الخبر وما وراء الخبر

الحق غلّاب

57

الشاعر | أمين الجوفي

الــحــق غــــلّاب واهــــل الــحـق غــلّابـة

ودايــمـاً صــاحـب الـحُـجّـة هــو الـغـلاب

والـبـاطـل اهــلـه ولـــد سـلـمـان واذنـابـه

مـهما جـمع لا صـفوفه من أمم واحزاب!!

هـــو عــارف الـلـيث لا قــد كـشّـر انـيـابه

مـن يـنفعه لا غـرز فـي صدره المخـلاب!!

وعــــارف انّــــه غــريــم اقـــوام قـطّـابـة

لا حـلّـقـوا قـطّـبـوا لــحـم الـعـدو قِـطّـاب

نــقـزقـزه مــــن ورط فـــي نـــار شـبـابـة

ونـرجـزه مــن غـلط مـن سـوقة الـضرّاب

صــفـر الـمـعـابر نِـطَـرّحـها عـلـى اهـدابـه

والـنـمـل يـصـبغ بـدمّـه أرضـيـة الارتــاب

مـــــا هــمــنـا لا زحــوفـاتـه ولا اســرابــه

مــــا دام والله مــعـنـا كــيــف بـانـرتـاب!!

قــاداتـنـا إن جـيـتـهـم لــلـحـرب حــرّابـة

وان جـيت لـلسلم تلقاهم على الترحـاب

ورجـالـنـا مـــن ســـرح يــضـوى بـدبـابـة

وريـاحـنـا لا اسـتـثارت قـلّـعت الاطـنـاب

وجـبـالنا امـست وظـلّت تـحرق اعـصابه

ورمـالـنـا اتـهـنـدست لـلـمـعتدي مـحـناب

بـالـمـخـتصر أرضــنــا غــابـة وراء غــابـة

ومـــن دخـلـهـا رجــع جُـثّـة عـلـى قــلّاب

جـنـودنـا فـــي رضا الـرحـمـن طـلّابـة

وصـمودنا أضـحى حـكاية آسـرة الالـباب

وكـــــل خـــطــوة نـحـسّـبـهـا بــحـسَّـابـة

لا مــا اصـبح الـنصر يـرقبنا عـلى الابـواب

واحــنـا كـــذا كــلّ مــن رام الـعُـلا جـابـه

بـفـضل واحــد أحــد قــادر صـمـد تــوّاب

أهــــل الــيـمـن دايــمـاً لـلـطـيب كـسّـابـة

ولا تــحــب الــــردِي والـــلاش والـلّـعّـاب

وتــحــتـزم فِـيْ الْــوغـى بــالـربـع والــلابــة

ويـهتزم خـصمها لـو جـاب مـن ما جـاب!!

والـمـرتـزق والـمـنـافق مـــن تــعـزّوا بـــه

يـمـسي ويـصـبح وعـيـنه دمـعـها سـكّاب

مــا عـاد يـنـفـع مــعـه يـــا امـــه ولا يـابـه

سـعـر الـجـلب مـقترن بـالسّوق والـجلّاب

والـصاحب الـكفو ما يرضى على اصحابه

وعــارف أن الـمـخوّة والـصَّـحَب غَـصّاب

فـيْ الـسلم كـمّـن شـنـب ذي عـصور اشـنابه

والـحرب جـا بَـيّن الـصادق مـن الكــذاب

والـكـذب مـا قـط عَـشّـى مــن تـغـدّى بــه

ومــن تـغـدّى عـلـى كـذبـة تـعـشّى الـزّاب

والـصـدق يـرفـع ويـنـفع مــن تـحـلّى بــه

ومـــن تـعـوّد عـلـى الـمـصداقية مـا خـاب

والـحُـرّ فـيْ الـحرب مـا يـرجع عـلـى اعـقابه

والنّذل لا اوحى المبردح فيْ المحاجي غاب

والـعـيـش بـالـعـزّ والـنـامـوس حــيّـا بـــه

والـموت واحـد مَا غَير اتعددت الاسباب