الدفاع الروسية تكشف مسارات تهريب النفط من “دولة داعش” إلى تركيا (فيديو)
حللت وزارة الدفاع الروسية الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية الروسية وكشفت عن 3 مسارات رئيسية لتهريب النفط من سوريا والعراق إلى تركيا.
ونشرت الدفاع الروسية صورا تثبت تهريب النفط بكميات هائلة من “دولة داعش” في سوريا إلى تركيا، مقابل توريدات الأسلحة والذخيرة، بحسب ما اعلنه التلفزيون الروسي اليوم (الاربعاء 2 ديسمبر 2015).
وخلال مؤتمر صحفي عقدته الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الأول أوضحت الوزارة أن عائدات “داعش” من الاتجار غير الشرعي بالنفط كانت تبلغ 3 ملايين دولار يوميا قبل بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا منذ شهرين، لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة إلى 1.5 مليون دولار.
وقال أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي في المؤتمر: “تعتبر العائدات من الاتجار بالنفط من أهم مصادر تمويل أنشطة الإرهابيين في سوريا. وتبلغ عائداتهم قرابة ملياري دولار سنويا، إذ يتم إنفاق هذه الأموال على تجنيد المرتزقة في أنحاء العالم كافة، وتسليحهم وتزويدهم بالمعدات. وهذا هو السبب وراء حرص تنظيم “داعش” الإرهابي على حماية البنية التحتية للإنتاج النفطي اللصوصي في سوريا والعراق”.
وكشف أنطونوف أن الغارات الروسية استهدفت منذ شهرين 32 مركزا و11 معملا لتكرير النفط و23 محطة ضخ، بالإضافة إلى تدمير 1080 شاحنة كانت تقل النفط، وأدت إلى تراجع حجم تداول النفط في الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين إلى النصف.
وتابع أنه على الرغم من فعالية الغارات الروسية على منشآت إنتاج النفط التابعة للإرهابيين، إلا أنهم مازالوا يحصلون على مبالغ مالية كبيرة، بالإضافة إلى الأسلحة والذخيرة ومساعدات مادية أخرى من تركيا.
وكشف أن قرابة ألفي إرهابي دخلوا سوريا من الأراضي التركية خلال الأسبوع الماضي للانضمام إلى صفوف تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، بالإضافة إلى إرسال ما يربو عن 120 طنا من الذخيرة ونحو 250 عربة.
وأضاف: “وحسب معلومات استطلاعية موثوقة بحوزتنا، ينخرط الجانب التركي في تدبير مثل هذه التحركات بشكل نظامي ومنذ وقت طويل”.
وشدد المسؤول العسكري الروسي على أن القيادة التركية العليا والرئيس رجب طيب أردوغان وأفراد من عائلته، متورطون شخصيا في الاستخراج غير الشرعي للنفط السوري والعراقي وتهريبه إلى أراضي تركيا.
وتابع قائلا: “إن التدفقات المالية الناتجة عن الاتجار بالمشتقات النفطية موجهة ليس إلى زيادة ثروة القيادة السياسية والعسكرية في تركيا فحسب، بل يعود جزء كبير من تلك الأموال بشكل أسلحة وذخيرة ومرتزقة جدد من مختلف الألوان”.
واستغرب من صمت المجتمع الدولي حيال هذه القضية، مشيرا إلى أن نجل أردوغان يترأس إحدى أكبر شركات الطاقة في البلاد، فيما تم تعيين صهره مؤخرا في منصب وزير الطاقة.
https://youtu.be/N4Fy7XaIrEI
بدوره ذكر سيرغي رودسكوي رئيس مديرية العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان الروسية أن وزارة الدفاع حللت الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية الروسية وكشفت عن 3 مسارات رئيسية لتهريب النفط من سوريا والعراق إلى تركيا.
وذكر أن المسار الغربي يؤدي إلى الموانئ التركية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، أما المسار الشمالي فنقطة الوصول النهائية عليه هي مصفاة “باتمان” في تركيا، فيما يؤدي المسار الشرقي إلى مدينة جزيرة بن عمر التركية.
المسار الغربي
وأوضح رودسكوي أن النفط الذي يجري استخراجه من حقول بمحيط الرقة السورية، ينقل ليلا بصهاريج إلى شمال غرب سوريا، ومن ثم إلى بلدة إعزاز السورية ومنها إلى الريحانية التركية، ليتم توريد النفط لاحقا إلى ميناءي ديورتيول واسكندورنة، حيث يتم شحن جزء من النفط على متن سفن وإرساله إلى الخارج للتكرير، أما كميات النفط المتبقية، فيجري تسويقها في السوق التركية الداخلية.
https://youtu.be/BzlH0beifvs
ولإثبات هذه المعلومات، عرض الجنرال صورا فضائية تظهر قافلات من شاحنات الوقود في الميناءين في انتظار شحن محتوياتها على السفن، بالإضافة إلى شريط فيديو يظهر تحرك الشاحنات بصورة غير مقيدة عبر الحدود السورية-التركية في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “جبهة النصرة” في ريف حلب. وأشار إلى أن هذه الشاحنات تعبر الحدود بالمئات على الرغم من العمليات القتالية الدائرة في المنطقة، وتظهر اللقطات أنه لا يجري تفتيش تلك الشحنات في الجانب التركي من الحدود.
المسار الشمالي
وعبر المسار الشمالي يتم تهريب النفط المستخرج في حقول النفط الواقعة على الضفة اليمنى للفرات.
وتابع رودسكوي أن ريف دير الزور أصبح من أكبر مراكز “داعش” لاستخراج النفط وتكريره. وتابع أن الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية تظهر وجودا دائما لقوافل الشاحنات في تلك المنطقة بانتظار شحن النفط.
المسار الشرقي
وعبر المسار الثالث تنطلق الشاحنات من الحقول النفطية في شمال شرق سوريا (في ريف الحسكة قره جوخ) وشمال غربي العراق (في محيط زاخو).
وتظهر صور ملتقطة يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني وجود ما يربو على 1.1 ألف شاحنة في محيط زاخو العراقية، فيما تبرز صورة أخرى التقطت يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني في قره جوخ 50 شاحنة في محيط معمل تكرير نفط.
*وكالة خبر