الخبر وما وراء الخبر

الدفاع الجوي اليمني ..قدرات ناهضة وتحولات جديدة.

37

ذمار نيوز | مقالات |20ربيع ثاني 1439هـ الموافق 27ديسمبر 2018م

بقلم زين العابدين عثمان

لقد كان قطاع الدفاع الجوي التابع للمؤسسة العسكرية اليمنية هو في طليعة قطاعتها ذات الاهمية الاستراتيجية والهدف الاول لتحالف العدوان السعودي الامريكي الذي ركز كليا في اوائل غاراته الجوية على ضرب واستهداف قواعده ومواقعه في العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق لغرض تدميره بكل أشكاله الصاروخية والمدفعية بالاضافة الى الانظمة الرادارية، كاستراتيجية محورية عكف على تحقيقها التحالف بكل طاقاته الجوية لكي يطبق السيطرة الجوية الكاملة على اجواء اليمن و افقاد المؤسسة العسكرية اليمنية المبادرة الجوية في معارك الجو و افقادها لاهم الخطوط الدفاعية وذلك في اطار تنفيذ المقولة العسكرية الشهيرة “من يسيطر على الجو يسيطر على الارض “.

ظل قطاع الدفاع الجوي لقوات الجيش واللجان الشعبية نار هادئة تتوقد تحت الرماد وكان تحالف العدوان قد بسط سيطرته الكلية على اجواء اليمن وجعله مسرحا سهلا لمقاتلاته الحربية وطاىرااته الاستطلاعية والتجسسية التي تسرح وتمرح بسهولة مطلقة ،لكن لم يكن الامر طويلا حتى بدأ قسم التطوير والصيانه للمؤسسة العسكرية بترميم نظام الدفاع الجوي واخراج نيرانه على الواقع الاستراتيجي بسلسلة من العمليات النوعية التي نفذها مطلع الثلاثة اعوام السابقة و التي توزعت بطبيعتها بمرحلتين :المرحلة الاولى وهي المرحلة التجريبية وتضمنت التصدي لمقاتلات تحالف العدوان ومحاولات اصابتها بطرق مباشرة ..وهي طبعا مرحلة فرض خلالها “توازن رعب ” الذي اثار حفيظة مخاوف تحالف العدوان اذ انها حققت نجاحات مبهرة.

والمرحلة الثانية وهي ‘الاسقاط ‘فقد تم اسقاط عدد من مقاتلات تحالف العدوان وتدميرها من ضمنها المقاتلات الحديثة F16 و15 الامريكية ومقاتلات الترنادو وطاىرات التايفون الاوروبية بنجاحات غير متوقعة،وفيها فرض “توازن الردع” الذي كان المسار والاولي في صعيد اختراق وكسر السيطرة الجوية لتحالف العدوان على اجواء اليمن.

اليوم ومع وصول الحرب على اليمن عامها الرابع ،استمرت وحدة التطوير والتصنيع لقوات الجيش واللجان الشعبية في تطوير الانظمة الدفاعية المتوفرة بدراسات اعمق وجهود اكبر ،، مصححة اخطاءها السابقة ومستفيدة من الامكانات المتوفرة لتصير حاليا تمتلك نظاما دفاعيا يمكن القول انه صار دقيقا واكثر فاعلية على المستوى العملياتي والعسكري في مسرح اسقاط طائرات العدو بوتيرة مرعبة لامزايدة عليها فقد عرض بعملية اسقاطه لطائرة CH4 الصينية بداية هذا الاسبوع مقدرته الكاملة على اسقاط الطائرات دون طيار المقاتلة والاستخبارية للعدوان بدقة وفاعلية بنسبة خطأ ضئيلة جدا وباسلحة صاروخية نوعية ومناسبة..وعلى ذلك فانه وبلاريب يمتلك ايضا القدرة على اسقاط المقاتلات الحربية بسهولة ايضا وبنسبة اخطاء ضئيلة أيضا.

وعليه نقولها حصرا بان مسالة تحييد طيران التحالف السعودي الامريكي من قبل الدفاع الجوي اليمني لم تعد تلك المسالة المعقده والصعبة محط السخرية والاستخفاف لانها باتت فعلا مسالة سهلة اكثر من اي وقت وصارت المؤسسة العسكرية لقوات الجيش واللجان الشعبية تمتلك القدرات والانظمة والتحضيرات الدفاعية لان تفرض واقعا استراتيجيا مختلفا في صعيد تحييد طيران العدوان وتحطيم الحظر الجوي المفروض على سماء اليمن.

لذا نؤكد لكل من لازال ينظر بعين الاستخفاف او الاستحقار بهذه القدرات عليه التوقف من اليوم فصاعدا لان الفترات القادمة ان لم تكن الايام ستكون كفيلة باثباتها حرفيا على مسرح العمليات.