في ذكرى استشهاد الحسين لقمان.
ذمار نيوز…/ 22ربيع ثاني 1439هـ الموافق 29ديسمبر 2018م
بقلم | سام الهمداني
مر عام على استشهاده، عام لم ولن ينقطع ذكره ولا أثره، إنه الشهيد الحي الذي لا يفارق الذاكرة، ولم يخونه النسيان، فالشمس قد تغيب عنا ولكنها تشرق في أماكن أخرى في هذا العالم، وقد تتفاوت الأحجام ولكن وحده الميزان خير فاصل وشاهد، وفي الكلام حشو وإطناب ولكن فيه بلاغة وإيجاز، وفي التجارة بيع وشراء ولكن فيه ربح وخسارة، وفي الحياة عز وذل، وفي الموت مقتول وشهيد، رحم الله الشهيد الحسين لقمان تاجر مع الله فربح البيع وارتقى شهيداً.
– فارس المنبر.
كان رحمه الله نموذجاً رائعاً في فن الخطابة والإلقاء، طلاقة لسانه وفصاحته وفطانته أهلته لأن يكون آسر القلوب والأسماع، كيف لا! وقد تشرب ثقافة القرآن وامتلك بلاغة البيان، فأعطى الخطاب حقه في الوعظ والإرشاد، فكان من الرجال الذين رفعوا ذكر الله في بيوته وأذن الله أن يكون فارس المنبر وسيد الخطاب، ولا أبالغ إن قلت إن المنبر بدون الحسين لقمان كالخيل بلا فارس.
– السايح.
سائح الجهاد وزائر الثغور، إنه الشهيد الحسين لقمان زار كل جبهة في الحدود في الشمال والجنوب، عرفه الجميع تنقل من مكان إلى آخر تاركاً الأثر الطيب في نفوس من عرفوه، استأنست لحديثه القرى، وحشدت لخطابه المديريات، وارتفعت بكلماته المعنويات بالمعسكرات، في قلوب المجاهدين نال أرقى المراتب، وفي قلوب المؤمنين أعتلى أفضل المناصب، جاهد قولاً وعملاً ، عرفته المنابر والساحات، كان تاج المجالس وعطر النقاش وسفير الوفاء.
– يوم الشهيد.
وفاءً لدماء الشهداء وعرفاناً بتضحياتهم حضر الشهيد ذكرى يوم الشهيد بالجامعة في الكلية التي درس فيها وتخرج منها، حينها ألقى كلمته الصادقة حباً وتقديراً لعظمة الشهيد، فأصغى إليه الجميع في دهشة وإعجاب لقوله السديد وحماسته وشجاعته في الطرح والنقد، فاستحق أن يكون فارس الكلمة وبصيرة المقام، ولم نكن نعلم أن حضوره تسجيل وتأشير لجوازه، فقد ارتقى شهيداً، في درب جده الحسين ومعلمه الحسين دفاعاً عن الدين والأرض والعرض والسيادة والكرامة.