نص كلمة الأمين العام للمكتب السياسي لأنصار الله في لقاء جمع الوفد الوطني بالقوى السياسية في صنعاء
نص كلمة الأمين العام للمكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ / فضل أبوطالب في لقاء جمع الوفد الوطني بالقوى السياسية في صنعاء
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي اللهم عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
في البداية نرحب بالإخوة أعضاء الوفد الوطني المفاوض في مشاورات السويد ونقول لكم أهلاً وسهلاً بكم في وطنكم بين أهلكم وإخوانكم أهلاً وسهلاً بكم في العاصمة صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية عاصمة كل اليمنيين عاصمة التاريخ والشموخ والحضارة كما نرحب بالإخوة قيادات الأحزاب والمكونات والتنظيمات السياسية الوطنية الذين سجلوا بنضالهم ومواقفهم صفحات وطنية مشرقة لا يمحوها الدهر وشكلوا بوعيهم وتلاحمهم وصمودهم جبهة وطنية قوية وصلبة في مواجهة العدوان منذ ساعاته الأولى.
في الحقيقة نحن سعداء بهذه الفرصة أن تجتمع الأحزاب والمكونات السياسية الوطنية الرافضة للعدوان وتلتقي بالوفد الوطني المفاوض بعد عودته من مشاورات السويد في هذه الظروف التاريخية الحساسة والدقيقة من تاريخ اليمن المجيد.
وقبل أن نتحدث عن الجوانب الموضوعية المتعلقة بهذا اللقاء يجب أن نتوجه بالشكر لمعالي الوزير الشيخ المناضل علي أبوحليقة ولجنة شئون الأحزاب واللجنة التحضيرية للفعالية على جهودها في التنسيق والتواصل والإعداد والتجهيز لإقامة هذه الفعالية كما يشرفنا أن ننتهز الفرصة في هذا اللقاء لنتطرق إلى بعض النقاط:
أولاً: نتوجه بالشكر والتقدير إلى الوفد الوطني المفاوض في مشاورات السويد على الدور والجهد الوطني الكبير الذي بذلوه في هذه المشاورات والذين أثبتوا حرصهم على السلام وسعوا من خلال حواراتهم ونقاشاتهم للتوصل إلى ما يمكن أن يسهم في رفع معاناة الشعب اليمني وتحقيق المصلحة الوطنية العليا وكانوا على مستوى عال من الجدية والايجابية كما تميز عملهم وأداؤهم بالانسجام في الموقف والشفافية في الأداء وأسهموا إلى حد كبير في نقل معاناة ومظلومية الشعب اليمني إلى الخارج كما نشكر القيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ على دعمهم لجهود الوفد الوطني بما يسهم في رفع المعاناة عن الشعب اليمني وبما يسهم في وقف العدوان ورفع الحصار ونشكر كذلك الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفث على جهودهم في دعم وتيسير عملية السلام بين الأطراف اليمنية ونتقدم بالشكر الجزيل لحكومة السويد على استضافتها الكريمة للمشاورات.
ثانياً: حرصت دول العدوان وفي مقدمتها أمريكا طوال الفترة الماضية على عرقلة جهود المبعوث الأممي مارتن جريفيث وذلك اعتماداً منهم على الخيار العسكري كوسيلة وحيدة لتحقيق أهدافها وأطماعها في اليمن ولكنها فوجئت بصمود وعزيمة وإصرار الشعب اليمني وثبات واستبسال الجيش واللجان الشعبية مما سبب لهم فشلاً ذريعاً على المستوى الميداني في كافة الجبهات وبالذات في جبهة الساحل الغربي وقد تزامن فشلهم في اليمن مع تصاعد وتيرة الأزمات السياسية الداخلية التي تعيشها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلفية أسلوبه في الإدارة وسياساته المتهورة على المستوى الداخلي والخارجي على حد سواء.
كما أن الظروف الصعبة والضاغطة التي تعيشها السعودية جراء سياساتها الخارجية العدوانية تجاه دول المنقطة والتي كان آخرها مقتل خاشقجي والتي أصبحت قضية رأي عام دولي ودفعت بالرأي العام الخارجي للالتفات بشكل أكبر نحو الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها النظام السعودي والإماراتي في اليمن كل هذه الأسباب وغيرها خلقت جواً عاماً سائداً ومساعداً ومسانداً لإنجاح المشاورات وفي هذا المناخ أيضاً جاء قرار مجلس الأمن رقم 2451 المؤيد لاتفاقات السويد.
ثالثاً: مهما حاولت دول العدوان أن تظهر نفسها منتصرة في هذا الاتفاق حفاظاً على نفسيات ومعنويات الموالين لها فلن تنجح ومهما حاولت أن تسيئ تفسير بعض نصوص الاتفاق فلن تنجح أيضاَ ومهما حاول المزايدون أن يشككوا في النجاحات التي تضمنها الاتفاق فلن يفلحوا إذن أبداً فالاتفاق إقرار بمعادلة جديدة فرضها الصمود الأسطوري للشعب اليمني في مقابل تآكل منظومة العدوان على كل المستويات إنه انتصار يمني على دول العدوان جاء نتيجة عجز دول العدوان عن تحقيق أي تقدم عسكري بالقوة وفشلهم في تحقيق أهدافهم ومطامعهم .. فما بعد السويد لن يكون كما قبل السويد فقد أسس المجاهدون المرابطون في الجبهات مرحلة جديدة في موازين القوى وأرسوا معادلة جديدة في الصراع بأن منطق القوة ليس مقبولاً عند الشعب اليمني مهما كان حجم القوة والإمكانات ومهما بلغت قوة الدول الغازية.
رابعاً: وإذ نعلن تأييدنا للاتفاقات المنجزة في السويد فإننا أيضاَ نعتبر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2451 أكثر إيجابية وواقعية من القرارات السابقة على الرغم من وجود بعض الملاحظات المحدودة عليه.
خامساً: على الرغم من اتفاق السويد وقرار مجلس الأمن الأخير إلا أن الخروقات لازالت مستمرة والترتيبات والتجهيزات والتحضيرات لمواصلة التصعيد العسكري لازالت قائمة في جبهات الساحل الغربي وذلك من قبل الإمارات بالترتيب مع المدعو طارق عفاش الذين يعتبرون أنفسهم أكثر المتضررين من الاتفاقية المتعلقة بالحديدة التي بددت أحلامهم ونسفت أطماعهم ولدينا معلومات مؤكدة عن اعتزام الإمارات إفشال الاتفاق عبر مرتزقتها من أمثال طارق وغيره الذين يعتبرون أن السعودية خضعت لتأثيرات قضية خاشقجي والتداعيات الناجمة عن انتهاكاتها وجرائمها في اليمن لدى الرأي العام الدولي.
سادساً: في هذه المناسبة نود أن نتحدث إلى الأحرار من أبناء المحافظات والمناطق اليمنية المحتلة ونقول لهم بأننا نقف إلى جانبهم ولن نتخلى عنهم حتى تحرير كافة الأراضي اليمنية من دنس الغزاة والمحتلين فهذا التزام ديني ووطني وأخلاقي علينا سنضحي بالغالي والنفيس من أجل تحقيقه ونشيد هنا بالتوجهات والأصوات الرافضة للاحتلال في تلك المناطق ونخص بالذكر الشرفاء والأحرار من أبناء المهرة وشبوة والمخا وغيرها من المناطق المحتلة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أصالة وعزة وشموخ وحرية أبناء تلك المحافظات والمناطق.
وبالنسبة لبعض القوى الجنوبية والتي للأسف رهنت قرارها ووجودها ومصيرها بالإمارات والسعودية وربطت قضيتها ومستقبلها بهادي ومن إليه وقدمت الكثير من التضحيات والتنازلات لهم مقابل وعود وهمية بعيداً عن مصلحتها وعن قضيتها مع أن السعودية والامارات وهادي لا يؤمنون أصلا بالقضية الجنوبية وليسوا حتى في وارد التحدث عنها وهذا هو سبب استبعاد تلك القوى من مشاورات السويد فدول العدوان وهادي لا يريدون أن يشركوهم فيها ولا حتى يستشارون فيها فليس لهم الخيرة من أمرهم حتى في أمرهم.
وفي هذه المناسبة نقول لهم بأن أنصار الله والقوى الوطنية في صنعاء أكثر تفهماً للقضية الجنوبية من دول العدوان ومن هادي وهم أكثر إيجابية ومصداقية في التعاطي مع القضية.
كما ندعو المرتزقة الذين يقاتلون في جبهات الساحل الغربي إلى الانسحاب والعودة إلى بيوتهم إذ ليس لهم مصلحة في القتال هناك واتفاق السويد يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنهم لن يجنوا من استمرارهم في القتال هناك سوى المزيد من الخسارة.
سابعاً: نشيد بتوجه القيادة السياسية نحو مشروع بناء الدولة المشروع الوطني الذي أطلقه الشهيد الرئيس صالح الصماد رحمه الله تحت شعار (يد تحمي ويد تبني) ونشيد بالرؤية الوطنية لبناء الدولة التي أقرها المجلس السياسي الأعلى في لقائه الأخير.
ثامناً: نشيد بالدور الوطني للأحزاب والمكونات والتنظيمات السياسية الرفضة للعدوان على دورها النضالي المشرف في مواجهة العدوان وتعزيز صمود الجبهة الداخلية وإفشال المؤامرات التي تستهدف وحدة الصف الوطني.
تاسعاً: ندعو الأحزاب والمكونات والتنظيمات السياسية إلى تشكيل لجنة استشارية تكون رافدة للوفد الوطني وللقيادة السياسية بالرؤى والتصورات حول القضايا المتعلقة بالمفاوضات وغيرها من المواضيع التي تتطلبها القيادة السياسية.
عاشراً: في الأخير يجب أن نستمر في خوض معركتنا الوطنية على جميع المستويات وفي جميع مساراتها العملية وبكافة أبعادها حتى تحقيق النصر الكامل ويجب أن يكون رهاننا في ذلك كله على الله وأملنا بالله فهو سبحانه من بيده مقاليد الأمور وهو من يدبر الأمر وإليه يرجع الأمر كله وهو من يحسم العواقب كما قال تعالى ولله عاقبة الأمور وما علينا سوى التوكل عليه ومراجعة واقعنا ومستوى أدائنا والجد في معالجة الاختلالات لكي نكون بذلك قادرين على مواجهة كافة التحديات ونكون بمستوى المواجهة ومستوى النصر إن شاء الله.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته