الخبر وما وراء الخبر

الأستاذ عبده الحودي لـ “ذمار نيوز”: مخرجات الحراك الثقافي أحد أهم الروابط المشكلة للمشهد الثقافي والأدبي العام.

98

ذمار نيوز|حوارات|فؤاد الجنيد  21 ربيع ثاني 1440هـ الموافق 28 ديسمبر، 2018م

في زحام الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية والأدبية، يبقى أدباء ذمار في المقدمة، يضعون الحرب وتبعاتها في هامش الذاكرة، ويواصلون مشوارهم في بناء حراك ثقافي وادبي واسع لا يتأثر بالظروف، ويوجهون أقلامهم في ترميم فجوات المجتمع، وإصلاح ما افسدته الحرب، ويعمرون بحروفهم ما تصدع من نسيج اجتماعي، ويعمقون الولاء والإنتماء للوطن، ويرسخون من ثوابت وطنية لا تهتز مداميكها.
وفي هذا اللقاء الجميل كان لنا شرف إستضافة الأديب الرائع الأستاذ عبده الحودي، رئيس فرع إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بمحافظة ذمار؛ ومدير عام مكتبة البردوني العامة.

حاوره: فؤاد الجنيد

– مرحبا بك أخي الكريم في شبكة ذمار نيوز، هلا أعطيت القارئ نبذة مختصرة عن إتحاد الأدباء والكتاب.

– مرحبا بك أخي الأديب الرائع فؤاد الجنيد، والشكر موصول لشبكة ذمار نيوز على هذه الإلتفاتة الجميلة.
إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين مؤسسة ثقافية وأدبية وطنية عريقة، ساهم في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، وأحدث حالة ثقافية مثالية ونموذجية، وكمشروع ثقافي وطني أنار الطريق للبناء والعطاء، واستقطاب واحتضان الأقلام الثقافية والأدبية الخلاقة، وساهم في إثراء التجارب الإبداعية، واستيعاب كل ما هو جديد والاستمرار في حالة من الصعود نحو تقديم الخدمة الثقافية الجامعة بين الأصالة والمعاصرة ضمن استراتيجية ثقافية قائمة على التنوع والتعدد الثقافي الجميل الذي كان له دور كبير في تشكيل وعي المجموع وأخذه نحو المستقبل، وفقا لرؤية ثقافية جامعة تجعل من الإنسان بؤرة، ومن الإنسانية مذهباً وإيماناً في اتجاه تعزيز المبادئ والقيم المنطلقة من رؤية عمل أو فعل أدبي وطني له سحره وإشعاعه؛ لكنه الآن في ظل الراهن أو الواقع وإشكالياته وأزماته يحتاج إلى مراجعات جذرية.

– كيف تقيم الحراك الأدبي في ذمار في ظل العدوان والحصار.؟

– منذ بدء العدوان كنا ندرك جيدا أن من ضمن أهدافه هو ان نخفق في إدارة المستوى المشهدي الثقافي وأن نفشل في خلق مناخ ثقافي يتيح للجميع ممارسة الأنشطة والبرامج الثقافية، في اتجاه التعويض بممارسات أو أدوار مشاكسة ومنددة ومعارضة للنطام السياسي إلى درجة تجعلنا نطالب بتدخل دولي في انقاذ الحراك الثقافي.

– وهل حدث ذلك.؟

– بالتأكيد لا، فالناظر إلى المشهد الثقافي بذمار سيجد مشهدا مفعما بالبرامج والأنشطة والفعاليات الثقافية المختلفة والمبادرت الثقافية المؤسسية الرسمية والمدنية.

– ما هي مخرجات هذا الحراك.؟

– مخرجات التفاعلات الثقافية البرامجية كثيرة وفي مقدمتها أنها مازالت قادرة على جعل هذا الأديب أو ذلك الشاعر أو الفنان متميزاً، وأصبحت مخرجات الحراك الثقافي أحد أهم الروابط المشكلة للمشهد الثقافي والأدبي العام.

– هل استمر هذا الحراك، ولماذا استمر رغم الظروف التي اسلفانها.؟

– نعم أستمر هذا الحراك الثقافي رغم كل الظروف، لأنه كان محصناً بالطموح والآمال والأحلام، والجمالية الثقافية العاشقة للوطن أرضاً وإنساناً وللأدب والشعر والفن حد الثمالة، مستمدا من حضارة وتاريخ اليمن كل القيم والسلوكيات الداعمة والمنتجة لمختلف أشكال المواجهة الثقافية للعدوان نحو تعزيز دور الإبداع في تعميق الهوية الوطنية وخلق جسر من ديمومة التواصل بين الوطن والمواطن، وهكذا سنظل من صباحية شعرية إلى أمسية قصصية إلى ندوة إلى لقاء إلى معرض فني تشكيلي إلى مسرحية إلى وطن ثقافي متماسك ومحافظ على الجيد من تراثه وحداثته.

– هل تغيرت اختيارات وأفكار الأديب بفعل الظروف الحالية.؟

– اختيارات وأفكار الأدباء والكتاب والمثقفين والمبدعين لم تتغير ولم تتأثر بالظروف الحالية، الذي تغير فقط هي الظروف المعيشية مثلهم كمثل فئات المجتمع، الذين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد وصاروا يبحثون عن لقمة العيش بطرق لا تليق بإنسان ينتسب إلى هذا الوطن الحضاري ويتساءل دون أن ينتظر جواباً.

– هل استطاع الصراع الحالي أن يؤطر الأدباء ويفرخ مكوناتهم.؟

– على مستوى الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين نعم، تأثر الاتحاد كثيرا من هذا الصراع السياسي بين الأخوة أبناء الوطن الواحد، ثمة انقسام حاد ومحاولات لتأسيس اتحاد أدباء الجنوب كردة فعل ناتجة عن الفراغ وعدم وجود خطط بديلة.

– ماذا عن فرع ذمار.؟

– بالنسبة لنا في فرع أدباء ذمار ما زلنا متماسكين ومحافظين على هذا التماسك بكل ما لدينا من عزيمة وإرادة، ربما لأننا لم نسقط في فخ الفراغ واللجوء إلى ما يعوض.

– من وجهة نظرك؛ هل هناك علاقة بين المثقف والسياسي.؟

– رؤيتنا للعلاقة بين السياسي والمثقف، نرى أنه لا بد للسياسي أن يسعى إلى تكوين وربط علاقات جيدة مع الأدباء والكتاب والمثقفين في اتجاه الاستفادة من افكارهم وخبراتهم وتوقعاتهم التي تقع على مسافة من الخبرة والممارسة الثقافية لنبض واحساس الشارع الذي يرصدونه ويعبرون عنه، والتخلي عن فكرة أن المثقف قنبلة موقوته بالنسبة للنظام السياسي الذي هو دائماً في حاجة إلى من يقيس وينقل له نبض الشارع ويقدم له النصح قبل فوات الأوان والفضح والتشهير، وصولاً إلى الخروج من ضيق السياسة إلى رحابة الثقافة.

– هل من رسالة توجهها لأدباء ذمار ومثقفيهم.؟

– رسالتي لأدباء ذمار في ظل اختلاط ملفات القضايا وغياب الموضوعية فيما يطرح، والكثير من المغالطات والأخطاء، والتعبئة والتعبئة المضادة، ألا تغيب الموضوعية الثقافية فيما يطرون عبر انتاجاتهم وأعمالهم الأدبية والإبداعية وعبر وسائل الإعلام ومنابر السياسية، وأن يوجهوا النقد للممارسة السياسية عندما لاتصب في قالب وطني وليس للمنصب السياسي الذي قد يعني بالضرورة الإنتماء لحزب سياسي أو مكون وطني أو فكر معين.

– في ختام هذا اللقاء، بالغ الشكر والتقدير على تلبيتك هذه الدعوة، وسيكون لنا لقاءات متجددة بكل تأكيد، أتمنى لك كل جميل كجمال روحك الأنيقة أخي الكريم.

– ولك أخي الكريم بالغ الشكر والتقدير، ودمت ودام الوطن بخير وسلام ووئام.