نعم نريد الحوار … لكننا نرفض الانكسار
بقلم / أحلام عبد الكافي
للذاهبين إلى التفاوض للخمسة المتحدثين باسم 24مليون شخص ،،، من يحملون معاناة وطن ومن يمثلون أرواح الشهداء وآلام الجرحى وإلى من سينطقون باسم الحجر والشجر وباسم المظلومية والقضية اليمنية.
نعم أكثر من ثمانية أشهر وعالم الإجرام يقتلنا ويستبيح دماءنا ويهدم أركان وطننا ،، نعم سقط المئات بل الآلاف من الأبرياء بين شهيد وجريح فلا تكاد تخلو أسرة إلا وفيها شهيد ولا حارة إلا وفيها خراب ودمار …نعم هناك حصار وترويع وهناك معاناة قاسية وهناك أطفال جياع ونساء ثكالى ،، نعم نريد التفاوض ونريد الحوار ونريد أن يفك الحصار ونريد أن يحل السلام -نعم نريد أن يتوقف إراقة الدم اليمني ونريد أن يتوقف أزيز الطائرات المحلقة وصوت القصف والانفجار ،،لكنا نريد العزة والكرامة أكثر ولا نريد الانكسار أو التنازل أمام العدو السعودي المجرم …نعم نريد حلا سياسيا عادلا لا يقبل برجوع الخونة والمرتزقة ولا العملاء ، نعم نريد الجلوس للتفاوض لكن لا ولن نقبل بالمبادرة الخليجية أنتم في موقف القوة لأنكم تمثلون شعباً قوياً.
إنني كمواطنة يمنية أرى أن آل سعود يزدادون تخبطا فهم بين مد وجزر بل ويزدادون خوفاً وضعفاً فهم القتلة وهم المجرمون وخونة الإسلام والعروبة … هم يخوضون حربا بالوكالة عن أمريكا وإسرائيل هنا في اليمن وهم بذلك يهددون مملكتهم بالانهيار أولا سواء بسياستهم الهوجاء هذه والتي أوجدت نوعا من الانقسامات الداخلية والتي أثبت فيها محمد بن سلمان أنه فاشل بإدارة الحكم في مملكة آل سعود ناهيك عن أن حربهم على اليمن غير المبرر لها فتحت عليهم نيران غضب الشعب اليمني وما نراه اليوم من التدفق لفتح ساحات الجهاد ضد آل سعود إلا خير دليل على مطلب الجميع من الانتقام للوطن وللدماء فها هم أبطال اليمن يحققون أروع الانتصارات العظيمة في الحدود ويتوغلون في الأراضي السعودية يحركهم الألم والمظلومية ويكبدون القوات البرية السعودية أفدح الخسائر في صفوف جندهم الذين يردونهم قتلى وصرعى وما تبقى منهم يلوذون بالفرار أما عن تفجير وإحراق آلياتهم ومدرعاتهم ودباباتهم فحدث ولا حرج عن حجمها.
إن الموقف السعودي في تهوره للحرب في اليمن أصبح محرجا جدا لدول التحالف الأرعن بعد تجلي هزيمتهم النكراء رغم جموعهم وقوتهم وخصوصا بعد انتهاء أمد المهلة التي تم التوافق عليها بينهم لإحلال الشرعية المزعومة فقد أعلن البعض الانسحاب الكلي من ذلك التحالف والبعض بشكل نسبي ،، ناهيك عن الضغوط المستمرة التي تتعرض لها مملكة آل سعود يوما بعد يوم من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وأعضاء من التحالف أنفسهم وذلك بعد إدراكهم الكامل العبثية في استمرار هذه الحرب الظالمة والتي ستجر تداعياتها المنطقة بأكملها إلى ويلات وعواقب وخيمة لا يحمد عقباها.
من كل تلك المعطيات نتأكد جميعنا أن الموقف اليمني هو الأقوى لأنه المعتدى عليه وخصوصا بعد تلك الجرائم الوحشية التي ارتكبت بحق المواطن اليمني وبات موقف آل سعود سيئاً للغاية سواء في حربها ضد اليمن أو بعد تجلي الدعم الحقيقي بتبني الفكر الوهابي الداعشي من قبل المملكة وبدعمها له ماديا ولوجستيا واعلاميا والذي يرتكب أبشع الجرائم بحق الإنسانية جمعاء الأمر الذي حرك جميع الأقلام الحرة ضد أسرة آل سعود وتعالت الأصوات عاليا بأنهم يصدرون الإرهاب والنفط وخصوصا الأصوات والصحف الغربية والتي تعمل على تكوين رأي عام غربي سيؤدي إلى الضغط على الاسرة الإرهابية المقيتة .
لذلك ظهر جليا رغبة آل سعود بضرورة التفاوض والجلوس حول طاولة الحوار بعد إحساسها بالهزيمة وعدم جدوى استمرار حربهم ضد اليمن، فتم تحريك المفوض الأممي ولد الشيخ بتوجيه الدعوة للجانب اليمني بضرورة الاجتماعات بعد إرسال مسودة الحوار والتي بدت بعض بنودها ناقصة وتحتاج للتعديل …إلا أن هذا ليس كافيا للبدء بالتفاوض بقدر حاجتنا للتفاوض بقوة وبشموخ, فعلى من يمثل الشعب اليمني من المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله أن يعلموا علم اليقين بأننا شعب عظيم وقوي ولن نقبل بأي تنازلات تنبع من ضعف وتهاون بقضيتنا أو خذلان لكل تلك الدماء الطاهرة التي سُفكت.. نعم نريد حوارا لكننا نريده حوارا قويا بعيداً عن أي انكسار.