لماذا الوفد الوطني المفاوض.. لماذا محمد عبدالسلام ؟؟!!.
بقلم| إبراهيم محمد الهمداني
كعادتها تسعى وسائل إعلام تحالف العدوان وابواقها في الداخل إلى قلب الحقائق وتزييف الوعي الجمعي وتضليل الرأي العام العالمي بخصوص ما يجري في اليمن وما تشنه من حرب إبادة شاملة بحق شعب كامل، محاولة من خلال ذلك تحقيق أدنى انتصار إعلامي بعد أن عجزت وفشلت فشلا ذريعا في تحقيق أي إنجاز يذكر في الميدان العسكري بعد أربع سنوات من المواجهة وجلب المرتزقة من مختلف بلدان العالم، إضافة إلى المرتزقة المحليين، وفارق التسليح والتدريب والغطاء الجوي الذي يعد الركيزة الأساس في حسم المواجهات العسكرية وتحقيق الانتصارات الميدانية.
إن عجز تحالف العدوان عن تحقيق أي انتصار جعله يقود بروباغندا إعلامية قذرة، من خلال قلب الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي واستهداف الصمود الداخلي ووحدة الصف اليمني المواجه للعدوان، من خلال بث الشائعات والتشكيك في المواقف وتقليل شأن بطولات وتضحيات رجال الرجال في الجبهات وتصويرهم كأنهم ضحايا على مذبح المصالح الشخصية، وليس ذلك إلا تصويرا لحالهم ووضع مرتزقتهم ومقاتليهم لا غير.
خلال مشاورات السويد سادت في أوساط وفد الرياض حالة من السخط والتذمر وكأنها تهيئة لإعلان فشل المشاورات مسبقا، بسبب أعذار مضحكة وهي أن وفدهم قليل والوفد الوطني كثير، حتى يخيل للسامع أنهم في ملعب كرة قدم وليست مشاورات من أجل الوطن يكفي أن يقوم بها شخص واحد إن صلحت النوايا، ومنها إلقاء اللوم على الأمم المتحدة لأنها لم تمنحهم ما يكفي من المستحقات وبدلات السفر وما إلى ذلك من الأعذار القبيحة والمخزية، التي جعلتهم _ وهم مرتزقة _ عارا على الارتزاق نفسه ووصمة عار في تاريخه، وخلال المشاورات أيضا لم يكن لديهم من رؤى وحلول سوى التعنت والرفض لأي حلول، رغم التنازلات التي قدمها الوفد الوطني المفاوض لأجل الشعب اليمني المقتول والمحاصر، الذي يموت كل يوم وكل لحظة المئات من أبنائه، ويمكن القول إن وفد الرياض معذور في تخبطه وضياع أفق الحلول لديه، لأن ذلك هو حال أي مرتزق لا يملك من أمره شيئا ولا يملك صرفا ولا عدلا.
وقد بدت تناقضات الطرح الإعلامي جلية في إعلام دول العدوان ومرتزقتهم، فهم أحيانا يصورون المشاورات أنها نصر سياسي لهم، وحينا يرون أن الأمم المتحدة متواطئة مع من يسمونهم المليشيات وتارة ثالثة لهم موقف متذبذب، وهكذا هو حالهم لم يتوقف على حالة واحدة من السخط أو الرضى سواء تجاه المشاورات أو مخرجاتها.
ولكن الأغرب من ذلك كله هو موقف أبواق العدوان تجاه الوفد الوطني المفاوض وتجاه رئيس الوفد شخص الأستاذ محمد عبدالسلام نفسه، لا غرابة في أنهم يكنون له العداء فهو الذي فضحهم وكشف مخططاتهم وعرى زيفهم أمام العالم منذ بداية الحروب الست على صعدة وإلى الحرب الكبرى على اليمن بأكمله الآن ومازال وسيظل لسان حال هذا الشعب المظلوم وضميره وصوت الحق الصادع باسمه والمناضل من أجله إلى أن يأذن الله تعالى بالنصر، ولذلك وغيره ظهرت الكثير من الانتقادات في صيغ وأشكال متعددة تحاول النيل من الوفد الوطني المفاوض ومن رئيسه الأستاذ محمد عبدالسلام شخصيا في اتهامات عدة منها أنه سلم الحديدة للأمم المتحدة وأنه قبل الوصاية على اليمن وأنه. …. وأنه. …… إلخ.
وقبل أن نناقش هذه التهم نتوقف قليلا لنرى من هم أولئك الناصحون الغيورون على الوطن لنجد إنهم أبواق المرتزقة وحالات ارتزاقيه مستعصية، مثل حالة علي البخيتي وأخواتها ولا داعي لسرد المزيد من الأسماء، ويكفي أن نرد على هؤلاء بقول الشاعر الذي هجاه أبو نواس، فكان رده على هذا الأخير مقتضبا ومفحما حين قال:
أبو نواس ابن هاني
وأمه جلبان
والناس أفطن شيئ
إلى حروف المعاني
إن زدت بيتا على ذي
ما عشت فاقطع لساني
وفي هذه الأبيات من لطيف الإشارة ما يغني عن ألف مجلد من التصريح والقول.
وبغض النظر عن كل شيئ نراجع في عجالة بسيطة أبرز محطات مشاورات السويد لنعرف – بتشديد الراء – الآخرين أو المضلل عليهم بشخص الأستاذ محمد عبدالسلام، وفي مطالب الوفد الوطني المفاوض ورئيسه ما يكفي، فحين طالب وفد الرياض بالإفراج عن أشخاص بعينهم وخص بالذكر أسرى دول العدوان وآخرين من اليمن لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة، كانت مطالب محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني المفاوض تبادل كامل وشامل لجميع الأسرى والمخفيين قسريا والمعتقلين .
وحين كانت ومازالت رغبة وفد الرياض تسليم الحديدة للاحتلال السعودي والإماراتي ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل مباشرة، كان إصرار محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني المفاوض على حرية واستقلال وسيادة اليمن كلا لا يتجزأ وفي حال الضرورة يكون هناك إشراف فني أممي على الواردات في الميناء ولا يتعداه.
وحين دعا وفد الرياض الى استمرار الحصار كان مطلب الوفد الوطني المفاوض ورئيسه هو فك الحصار وفتح مطار صنعاء أمام الرحلات والحالات الإنسانية العاجلة والملاحة الجوية إلا أن وفد الرياض تعنت في ضرورة تفتيش الطائرات في عدن أو المكلا الواقعتين تحت سيطرة قوى الاحتلال الإماراتي السعودي .
وبينما يسعى مرتزقة الرياض وحكومتهم المزعومة إلى إغراق السوق بمزيد من طبعات العملة الجديدة بدون غطاء نقدي أجنبي، ينادي الأستاذ محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني المفاوض بضرورة تحييد الاقتصاد عن هذا الصراع وعدم المساس بلقمة عيش المواطن وضرورة صرف المرتبات وجمع الصادرات في بنك واحد تصرف للشعب بإشراف فني أممي.
وفي كل مرة يقدم وفدنا الوطني المفاوض تنازلات أكثر ويقدم الحلول المناسبة الشاملة يصر وفد الرياض على التعنت وفرض حلول جزئية، تضمن استمرار ارتزاقه واستمرار أسياده في عدوانهم على الشعب اليمني ونهب ثرواته ومقدراته.
ليست الحديدة المحطة الأخيرة لمسيرة النضال والجهاد ودحر المستعمر ولكنها ستكون المقبرة الكبرى للغزاة والمحتلين وصخرة الصمود التي تتكسر على جنباتها رؤوس المرتزقة وأسيادهم.
ليست هذه أول مرة يتهم فيها الصادق بالكذب ويخون فيها الأمين، فذلك الأمر كائن وحاصل منذ فجر التاريخ .
قد تتعدد وجوه المرتزقة الذين سيجلسون على طاولة الحوار مع الأستاذ محمد عبدالسلام، لكن محمد عبدالسلام سيبقى واحدا في شخصه، واحدا في موقفه، واحدا في نهجه، واحدا في انتصاره.
ومن كان فوق محل الشمس موضعه
فليس يرفعه شيئ ولا يضع
وللحديث بقية