها دول الخليج خلال العامين الماضيين قد أضافت بلا مبرر إلى مشاكلها، ممَّا أدى إلى تحطيم صورة المنطقة التي كانت تبدو مستقرة في ما مضى، حيث تحولت صناعة السياسة السعودية من نموذج الحكم القائم على الإجماع والذي يمكن التنبؤ به إلى حد كبير إلى هيكل أكثر عمودية وعرضة للتحولات المفاجئة.
وقال أحد رجال الأعمال الخليجيين: “إن تصرفات ولي العهد الأخيرة بتجريد العائلات من ثرواتها أجبرت جميع العائلات العربية في أنحاء المنطقة على القلق من أن أي دولة أصبحت الآن تهدد بشكل قانوني للاستيلاء على أصولها”.
وخلصت الصحيفة إلى أن خنق واحتجاز وتقطيع خاشقجي في 2 أكتوبر الماضي، واعتقال الباحث البريطاني ماثيو هيدجز من الحكومة الإماراتية حول تهم التجسس المريبة، وغضب السعودية ضد كندا بسبب تغريدة مرتبطة بحقوق الإنسان، واعتقال رجال الأعمال والأمراء من قبل بن سلمان، أكدت كل هذه الحوادث أنها عبارة عن نقطة تحول في المملكة وشريكتها الصغرى الإمارات، والذي أزعج رجال الأعمال.