شاصنا» لا عربة «سانتا كلوز».
بقلم / صلاح الدكاك
ليس بمقدوري حصر ترهات ودعاوى ووعيد أبواق وميديا تحالف العدوان حول أن 2018 سيكون عاماً فارقاً وحافلاً بالتحولات التي ستهب كل فصيل من فصائل العمالة العاملة بمعية التحالف، أمنيته محمولة على عربة طائرة تجرها وعول (سانتا كلوز).
في النهاية انفضَّ مولد الأمنيات الفاجرة ولم يظفر راقصو الزار وحملة المباخر بـ(حُمُّص) من فرط الجلبة والتنطيط والإسراف في الرهان على باطل العدوان… لا المضاربون بتعز مناطقياً وطائفياً ظفروا بريوع مضارباتهم الإقليمية الخائبة سلفاً ولا هنئوا بما في جرابهم من فتات الإرتزاق والتعيينات الفندقية، وعوضاً عن ذلك انخرطوا في تناحر بيني فنتازي دامٍ حول قصاصة جغرافيا اسمها (تعز المحررة) وأيهم الأحق بصولجان السلطة فيها، و… في المسافة بين فوهات بنادق العمالة المتناحرة تحولت ما كانت تسمى تفاؤلاً (عاصمة الثقافة) إلى مقبرة جماعية مكتظة بالجثامين الممزقة المجهولة، وأقبية معطوبة لصناعة الأحزمة والعبوات الناسفة ودورات التدريب على فنون الذبح وتقطيع الأوصال، وفقاً لسنن داعش ومأثوراته الوهابية المدنسة.
وفي الجنوب المحتل من اليمن، كان العام 2018 بالنسبة لجوقة المضاربين على الانفصال في مزاد التحالف (عام فك الارتباط وإعلان الدولة الجنوبية بقيادة الانتقالي وصبيان الجراج الإماراتي عيدروس وبن بريك وشلال)، وعلى مذبح هذه الأمنية الفاجرة التي خابت، أزهق المضاربون الآلاف من أرواح الشباب في الجنوب، وكانوا من الزاهدين في بيعهم لمعارك أربابهم في التحالف، من عمق المملكة الجنوبي إلى صعدة وحجة وميدي والساحل الغربي ومشارف الحديدة، فماذا كان الحصاد؟.. وقعت الجنوب فريسة لحفلات الشواء الإماراتي، ووقفت جوقات الشرعية والإنفصال تندب وتضرب الترائب بأيدي الخيبة وتتفرج على مشاهد الإغتصاب اليومي بحق نزلاء سجون الاحتلال، غير قادرة على أن تغضب أو تتنصل أو تعصي أوامر أربابها، لها بأن تسدل ستار التكذيب والنفي على سوآتهم حين تكشفت فاضحة للرأي العام محلياً وعالمياً.
من يحكم «قصرَ معاشيق» الرئاسي اليوم؟
لا الشرعية الفندقية التي يحظر التحالف على وزرائها الأراجوزات زيارة أمهاتهم المرضى في عدن، ولا الإنتقالي الذي يعقد جلسات مساج مجانية لضباط وجنود التحالف في (جولدمور وساحل أبين)… لا هذا ولا تلك بوسعهما ادعاء السلطة حتى على دورات المياه في (معاشيق) إلا كخدم وعمال تسليك وورق نشاف في يمين ويسار (أبو سكسوكة وأبو عقال)!
كان العام 2018 (وهو رابع أعوام الصمود الفذ) عام انتصارات أبناء الأرض وملح ترابها، وخيبة الدخلاء عليها وأدعياء بنوَّتها وغزاتها الشواذ الملونين… كان عام رجال الرجال من مجاهدي جيشنا ولجاننا الشعبية وقبائلنا الحرة الغيورة بلا منازع… كان عام الأدمغة التي استولدت «بدر بي1» الذكي و«صماد3» من أشداق مستحيلات الحصار والتجويع والقتل الاقتصادي منقطع النظائر…
كان عام سيد الثورة عبدالملك الحوثي الذي سرت حكمته وسيرته ومسيرته كالشذى في أسحار العالم، بينما انكفأ قادة العدوان بذلَّةِ وصغار منبوذين في كل العالم يفوح من جلودهم نتن المناشير والفضائح الأخلاقية والجنسية فيزكم أنوف شعوب الكوكب بأسره…
كان 2018 عامنا بامتياز، وسيكون 2019 عامنا بامتياز والغد الوازن لنا على محمل وعود الله لعباده المجاهدين وظهور «شاصاتهم»، لا على عربة «سانتا كلوز» وصندوق «بابا نويل».