الخبر وما وراء الخبر

مأرب صخرة صمود في وجه تحالف العدوان السعودي الأمريكي

89
حقق أبطال الجيش واللجان الشعبية والشرفاء من أبناء القبائل في مأرب الأصيلة تقدما كبيرا خلال الأيام الماضية وتمكنوا من تطهير معظم مناطق مديرية صرواح وفرض حصار عسكري وسيطرة نارية على معسكر كوفل الواقع بين مديرية صرواح، ومدينة مأرب.

ومثل هذا التقدم الكبير في وجه العدوان السعودي الأمريكي ومن يساندهم من المرتزقة بمحافظة مأرب نقطة تحول كبرى في المعادلة العسكرية وفي معارك القتال التي اجهضت احلام الغزاة من السعودية ودول التحالف بما فيها الأمارات في السيطرة على عاصمة النفط والغاز وحاضرة الدولة السبأية وتحويلها الي معقل انطلاقة للوصول للعاصمة اليمنية صنعاء.

وشكل الصمود الأسطوري لإبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل في وجه القوات الغازية جدارا منيعا يصعب تجاوزه خاصة في ظل الفشل الميداني لتحالف العدوان السعودي داخليا بين الفصائل المسلحة المشاركة في الحرب ضد الجيش واللجان الشعبية في مدينة مأرب التي شهدت اشتباكات وصراعات بين فصائل المرتزقة خلفت عشرات القتلى والجرحى.

وساهمت تلك الانقسامات في حدة الخلاف بين المرتزقة فيما يتعلق بآلية توزيع الأموال السعودية وسعي مليشيا الإصلاح للاستحواذ على الأموال والأسلحة السعودية على حساب بقية فصائل المرتزقة والتي شعرت بالإقصاء والتهميش وعمدت الي قطع الطريق العام وهددت باقتحام المحافظة وفرع البنك المركزي لانتزاع مستحقاتها المالية نتيجة مشاركتها في الحرب.

ويعتبر الانسحاب المخزي للقوات الإماراتية من جبهات الصراع بمحافظة مأرب انتصارا كبيرا للجيش واللجان الشعبية خاصة بعد شعور اولئك بتزايد نفوذ مليشيا الأخوان المسلمين والخسائر الكبيرة التي فقدوها من جنودهم وعتادهم العسكري بدءا بضربة صافر الموجعة والتي خسرت فيها الإمارات أكثر من 200 جندي بين قتيل وجريح و استهداف تجمعاتهم في معسكر صحن الجن ومعسكر قيادة المنطقة الثالثة بصواريخ الكاتيوشا

ومثل ظهور تنظيم القاعدة الذ ي حصل على أسلحة متطورة وحديثة نتيجة الدعم الإماراتي والسعودي للفصائل المسلحة بمحافظة مأرب تحديا كبيرا للجيش و اللجان الشعبية في بعض المناطق التي يسيطر عليها بوادي عبيدة ويسعى للترويج لفكره المتطرف مستفيدا من الفوضى الأمنية ونقاط التفتيش التي يقيمها في الخطوط العامة ،ويمارس من خلالها عمليات اختطاف وقتل وإعدامات بحق المواطنين ممن يخالفهم الرأي.

وكانت دعوة ولي عهد الإمارات لمجموعة من مشائخ المرتزقة وسفرهم للإمارات بهدف سحب البساط من تحت مليشيا الأخوان ،وشراء قيادات المرتزقة لتعزيز دور الإمارات والتعويض عن الانسحاب المفاجئ للقوة الإماراتية دافعا قويا لرجال مأرب و قبائلها في تأكيد رفضهم القاطع للتواجد الأجنبي في بلادهم الأمر الذي افشل محاولات السعودية في خلق بيئة حاضنة للقوات الغازية من خلال شراء ذمم المشائخ والشخصيات الاجتماعية المؤثرة في المحافظة .

وعلى الرغم من الأضرار الكبيرة التي خلفها العدوان السعودي الذي تجاوزت غاراته اربعة الآف و 556 غارة استهدفت الحجر والشجر والبشر وتركت دمارا هائلا في البنية التحتية الا ان ذلك لم يثني ابناء مأرب من المواجهة و الصمود في وجه العدوان الغاشم والإنتقام للضحايا من الأبرياء والأطفال الذين قتلتهم ماكينة الموت السعودية .

كل تلك العوامل نقلت مسرح العمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبية من موقع الدفاع الي موقع الهجوم والتحكم في سير المعركة الميدانية وفرض معادلة ميدانية جديدة قائمة على استنزاف القوات الغازية من خلال الاستهداف المباشر للآليات والمدرعات بصواريخ محلية مناسبة وذات قدرة تدميرية فاعلة وكذا التخفيف من تأثير الغارات الجوية المعادية من خلال استخدام الدراجات النارية والتي يصعب استهدافها ومهاجمة العدو من قبل قوات المشاة.

وبالتأكيد فإن صمود أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء مأرب في وجه تحالف العدوان السعودي مثل صخرة صمود أسطورية وملحمة نضالية كبرى في سبيل النضال والتحرر الوطني سيكتبها التأريخ ويتفاخر بها الأجيال،كصخرة صماء قهرت أحلام الغزاة والطامعين حيث تحولت صحاري مأرب الي رمال متحركة تلتهم الغزاة والمحتلين.

سبأ